30/06/2015 - 22:00

سوريا: 3 شهداء فلسطينيين تحت التعذيب بينهم "القائد"

قضى ثلاثة لاجئين فلسطينيين سوريين تحت التعذيب أو بسببه في سجون النظام السوري خلال خمسة أيام، فيما لا تزال علميات الاعتقال تسجل بحق المدنيين الراغبين بمغادرة المخيم المحاصر من قبل النظام السوري، مع استمرار قصفه بالبراميل المتفجرة

سوريا: 3 شهداء فلسطينيين تحت التعذيب بينهم

قضى ثلاثة لاجئين فلسطينيين سوريين تحت التعذيب أو بسببه في سجون النظام السوري خلال خمسة أيام، حيث أعلن عن استشهاد الناشط السياسي والإغاثي سمير حسن بعد الإفراج عنه ونقله إلى أحد مشافي العاصمة السورية دمشق، فيما كان أعلن عن استشهاد عبد الله عيسى، وايهاب نعيم موسى سلامة من مرتبات جيش التحرير، فيما لا تزال علميات الاعتقال تسجل بحق المدنيين الراغبين بمغادرة المخيم المحاصر من قبل النظام السوري، مع استمرار قصفه بالبراميل المتفجرة، أخرها ثلاثة براميل صباح اليوم الثلاثاء.

الشهيد

ولد سمير حسن في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينين، لكنه عاش في مخيم أخر هو مخيم خان الشيح. يعرف عنه الناشطون في المخيم بأنه "قائد الشباب" فقد كان الشهيد من أكثر الشخصيات نشاطاً داخل المخيم، منذ أن شكل لجنة الشباب المتطوعين في عام 2012، حين شهد المخيم نزوحاً كبيراً إليه من مخيمات فلسطينية أخرى.

يقول الناشط رفيق هادي إنه "أشرفت اللجنة التي شكلها حسن على سبعة مراكز أيواء، كان يجمع الشباب حوله وينظم عملهم في المخيم، لم يكن يغادر المراكز ولا المهجرين فيها، هنا بدأ دوره في النشاط الإغاثي والإنساني داخل المخيم".

تعرض المخيم في عام 2013، لموجة نزوح مضادة، إذ غادر قسم كبير من السكان المخيم هرباً من عمليات القصف. بقي حسن في مخيمه مستمراً في عمله الإغاثي، يضيف هادي، "عمل كثيراً على تحييد المخيم عن النزاع العسكري، كان من أوائل من رفعوا هذا الشعار الذي تم تبنيه لاحقاً، وكان همه أن يصل صوت المخيم الحقيقي، ما لبث أن شكل مجموعة همة الشبابية التي نشطت في المخيم من خلال عدة مشاريع تنموية خاصة بالشباب والأطفال، عدا عن ورشات النظافة ونشاطات الشأن الصحي".

لا يخفي أي ناشط تحدثه عن الشهيد حسن، أن المخيم خسر شخصية كبيرة، يصفونها بأنها لن تتكرر، فهو من قلة بقوا في المخيم ممن يمتلكون القدرة على التأثير على الشباب. يقول هادي "كان من الممكن أن تختلف معه في كل شيئ وفي أي قضية، لكن لن تختلف معه في فلسطينيته ومخيمه، الذي طالما رفض مغادرته".

كان سمير حسن، مسؤول جبهة النضال الشعبي، أحد الفصائل الفلسطينية في سوريا، علاقة اللاجئ الفلسطيني مع كثير من الفصائل باتت سيئة في أفضل تعبير منذ أن اندلعت الأزمة السورية التي طالت المخيمات، لكن هذا لم يمنع حسن من العمل أولاً ومن أجل المحافظة على علاقة طيبة مع سكان مخيمه، فوفقا لمقربين منه، كان يشكل حسن حزباً قائماً بذاته، فهو لم يتعصب لفصيله ولم يقدم أي مصالح حزبية على مصلحة المخيم وسكانه المدنيين، نشاطه المدني كان أكبر من عمل أي فصيل على الأرض، رغم انتمائه التاريخي لجبهة النضال.

خرج حسن من مخيمه يوم الثلاثاء، ماراً بحاجز عسكري لقوات النظام التي اعتقلته لعدة ساعات في فرع الأمن السياسي في بلدة قطنا في أطراف دمشق، وحُول منه إلى مشفى المواساة في قلب العاصمة، ليعلن بعد ذلك عن استشهاده بجلطة دماغية، يرجح كثيرون أن حسن قد عذب وضرب في ساعات اعتقاله القليلة قبل أن ينقل إلى المشفى ويستشهد فيه.

للمفارقة فإن حسن كان اعتقل لعد ساعات في الهيئة الشرعية التابعة لقوات المعارضة السورية قبل حوالي العام، فيما يعتبر هادي أن الخسارة ليس مادية بفقدان رجل كحسن، بل أيضا ستحمل آثار نفسية على من تبقى من ناشطي المخيم والعاملين في الإغاثة فيه.

المخيم لا يزال معتقلاً

تستمر عمليات الاعتقال من قبل قوات النظام بحق المدنيين الذي يحالون المغادرة، خمسة معتقلين مجهولي المصير بينهم نساء سجلوا في الأيام الخمسة الأخيرة، فيما تستمر عمليات القصف بالبراميل المتفجرة والألغام البحرية من طيران النظام، فضلاً عن القصف بالدبابات وسلاح الشيلكا، لكل ما يتحرك عبر المعبر الوحيد من المخيم وإليه، معبر زاكية.

قليلة هي المؤسسات التي تعمل على إدخال المساعات الغذائية إلى خان الشيح، هيئة فلسطين الخيرية ومؤسسة جفرا، تقدم بعضاً منها بصعوبة ناتجة عن تقطع الطرق وعمليات القنص، فيما يغيب المخيم وأخباره عن وسائل الاعلام بشكل شبه كامل، رغم أنه يعيش حصاراً مماثلاً لمخيم اليرموك في جنوب العاصمة.

أخر الشهداء

عبد الله سعيد عيسى قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقال دام لعدة أشهر، متزوج وله طفلين.

إيهاب نعيم موسى من "عشيرة الصبيح" استشهد تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقاله من أمام حاجز المخفر قبل سنتين ونصف وهو من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني.

 

التعليقات