27/06/2015 - 13:56

معتقلو عين الحلوة: مضربون عن الطعام بينهم فتيات وسيدة ومسن

لا يختلف عن حصار مخيم اليرموك، 12 ألف مدني ممنوعون من مغاردة المخيم تحت تهديد الترحيل أو الاعتقال، جميعم فلسطينيون سوريون لجأوا إلى مخيم عين الحلوة في لبنان، ليواجهوا اليوم ممارسات عنصرية ترقى لتلك التي تمارسها دولة الاحتلال بحق الفلسطيني

معتقلو عين الحلوة: مضربون عن الطعام بينهم فتيات وسيدة ومسن

'هو لا يختلف عن حصار مخيم اليرموك، 12 ألف مدني ممنوعون من مغاردة المخيم تحت تهديد الترحيل أو الاعتقال، جميعم فلسطينيون سوريون لجأوا إلى مخيم عين الحلوة في لبنان، ليواجهوا اليوم ممارسات عنصرية ترقى لتلك التي تمارسها دولة الاحتلال بحق الفلسطيني'.

هكذا يصف الناشط الحقوقي معاذ خليل المشهد في مخيم عين الحلوة في الأيام الأخيرة، بعد أن اعتقل الجيش اللبناني 12 فلسطينياً وفلسطينية، وهم لاجئون من مخيم اليرموك السوري، كانوا قد فروا من الحرب في سوريا إلى لبنان، فيما بقي سبب الاعتقال المعلن، هو عدم حيازتهم وثائق للإقامة في لبنان.

الأونروا من جديد

كان الجيش اللبناني، الذي ينصب حواجز على مداخل المخيم، قد بدأ بطلب ورقة الإقامة من الفلسطينيين السوريين المقيمن في المخيم، بعد أن كان يطلب تصريح الدخول فقط، أكثر من 90% من المهجرين المقيمن في المخيم لا يملكون إقامات وفقاً ليزن النمر، وهو أحد المهجرين من مخيم اليرموك.

يقول النمر إنه من شبه المستحيل الحصول على إقامة من الأمن العام اللبناني، فـ'عادة تدفع حوالي 200 دولار كي تحصل على إقامة قابلة للتجديد في لبنان، والإقامات لا تمنح إلا للطلاب المسجلين في الجامعات اللبنانية أو العاملين في منظمات معترف بها في البلاد. اليوم عملياً نحن ندفع 200 دولار كي يتم اعتقالنا'.

في اليوم الذي حدثنا فيه النمر، تمكن من مغادرة المخيم باتجاه بيروت حيث يعمل في ورشات البناء، حاله كحال معظم سكان المخيم والمهجرين إليه، كان قلقاً طوال اليوم على إمكانية عودته لداخل المخيم، لكنه نجح في الدخول من جديد. هذا الحال يعيشه يومياً مع المئات من الرجال في عين الحلوة.

كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا) قد قررت وقف مساعداتها المقدمة للفلسطينين السوريين في لبنان الخاصة ببدل السكن، توقف مبلغ كان كافياً بالكاد من الوكالة '200 دولار'، المبلغ الذي كان يؤمن غرفة واحدة في شوارع المخيم المكتظة وسيئة الخدمات بات عبئاً جديداً على العائلات التي لا يتجاوز دخل الفرد العامل فيها أكثر من 10 دولارات يومياً.

يقول النمر: 'دخلنا اليومي لا يكفي إلا لبعض الطعام، الوكالة كانت أوقفت أيضاً تكلفة الإقامة بعد أن كانت تكفلت بها، اليوم لا تقدم لنا إلا بعض المساعدات الغذائية والمالية الشحيحة'.

إضراب واعتقال فلسطينية في زنزانة انفرادية بدون ضوء

تمكن الناشطون الحقوقيون في داخل المخيم من توثيق أسماء 12 شخصا ممن اعتقلهم الجيش اللبناني على مداخل المخيم منذ يوم الأحد الماضي، لكن الرقم وفقاً للناشط الحقوقي معاذ خليل قد يكون أكبر من ذلك، ويقول: 'لا نتمكن من الحصول على كافة أسماء المعتقلين، هناك من اعتقل في بيروت أو في مناطق أخرى من البلاد'.

