20/06/2015 - 09:28

هل تعرف هذا المخيم؟ خان الشيح مخيم العودة والبراميل والنسيان

سجل المخيم 150 شهيداَ حتى اليوم، قضوا في عمليات قصف وقنص؛ يقدر عدد معتقلي المخيم لدى النظام بأكثر من 120 معتقلاً، قضى منهم 17 تحت التعذيب؛ 3 آلاف طفل يعيشون في المخيم ثلثهم دون الخامسة

هل تعرف هذا المخيم؟ خان الشيح مخيم العودة والبراميل والنسيان

بأكثر من أثني عشر برميلاً متفجراً، بينها أربعة ألغام بحرية، وحاوية متفجرة واحدة، قصف النظام السوري مخيم خان الشيح خلال الأسبوع الماضي، موقعاً ثلاثة شهداء حتى الآن في المخيم الذي كان يسمى مخيم العودة، وبات يعرف بالمخيم المنسي، فيما انطلقت حملات عدة للتعريف بالمخيم الذي يقطنه أكثر من عشرة آلاف لاجئ فلسطيني سوري، كانوا تبنوا شعار الحياد من الحرب السورية منذ آذار 2013.

أسس مخيم خان الشيح عام 1948، وهو أقرب مخيم للاجئين لأرض فلسطين، كان عدد سكانه يتجاوز في عام 2011، 25 ألف نسمة، غادر معظمهم المخيم باتجاه لبنان أو مخيمات ومناطق أخرى، وهو المخيم الوحيد في سوريا الذي يتميز بالطبيعة العشاْئرية للسكان، فعشائر مثل الصبيح والمواسي والزنغرية، أبقت حالة خاصة من التماسك الاجتماعي في المخيم، الذي كان أكبر سوق غذائي في المنطقة، وخزاناً للمدرسين في مناطق جنوب ريف دمشق، فيما استقبل حتى 2013 أكثر من مئة ألف مهجر من مخيم اليرموك ومناطق سورية مثل زاكية وبلدة خان الشيح.

الحياد أقل الخسائر

طرح المخيم، ولا يزال، شعار الحياد من الحدث السوري، فبعد أن سيطرت قوات المعارضة السورية على كامل المناطق المحيطة به، قرر السكان ممثلين بوجهاء العشائر وناشطيه البقاء بعيداً عن الاشتباك العسكري في البلاد، حل يحمل أقل الخسائر، بحسب ما يقول الناشط محمد أبو وسيم.

ويقول: 'هذا ليس شعاراً سلبياً، بل كان شعار الحياد ايجابي برأينا، فعلاقاتنا بقيت جيدة مع مناطق دروشة وعرطوز وزاكية، المخيم هو العمق الشعبي لهذه المناطق، كنا قادرين على تقديم المساعدة لسكان الجوار بعد أن باتت أحياؤهم منكوبة'.

كان اليوم الذي سبق إعلان هذا الموقف فاصلاً في تاريخ المخيم، يقول أبو وسيم 'في 13 آذار 2013 عرف خان الشيح أكبر المعارك بين قوات النظام وقوات المعارضة، لم نكن ضمن المعركة لا كمشاركين ولا داعمين، إلا أننا قصفنا بأكثر من ألفي قذيفة في ذلك الأربعاء الذي سمي فيما بعد بالأربعاء الأسود، بعد ذلك اليوم بدأت المأساة، فهجر قسم كبير من الأهالي واعتقل واستشهد آخرون'.

شكل أهالي المخيم لجانا شعبية غير مسلحة لهدفين، الأول حماية المخيم، والثاني عدم السماح لأي قوة عسكرية بدخوله كي لا يصبح في مواجهة مباشرة مع النظام، فبقي المخيم خاليا بشكل تام من أي وجود للمعارضة السورية، رغم هذه، ومنذ آذار 2013، دخل مخيم خان الشيح في حصار جزئي، ما لبث أن تحول إلى حصار كامل.

