08/04/2015 - 17:16

النازحون من اليرموك يخرجون إلى مركز إيواء أشبه بالمعتقل..

المهاجرون: لا يسمح لنا بالخروج من المدرسة حسب تعليمات الأمن السوري، حتى لا تنفلت روايات البعض على الإعلام وينقل من كان محاصراً داخل المخيم الروايات الحقيقية

النازحون من اليرموك يخرجون إلى مركز إيواء أشبه بالمعتقل..

يعاني النازحون من مخيم اليرموك الى مدرسة 'زينب الهلالية' في حي التضامن، ظروفا بالغة السوء بفعل ظروف إقامتهم الشبه إجبارية ، فيحظر على المهجرين من المخيم داخل مركز الإيواء في المدرسة الدخول او الخروج من المدرسة لقضاء حاجتهم الشخصية لعدم توفر الحمامات لقضاء حاجتهم من الاستحمام والنظافة الشخصية حسب وصف البعض لـ'عرب 48'.

ويقول المهجرون إنه منذ أسبوع نشعر أننا خرجنا من حصار إلى حالة هي أشبه بمعتقل، لا يسمح لنا بالخروج من المدرسة حسب تعليمات الأمن السوري، حتى لا تنفلت روايات البعض على الإعلام وينقل من كان محاصراً داخل المخيم الروايات الحقيقية لتفاصيل حصار العامين الماضيين. وتعاني بعض العائلات من الإصابة بفيروس التهاب الكبد، وبدلا من نقلها الى المستشفى لتلقي العلاج جرى وضعها داخل أحد صفوف المدرسة ومنعها من الاختلاط ، فيما تقوم بعض الهيئات الإغاثية بتقديم الوجبات الغذائية بشكل يومي للنازحين.

وعبر بعضهم عن سخطه من زيارة أنور عبد الهادي، مسؤول ما يسمى الدائرة السياسية في دمشق لمنظمة التحرير، وكندة الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة السورية. وقال البعض إن زيارتهم استعراضية هدفها التغطية الإعلامية، حيث لم يحمل عبد الهادي أية مساعدة يمكن تقديمها للنازحين حسب قول نجوى: 'يأتي لزيارتنا نهارا ويطعمنا تصريحات فارغة مساء'.

وقال 'سعيد' (اسم مستعار لأحد النازحين في المدرسة) إن وفدا من المنظمة زارهم ظهر اليوم، وإن الفصائل ستجتمع لبحث أزمة المخيم. وأضاف متهكماً 'ألا يمكن لهم التفكير بنا كبشر، أين سنغتسل .. الجرب سيقتلنا. إنهم ينظرون إلينا كحثالات موبوءة. نحس بابتساماتهم الصفراوية وتملقهم لن يفيد مأساتنا'.

وتابع 'سعيد' أنه 'كنا نظن أن الأمور البسيطة يمكن أن تحل. يتملكنا شعور بالأسى على من بقي داخل المخيم، ويعترينا خوف على مصيرنا في هذه الظروف غير الإنسانية. يراقبوننا كمتهمين.. فقد اعتقل بعض الشبان من داخل المدرسة، وبحسب التعريف الدقيق للمعاملة فنحن لا نخضع لمعاملة نازحين في مركز إيواء، بل أشبه بالمعتقل'.

وخلافاً لما أوردته بيانات الفصائل الرسمية وتقارير إعلامية سورية رسمية عن نزوح مئات العائلات، فإن العدد الأكبر من المهجرين فضل التوجه إلى منطقة يلدا المحاذية للمخيم وبعضهم إلى بيت سحم ويخضع لذات الإجراءات غير الإنسانية بما يتعلق بمتابعة القضايا الشخصية والإنسانية كحالات المرض التي يتوجب نقلهم فورا للمشافي، حيث يسود شعور بين  نازحي اليرموك بأن التعاطي معهم هو ضمن الملف الأمني فقط. وحتى لا يتم تداول قصص المعاملة  المجحفة بحقهم، ولا يتم نقل ما تعرضوا له داخل المخيم أو خارجه، يحظر عليهم الدخول والخروج.

بدوره قال فريد الحيفاوي إن 'المأساة لن تنتهي حتى بخروج العالقين داخل المخيم، إذ ينتظرهم في الخارج ما هو شبيه بمعاناتهم داخل المخيم. فكل خارج من حصار المخيم هو متهم أمني حتى يثبت العكس، لأننا مدركون الدور الحقيقي الذي تلعبه القوى الفلسطينية، وهو التغطية على مذلتنا وتلميع إهانتنا ببضع تصاريح تخدم مواقفهم ولن تخدم المخيم ولا سكانه فيما بعد'.

تجدر الإشارة إلى أنه يقطن في مركز زينب الهلالية حولي 100 نازح ونازحة بينهم عشرون طفلاً. وتمكن 'عرب 48' من إجراء الاتصال مع بعض النازحين في يلدا والتضامن ومسؤول في أحد الفصائل الفلسطينية فضل عدم ذكر اسمه أيضا، خوفا على حياته بعد حالات الاعتقال التي طالت حتى بعض المرضى الذين أخرجوا  كحالات إنسانية.

التعليقات