ينقل الجيش اللبناني المعتقلين إلى سجون قريبة من المخيم، يؤكد خليل بعض المعلومات، ويقول إنه نتيجة 'تواصلنا مع بعض المعتقلين الذين أعلنوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ يوم الاثنين، عرفنا أن إحدى السيدات اعتقلت في زنزانة منفردة لا ضوء فيها، عومل البعض كالمجرمين، نحن نصف هذه الممارسات بالعنصرية، وهي انتهاكات لحقوق الإنسان المتفق عليها دوليا'.

لا يرى المهجرون في مخيم عين الحلوة سبباً لما يجري بحقهم إلا بكونه سياسيا بامتياز، يقول خليل: 'الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن اللاجئ الفلسطيني بشكل مباشر، أي الأمن العام في لبنان، وليس الجيش اللبناني، حتى الفصائل الفلسطينية تحاول أن تنسق مع الأمن العام الذي لا ينسق أبداً مع الجيش اللبناني'.

ويتوقع المهجرون والناشطون أن يطلق سراح المعتقلين قريباً، لكن تهديدهم بالاعتقال سيبقى مستمراً لأن الدولة لن تعطي إقامات لهم، فيما يخشى خليل أن تحتجز السلطات الأوراق الثبوتية للمعتقلين ونتقلها إلى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، تمهيداً لترحيل ممكن بحقهم، فيما يؤكد أن عملية نقل البطاقات الشخصية أو جوازات السفر تمت خلال الأشهر الماضية بحق فلسطينين سوريين.

يبلغ عمر المعتقل الأكبر من بين 12 معتقلاً اليوم 57 عاماً وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يبلغ أصغرهم عشرين عاماً، بحسب خليل، فيما تقول مصادر إعلامية في داخل المخيم إن هناك معتقلات لم يتجاوزن السادسة عشرة من العمر.

سياسي في العمق

تتنازع القوى السياسية اللبنانية فيما بينها وتتأثر بالحرب في سوريا. وهذا التنازع يتم على حساب الفلسطيني اللبناني والسوري.

يؤكد الإعلامي محمود بريش أن الأشتباكات الأخيرة في المخيم التي وقت بين مسلحين في داخله وبين الجيش اللبناني لم تشهد مشاركة من أي فلسطيني سوري، لكن السلطات تريد أن تحمله وزر ما حصل، وكل التضييق الذي يمارس بحقه اليوم، يعود لهذا السبب أو لرغبة الدولة اللبنانية في الحصول على دعم دولي مالي، لمساعدة اللاجئين الفلسطينين في لبنان.

في الدائرة الأوسع، يؤكد بريش 'هو مشروع تهجير لا أكثر، سمعت ذلك من بعض الشخصيات من الأمن العام، التضييق الحالي يأتي ضمن ذلك، لم يعد مرغوباً بنا في لبنان'.

ويشير إلى نقطة ضعف في الحضور الفلسطيني السياسي: 'هناك انقسام حاد داخل المخيم اليوم، الفصائل منقسمة للغاية، وبعضها يتهكم من عملية الاعتقال أو الانتهاكات بحق الفلسطيني السوري، هناك من ينظر لمن يعمل اليوم حقوقياً وإعلامياً على أنه يضيع وقته'.

كانت الفصائل الفلسطينية قد شكلت لجنة اسمتها لجنة المهجرين لتعنى بشؤون الفلسطينيين السوريين في المخيم، تتهم اللجنة بأنها لا تفعل إلا ما تريده الفصائل الفلسطينية التي يصفها بريش بالعاجزة عن فعل أي شيء، فيما يرى الناشط الحقوقي خليل أنها لا تستطيع أن تفعل شيئا أصلاً، ويصل بلومه حتى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وسفارتها في لبنان.

وكان قد تظاهر مهجرو مخيم عين الحلوة رافضين ما يمارس بحقهم في لبنان، واصفين جيمع المنظات والهيئات بالتقصير والتخاذل، والشراكة في سلبهم أبسط حقوق الحياة.

 

التعليقات