لم يكن ثمن الحياد مستحق الدفع فقط لصالح النظام، إذ أن الطابع السلمي الذي أصر عليه المخيم، دفع ثمنه أيضاَ للمعارضة السورية التي كانت تطالب بموقف داعم لها من الفلسطيني في خان الشيخ.

يقول أبو وسيم 'دفعنا ثمناً باهظاً لقاء الموقف السلمي من الحراك السوري، صحيح أن المخيم يحتوي على كل المواقف السياسية المتواجدة في سوريا اليوم، أي أن هناك من يرى أنها ثورة سورية، وهناك من يري أنها مؤامرة على البلاد، إلا أننا اتفقنا على أن السلاح يجب ألا يرفع ضد أي أحد في هذا الخلاف السوري السوري'.

الحصار الكامل

قطع النظام الطريق الواصل بين المخيم ودمشق من خلال إغلاق الطريق المسمى طريق القنيطرة، ثم قطع طريق حاجز اللواء 68، وفي ذات العام قرر النظام منع دخول الوقود فتوقفت المشافي عن العمل، فيما لا يزال مستوصف وكالة الأونروا خالياً تماماً من أي دواء، ليبقى طريق زاكية الخطر هو السبيل الوحيد لنقل المصابين والمرضى.

يقول أبو وسيم 'على طريق زاكية ارتقى عدد كبير من الشهداء بقصف مباشر من النظام على المركبات التي يستقلها المدنيون، كان الاستهداف مباشراً في كثيراً من الأحيان، رغم أن بلدة زاكية وقعت هدنة مع النظام. ومنذ شهرين تقريباً، بات الحصار كاملاً مع انقطاع الطعام والدواء بشكل تام'.

تنتشر البطالة بين سكان المخيم اليوم، فلا عمل ممكنا، ولا تنقل ولا مساعدات تصل من أي جهة كانت، حتى وكالة الأونروا التي تعترف فيه كمنطقة عمل لها، لم تقدم أي شيء يذكر للسكان، فيما زاد القصف من حالة الإرباك بين المدنيين، فرغم أن المخيم سبق وأن قصف بخسمة وثلاثين برميلاً منذ 2013، إلا أن عمليات القصف أخذت في الأسبوع الأخير طابعاً أكثر وحشية، فقصفت مدرسة الأونروا في قلب المخيم، وأغارت الطائرات الحربية 14 مرة خلال نصف ساعة علي المخيم.

أوقفوا القصف

ترتبط علميات القصف التي يقوم بها النظام عادة بحدث سياسي أو عسكري في المحيط، الغارات الأخيرة أتت من دون أي تطور في محيط خان الشيخ، فهو قصف لأجل القصف، ويبدأ مع ساعات الصباح وحتى الظهيرة، بغارات مستمرة ومكثفة.

يطالب سكان المخيم وناشطيه بإيقاف القصف المستمر، إذ يقدر الناشطون أن 40% من المخيم بات مدمراً، فيما تزيل الحاويات المتفجرة، التي قلما يستخدمها النظام في كل سوريا، أحياء كاملة، وتخلف عددا كبيراً من المصابين والجرحى، يترافق ذلك مع عمليات قنص وإطلاق نار مباشر على المدنيين الذي يحاولون المغادرة باتجاه دمشق، إذ تستهدفهم قوات النظام من الحواجز العسكرية، كما حصل في الرابع عشر من أيار حين استهدف النظام حافلة تقل مدنيين، فاستشهد أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وأصيب سبعة آخرون.

الأرقام

سجل المخيم 150 شهيداَ حتى اليوم، قضوا في عمليات قصف وقنص؛

يقدر عدد معتقلي المخيم لدى النظام بأكثر من 120 معتقلاً، قضى منهم 17 تحت التعذيب؛

3 آلاف طفل يعيشون في المخيم ثلثهم دون الخامسة من العمر؛

0 عدد المراكز الصحية العاملة في المخيم،

14 عدد ضحايا الطريق الوحيد من المخيم 'خان الشيح-زاكية'.

التعليقات