أبو عبيدة: تفاصيل جديدة سنفصح عنها في الوقت المناسب

أكد الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن المقاومة الفلسطينية تمكنت خلال صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؛ من تحقيق ما نسبته 90% إلى 95% من مطالبها التي عرضتها خلال جولات تحرير الأسرى، لافتًا النظر إلى أن الدور المصري شهد تغيرًا ملحوظاً بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث تميز بالاتزان والجدية الكبيرة.

أبو عبيدة: تفاصيل جديدة سنفصح عنها في الوقت المناسب

أكد الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن المقاومة الفلسطينية تمكنت خلال صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؛ من تحقيق ما نسبته 90% إلى 95% من مطالبها التي عرضتها خلال جولات تحرير الأسرى، لافتًا النظر إلى أن الدور المصري شهد تغيرًا ملحوظاً بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث تميز بالاتزان والجدية الكبيرة.

وشدد أبو عبيدة في حديث لصحيفة "فلسطين" عبر سماعة الهاتف، على أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تكسر حواجز الاحتلال الإسرائيلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى التي سميت بـ"وفاء الأحرار".

وقال أبو عبيدة: "نحن أمناء على هذه القضية، ومعنيون بإتمام الصفقة دون أي خلل فيها، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار كل المصاعب والعقبات"، مبينًا أن هناك بنودًا أخرى تشملها صفقة الأسرى "سيفصح عنها في الوقت المناسب".

وحول الأنباء التي تحدثت عن وجود عقبات أمام إتمام صفقة تبادل الأسرى بسبب إشكاليات حول عدد من الأسيرات داخل السجون يرفض الاحتلال الإفراج عنهن، أكد أبو عبيدة، أن الاتفاق ينص على تبييض السجون الإسرائيلية من كافة الأسيرات، وطرأت إشكالية أثناء الترتيبات الفنية تتعلق ببعض الموقوفات ويجري العمل على حلّها ما أمكن.

ونفى أن تكون كتائب القسام قد أعطت الاحتلال الإسرائيلي وعدًا بضمان عدم تكرار عمليات أسر جنود إسرائيليين، مشددًا على أن المقاومة حق مشروع وستستمر طالما وجد الاحتلال.

الموقف المصري
وبين أن إصرار الموقف المصري على إنجاح صفقة التبادل بالإضافة إلى إصرار المقاومة على مطالبها وضع الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين؛ إما إفشال الصفقة وإرجاع كل الخطوات التي بذلت في الجولة الأخيرة إلى الوراء، أو إتمام الصفقة والرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية.

ولفت إلى أن الحركة الأسيرة داخل السجون شجعت ودعمت إتمام الصفقة وتحقيق النجاح حتى وإن لم تشمل بعض أسماء القيادات الفلسطينية، منوهًا إلى أن الأسرى يدركون أن الصفقة لن تحقق النجاح 100% وهم معنيون بعدم تعطيل الصفقة.

أعداد المبعدين
وتابع أبو عبيدة أن الاحتلال الإسرائيلي هو من أفشل دور الوسيط الألماني في جولات المفاوضات السابقة، مفصحًا أن الاحتلال كان يصر على إبعاد أكثر من 260 أسيرًا إلى الخارج بالإضافة إلى وضعه خطوطًا حمراء أمام أسماء بعض الأسيرات ورفضه الإفراج عن أصحاب المؤبدات، مؤكداً أن الاحتلال ماطل كثيراً في الاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية.

واستدرك قائلًا:" لكن خلال الجولة الأخيرة، رضخ الاحتلال لمطالب المقاومة والتي تركزت على الإفراج عن أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية".

وأضاف: "إلى جانب ذلك كان الاحتلال يرفض الإفراج عن أسرى القدس والأراضي المحتلة عام 1948، وكان يرفض طرح أسمائهم لأنه يعتبرهم (مواطنين إسرائيليين) بزعمه، ويعتبر تحريرهم خطًا أحمر ومحاذير لا يمكن كسرها".

