06/04/2015 - 14:43

أبو سلمى من اليرموك: داعش يقنصنا والنظام يقصفنا

قال أبو سلمى باح اليوم إن الهدوء الحذر يخيّم على المخيّم في هذه الأثناء، واستنفار من قبل المسلّحين في شوارع المخيّم وأزقته وسكّانه ملتزمين بيوتهم في هذه الأثناء

أبو سلمى من اليرموك: داعش يقنصنا والنظام يقصفنا

اليرموك اليوم

تزداد معاناة أهالي مخيّم اليرموك مع كل يوم جديد يطل على المخيّم في ظل الحصار والقنّاصة والبراميل المفتجرة، فيما منعهم قناصو 'داعش' و'جبهة النصرة' من الخروج من منازلهم، قرّر النظام السوري جعل هذه المنازل أيضاً مقابر لهم، فترك الشوارع للقنّاصة وأخذ هو يرمي براميله المفتجرة، بحسب ما روى شهود من داخل المخيم لـ”عرب ٤٨”. 

وقال أبو سلمى (اسم مستعار)، وهو المقيم في منطقة العروبة جنوب مخيّم اليرموك، لـ'عرب 48” صباح اليوم  إن 'الهدوء الحذر يخيّم على المخيّم في هذه الأثناء، وهناك حالة استنفار من قبل المسلّحين في شوارع المخيّم وأزقته، بينما يتلزم السكان بويتهم'. 

مواد غذائية ممنوعة وأسعار مرتفعة

وعند سؤاله عن توفر المواد الغذائية والماء والدواء، قال أبو سلمى إن 'المواد الغذائية في المخيّم شبه معدومة، والخضار هو الوحيد الذي نستطيع الحصول عليه لسببين، الأول هو الأسعار المرتفعة جداً إذ يصل ثمن كيلو الأرز قرابة الـ 2500 ليرة. أمّا الماء فهو شبه معدوم بعد أن مُنعت المساعدات الإنسانية من دخول المخيّم'.

وبعد أن مُنعت المساعدات الإنسانية والماء والغذاء من الدخول، لم يتبق لأهالي اليرموك سوا منطقة يلدا، شرق مخيّم اليرموك والتي تسيطر عليها قوّات النظام ومجموعات مسلّحة متحالفة معه. وعدد أبو سلمى طرق الحصول على المواد الغذائية والماء والدواء، فاستذكر معها صديقه ناصر عبّاس، الذي استشهد قنصاً أمس في طريقه إلى يلدا لجلب بعض الغذاء والماء، وقال إن 'الطريق إلى يلدا عبارة عن مغامرة شديدة الخطورة، إلّا أن الطريق إلى يلدا محاولة حياة بدل الموت جوعاً في المخيّم'.

تمنع المواد الغذائية بذريعة منحها للمسلّحين

وأضاف أن 'مؤسسة فلسطين الخيرية افتتحت مركزاً لمساعدة النازحين من المخيّم إلى يلدا لتوزيع المساعدات، ومن هناك نحصل على بعض المواد الغذائية والتموينية بشروط مقيّدة وتحقيقات وتفتيشات من قبل جماعات مسلحّة متحالفة مع النظام السوري تسيطر على الطريق، ومن يتمكن من الوصول إلى يلدا يستطيع الحصول على كمية محدودة، وذلك بادعاء أن المواطنين يريدون المواد الغذائية بهدف تمويل المسلّحين داخل المخيّم، إلّا أن لي 5 أبناء أريد إطعامهم وليس أي مسلح داعشي أو غيره وإنقاذهم من الموت جوعاً'. 

ولارتفاع أسعار المواد الغذائية في يلدا قسط كبير من حصار اليرموك أيضاً، فالذي يصل يلدا في بعض الأحيان لا يستطيع الشراء بسبب الأسعار، وقال أبو سلمى، إن 'الأسعار مرتفعة بصورة كبيرة جداً، فربطة الخبر يصل سعرها إلى 3000 ليرة، الخضار هي السلعة الوحيدة التي نستطيع أن نشتريها بسعر معقول، لذلك فنعتاش منذ أسبوعين تقريباً على حساء الخضار والماء الساخن فقط، وهذا حال المخيّم من ناحية المواد الغذائية'. 

أمّا الدواء، فقال أبو سلمى إن 'عشرة أشخاص استشهدوا في الأيام الأخيرة في المخيّم بسبب النقص فيه، وهذا هو الشيء الممنوع علينا إدخاله للمخيّم بشكل تام وقاطع'. 

