حماس: الانسحاب خطوة أولى على طريق التحرير

اعتبرت حركة حماس، اليوم السبت، ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية هو الخطوة الاولى على طريق تحرير الارض واستعادة جميع الحقوق وليست الخطوة الاولى والاخيرة كما يريد شارون، مشيرة الى ضرورة ان يكون الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة شاملا وكاملا بما في ذلك المعابر والبحر والاجواء.

وقال اسماعيل هنية القيادي فى حماس خلال مؤتمر صحفي عقد فى مدينة غزة لعرض موقف الحركة من الانسحاب ورؤيتها لما بعد الانسحاب " ان اندحار الاحتلال من غزة وشمال الضفة انجاز للمقاومة وثمرة لتضحيات شعبنا وصموده والامه ومعاناته وهو دليل على قدرة المقاومة على الانجاز وتحقيق الاهداف خاصة في مواجهة عدونا الذي لا تجدي معه الا القوة".

واضاف " ان هذا الانجاز يحسب لصالح شعبنا بمجاهديه وابطاله،وفصائله وقواه في الداخل والخارج واجياله كافة التي صمدت طوال العقود الماضية، فجاء هذا الانجاز ثمرة لنضالاتها المتعاقبة وتضحياتها المتراكمة."

وقال هنية " ان حماس تسعى لشراكة مع ابناء شعبنا في القرار انطلاقا من المسؤولية المشتركة تجاه الوطن والشعب"، مؤكدا انها "ليست بديلا لاحد، ولا تسعى للتفرد والاستفراد ، انها ترفض استفراد الاخرين في القرار تحت أي مبرر كان" .

وتابع يقول " انه من اجل تحقيق ذلك فان الحركة اتفقت مع الرئيس ابو مازن وجميع الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة وطنية للاشراف على ملف الانسحاب ووضع الضمانات الوطنية التي توفر الشراكة والشفافية . وتم الاتفاق على اعتبار لجنة المتابعة او أي جسم ينبثق عنها الاطار التي يتولى هذه المهمة الوطنية.

واكد على حرص الحركة على اتمام الانسحاب وعلى خروج الاحتلال الكامل من غزة وشمال الضفة وقال انها ستتعاون مع جميع ابناء شعبنا لظهور الصورة الحضارية في التعبير عن الفرحة و والابتهاج ، وتشارك الحركة في الاحتفلات العامة المشتركة كما انها ستقيم احتفالات خاصة شأن بقية الفصائل. للتعبير عن التمسك والابتهاج للانجاز العظيم.،

واوضح القيادي فى حماس ان حركته ليست سلطة داخل السلطة ولا هي في مواجهتها، ولا هي فوق القانون، ولا تنازع احد في ذلك مشيرا الى ضرورة وجود مرجعة وطنية في القرار الفلسطيني يشارك فيها الجميع.

وجدد القيادي فى حماس التاكيد على ضرورة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، على اسس سياسية تنظيمية جديدة حتى رحيل الاحتلال عن ارضنا مؤكدا فى الوقت نفسه ان حركته "ستتمسك بسلاح المقاومة وحماية جهازها العسكري، كتائب الشهيد عز الدين القسام في جميع الاحوال دفاعا عن ارضنا وشعبنا واستكمالا لمسيرة التحرير والنصر".

واشار الى تمسك حماس بثوابت القضية والحقوق الوطنية لشعبنا وفي مقدمتها الارض والقدس وحق العودة ورفض كل اشكال الاحتلال والاستيطان والتصدي لمحاولات المساس بالمسجد الاقصى المبارك.

وقال هنية ان قضية الاسرى والمعتقلين قضية وطنية اولى تحرص حماس وجميع القوى على العمل بكل اجتهاد من اجل ضمان الافراج عنهم ونطالب بالافراج العاجل عن اسرى شعبنا كخطوة على طريق تحرير بقية اسرانا.

من جهة اخرى طالب هنية المجتمع الدولى بشطب اسم الحركة من قوائم الارهاب موضحا "ان الشعب الفلسطيني هو ضحية الارهاب الاسرائيلي"، مشيرا الى ان حركة حماس "لا زالت متمسكة بحصر مقاومتها بالاحتلال الإسرائيلي داخل حدود فلسطين ا المحتلة وانها لا تسعى لنقل هذا الصراع الى الخارج".

وفى رده على سؤال حول كيفية استخدام الاراضى التي ستنسحب منها اسرائيل قال هنية ان الارض حررت ليمتلكها الشعب الفلسطيني موضحا انه تم الاتفاق علي تشكيل لجنة وطنية عليا لوضع الضوابط ا لوطنية التي تحكم التصرف في هذه الاراضي لان هذه الارض هي ملك الشعب الفلسطيني.
وجدد هنية التاكيد على مشاركة حركته فى الانتخابات التشريعية المقبلة فى شهر يناير المقبل موضحا انها سوف تحدد لاحقا صيغة مشاركتها على ضوء المستجدات التي ستطرا بعد الانتخابات التشريعية.

ونفى هنية ان تكون حماس تسعى الى التفرد والاستفراد موضحا ان لذلك عواقب وخيمة علي الشعب الفلسطيني مشيرا الى وجود لقاءات مكثفة ستشهدها الايام المقبلة مع كافة القوى الفلسطينية بما فيها حركة فتح، بهدف الخروج الى صيغ مناسبة وان يتم البدء بالفعل العمل على متابعة موضوع الانسحاب.

وعبر عن امله ان تتوفر النية لدى السلطة في شراكة سياسية حقيقية "لان البديل هو التفرد والتفرد سلبي على الشعب الفلسطيني وله عواقب غير محمودة على قضيتنا وعلى ملف الانسحاب ذاته" مشيرا الى حرص حماس على هذه الشراكة، وعلى ترتيب البيت الفلسطيني، والمحافظة على هذا الانجاز الوطني والا يتحول هذا الانسحاب الا كارثة وطنية.