وأشار إلى رضوخ الاحتلال لغالبية المطالب، إذ تم تخفيف أعداد المفرج عنهم لخارج فلسطين من 260 إلى 40، موضحًا أن وفد المقاومة كان يطمح إلى المزيد من أعداد الأسرى المفرج عنهم داخل الصفقة، لكن ما تم تحقيقه كان في مجمله إنجازًا متقدمًا جدًا وغير مسبوق.

وبين أنه ومنذ عملية الوهم المتبدد كان هناك العديد من التفاصيل والحيثيات التي ستكشف عنها كتائب القسام خلال الفترة القادمة، مضيفًا: "ستكشف الأيام القادمة عن الكثير من الظروف والتفاصيل، لكننا لا نزال نتعامل مع قضية في منتهى التعقيد، لذلك ننتظر إلى حين إتمام الصفقة بشكل كامل".

وتمنى أبو عبيدة أن تسير الأمور على ما يرام حتى النهاية مع الأخذ بعين الاعتبار جانب الحذر.

ودعا الناطق باسم كتائب القسام وسائل الإعلام إلى ضرورة تحري الدقة في متابعاتها ونقلها للأخبار المتعلقة بالصفقة لأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يفسد حجم الانتصار الذي حققته فصائل المقاومة في هذه الصفقة.

وعن الرؤية المستقبلية للمرحلة المقبلة، أكد أن صفقة (وفاء الأحرار) منعزلة عن أي خطة أو رؤية مستقبلية يعدها القسام، مضيفًا: "إن مسار صفقة التبادل كان واضحًا منذ البداية، وكان دومًا مرهونًا فقط بالوصول إلى اللحظة التي يدفع فيها العدو الثمن ويحقق مطالب المقاومة".

انطلاقة جديدة
وأشار إلى أن الانجاز الذي حققته المقاومة في الصفقة سيبقى محفوظًا وشاهدًا وسيكون انطلاقة جديدة للمقاومة التي طبقت شعاراتها بشكل واقعي على الأرض، منوهًا إلى أن الصفقة لها أبعاد كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية خلال الأيام القادمة.
ولفت أبو عبيدة النظر إلى أن صفقة التبادل لها أبعاد متعددة تمثلت في تعزيز ثقافة المقاومة عدا عن العقيدة العسكرية للمقاومة وهي السعي إلى تحرير أولئك الأسرى الذين أمضوا زهرة شبابهم داخل السجون.

وشدد على أن المقاومة تثبت يومًا بعد يوم أنها تعمل من أجل القضية الفلسطينية، مؤكدًا على أن صفقة وفاء الأحرار جسدت الوحدة الفلسطينية من خلال شمولها لكافة أطياف وشرائح المجتمع الفلسطيني كما جسدت الوحدة الجغرافية بشمولها لأسرى من كافة أماكن تواجد شعبنا.

وعن الرؤية للمرحلة المقبلة، قال: "نحن لا نأمن جانب الاحتلال، والحذر من أي عدوان قادم يبقى قائمًا، مشيرًا إلى أن القسام "على جاهزية تامة لأسوأ الاحتمالات إن حدث لا سمح الله".

ووجه أبو عبيدة رسالة للأسرى الذين لم تشملهم الصفقة أن عهد المقاومة مع الأسرى أن تعمل على تحريرهم جميعاً بكافة الوسائل الممكنة، مشددًا على أنه لا يمكن ترك الأسرى لوحدهم أمام الاحتلال الإسرائيلي مهنئًا الأسرى المحررين بالصفقة.
وهنأ أبو عبيدة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه "لأنه من صنع هذا الانتصار من خلال مواجهته الحصار والحرب والدمار".
وأضاف: "أما للاحتلال الإسرائيلي فنقول: إن أسرانا أمانة في أعناقنا ولا يمكن أن نتركهم للسجان، وقضيتنا الفلسطينية هي بوصلتنا، ورسالتنا هي إذا أراد الاحتلال أن يختصر الطريق عليه الاعتراف بحقوقنا كاملة".

التعليقات