أمّا عن دخول المواد الغذائية للمخيّم في فترة الحصار التام منذ فترة قصيرة، فقال أبو سلمى إن 'النظام والهيئات الفلسطينية أدخلت بعض المواد التموينية بعد الحصار بهدف الدعاية فقط، واستمر إدخالها لأسابيع معدودة فقط وعادت وانقطعت مرة أخرى، ويستمر الحصار منذ عامين تقريباً'. 

أمّا عن الخارطة العسكرية في المخيّم للمسلّحين والفصائل والنظام، فقال أبو سلمى، وبعكس ما تردّد أمس حول انسحاب داعش من مخيّم اليرموك، إن 'داعش وجبهة النصرة يسيطران على المخيّم من شارع لوبية حتى جنوب المخيّم بشكل كامل بالإضافة إلى سيطرتهما على مشفى فلسطين المشفى الوحيد'. 

وأضاف أن 'المدخل الشمالي للمخيّم تحت سيطرة الجبهة الشعبية - القيادة العامّة، وقسم منه تحت سيطرة مسلّحي فتح الانتفاضة وجبهة النضال، أمّا المنطقة من شارع فلسطين لليرموك حتى شارع لوبية فهي تحت سيطرة أكناف بيت المقدس، أمّا المنطقة من شارع اليرموك حتى شارع الثلاثين فهي تحت سيطرة فصيل أحرار الشام وجبهة النصرة'. 

مناطق آمنة لم تعد كذلك بفضل براميل النظام المتفجّرة

لم يتبق في مخيّم اليرموك إلا 17 ألف لاجئ فلسطيني، من أصل حوالي 170 ألف لاجئ لا يستطيعون التواصل ما بينهم بسبب الحصار والاشتباك المسلّح المستمر من قبل النظام وداعش والمجموعات المسلّحة. وقال أبو سلمى إن 'المخيّم أصبح عبارة  عن شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي بيد داعش والجنوبي بيد النظام والقيادة العامة، وكلاهما يقتلان المخيّم وأهله، يريدونه مخيّم نهر البارد الجديد'. 

وتابع أبو سلمى أن 'البراميل المتفجرة التي ترميها مروحيات النظام هي التي تقتلنا. في فترات الاشتباك كنّا كمدنيين ندخل مناطق آمنة ونتحصّن فيها من الرصاص، إلّا أن البراميل المتتفجرة استهدفت المنازل والمناطق الآمنة التي اختبأ فيها السكّان'. 

على الرغم من الهدوء الذي بدأ أبو سلمى بالحديث عنه في بداية المقابلة، إلّا أن صوت المروحيات في سماء المخيّم بقي حاضراً، فقال أبو سلمى إن 'هذه البراميل التي ترميها المروحيات التي تسمعها الآن بذريعة إخراج المسلّحين من المخيّم هي من تقتلنا الآن، تشرّدنا وتهدم البيوت على رؤوسنا بالإضافة إلى قذائف الهاون التي تستعملها داعش، كل ما نطلبه منهم ومن الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع النظام تحييد المخيّم ليس إلّا'. 

وقال أبو سلمى إن 'تعداد المعتقلين والشهداء في المخيّم غير معروف، إلّا أنه وصلنا أن داعش اعتقلت حوالي 75 شخصا من المخيّم، وأعدمت قرابة 30 منهم '. 

نعتب على المنظّمة ونطالب بتحييد المخيّم

لم يتبق في اليرموك سوى 10% من قاطنيه، يرفضون الخروج منه ورسالتهم واضحة ألا وهي الحفاظ على المخيّم وتحييده عن الصراع في سوريا، وقال أبو سلمى إن 'رسالتنا وعتبنا أولاً على منظمة التحرير الفلسطينية التي تركتنا نعاني ورفعت أيديها عنّا وعن المخيّم'. 

وأضاف أن 'الباقين في المخيّم بقيوا للحفاظ على المخيّم، وعلى هويتنا وحلمنا في العودة إلى فلسطين المتجسّد بهويتنا الوطنية الفلسطينية، مطلبنا واضح وبسيط، ألا وهو تحييد المخيّم عن الصراع في سوريا'. 

واختتم حديثه بالقول إن 'المخيّم احتضن كافة المناطق المجاورة له عندما تعرّضت للقصف والتدمير، لا نجد من ينقذنا نحن اليوم في المخيّم، نتوجّه إلى كل ضمير حي لإنقاذنا وإنقاذ المخيّم الذي يهدف الجميع بمن فيهم النظام السوري إلى هدمه بالكامل. سنموت فيه ولن نسمح بأن يهدم'. 

التعليقات