08/08/2015 - 20:00

إلى من يهمه الأمر: تركيا تحتجز عائلة فلسطينية وأطفالاً في انطاكية

"أرجوكم ساعدونا بأي طريقة، حتى لو عدنا إلى سوريا، لا نريد البقاء هنا، أفضل الموت ببرميل على هذا السجن" هذا ما تقوله أماني التي احتجزتها السلطات التركية مع زوجها وطفليها في مركز أمني بولاية انطاكية التركية...

إلى من يهمه الأمر: تركيا تحتجز عائلة فلسطينية وأطفالاً في انطاكية

إلى من يهمه الأمر

'أرجوكم ساعدونا بأي طريقة، حتى لو عدنا إلى سوريا، لا نريد البقاء هنا، أفضل الموت ببرميل على هذا السجن' هذا ما تقوله أماني التي احتجزتها السلطات التركية مع زوجها وطفليها في مركز أمني بولاية انطاكية التركية، بعد تسللهم عبر الحدود السورية التركية، في العاشر من شهر تموز/يوليو الماضي.


الثالثة سجنًا

لم تكن هذه المحاولة الأولى لأماني وزوجها سليمان عمر أحمد، لعبور الحدود باتجاه تركيا، هذه المرة الثالثة التي يفشلون فيها بالدخول إلى الأراضي التركية منذ حوالي شهرين، يقول أحمد إنه 'لم أكن أعرف أن عبور الحدود صعب إلى هذه الدرجة، ضعت عن أمي المسنة لأربعة أيام بعد أن فقدتها في الأحراش، أطلقت الجندرما التركية النار علينا أكثر من مرة، في آخر محاولة للدخول ألقي القبض علينا وأودعنا في هذا السجن'.

خصّصت الجندرما التركية مركزًا خاصًا للاحتجاز المؤقت في إقليم أنطاكية تودع فيه المتسللين، تصف أماني المركز بأنه مكان رطب ومليء بالأمراض، وتقول 'فصلت عن زوجي الذي سجن في القبو، أنا هنا في الطابق الأرضي آكل الخبز اليابس الذي يقدّمه لنا الجنود، كل همي ابني الذي يحتاج لعمل جراحي في عينيه'، وتشير إلى أن ابنها عمر البالغ من العمر 5 سنوات، يحتاج لعمل جراحي عاجل في عينيه، كانت قد اجريت له عدة عمليات في دمشق، فيما كانت العائلة تخطّط لإجراء العملية الثالثة في السويد، حيث كانوا ينون التوجه إليها.

اقرأ أيضا | نصائح يجب معرفتها قبل الهجرة إلى أوروبا 'تهريبًا'

مرّ الوقت

يقبع أحمد في قبو يضم أكثر من 150 عراقيًا 'هناك ليبيون وتوانسة وأفارقة، لا مكان لتجلس ولا لتتمدّد، لقد فقدت كل أمل بمغادرة هذا المكان'.

كانت العائلة قد حصلت وهي في دمشق، على موعد في السفارة السويدية في العاصمة التركية، وهذا هو سبب تسلّلها عبر الحدود، الموعد كان محددًا في الخامس عشر من الشهر الماضي.

 يقول أحمد إنه 'حاولنا أن نشرح للجندرما أن لدينا موعدًا في السفارة السويدية، فطلبوا ورقة من السفارة لتأكيد الموعد، اتصلنا بكل من نعرفهم، لترسل السفارة ورقة للسلطات التركية، وفعلاً تم الأمر ووصل التأكيد، لكن الأتراك عادوا لطلب تأكيد من الخارجية السويدية، الآن ضاعت المقابلة ونحن في السجن'.

لم يكن أحمد ليحصل على مقابلة في السفارة السويدية، لولا طلب لم الشمل الذي أرسلته له ابنته المقيمة في المملكة، إذ كانت الطفلة البالغة عشر سنوات قد وصلت قبل عام إلى السويد، ولأنها قاصر عجّلت السلطات في تأمين لم شمل عائلتها.

تركت الجندرما في السجن هاتفين مع السجناء، فيما صودرت كل مقتنياتهم الشخصية من أموال ومتاع وهواتف نقالة، يجد بعضهم صعوبة كبيرة في تذكر رقم هاتف قريب له كي يتصل به ويبلغه عن مكانه، بإمكان أي أحد الاتصال بأحمد في السجن، هو معروف باسم أبو عمر الفلسطيني، لكونه الفلسطيني الوحيد المحتجز في المركز.

أنا فلسطيني

يقول أحمد إنه 'حين ألقي القبض علي وعلى عائلتي، أخبرتهم أنني فلسطيني، كنت أظن أن هذا سيجعلهم يعاملونني بشكل أفضل، لكنهم استمروا في حبسي مع عائلتي على طول الحدود من أعزاز حتى هاتاي، ثم أودعونا في السجن'.

أضرب أحمد عن الطعام لسبعة أيام متتالية آملاً أن تلتفت السلطات في المركز لوضعه 'توقفت عن الطعام تمامًا، ثم أغمي علي في اليوم السابع، فنقلوني إلى المشفى وأعطوني أدوية، وأعادوني إلى السجن، رموني في الزنزانة ولم يسألني أحد ماذا تريد وما هي قصتك'.

بدورها أماني، أضربت أيضًا عن الطعام، لكنها لم تحتمل أكثر من أربعة أيام فقط، حين عادت لتناول الخبز من جديد، تقول باكية 'كل همي هو أطفالي، أريد العودة إلى سوريا، لا أحد يستمع إلينا أو ينتبه لنا، ربما أو كان عائلات فلسطينية أخرى معنا لكان الحال أفضل، لكننا وحدنا هنا'.

إلى الجميع

يوجه سليمان نداء إلى كل من يهمه الأمر، بالتحرك لإخراج العائلة التي يقول إنها لم ترتكب أي جرم أو خرق للقانون، ويطالب بإخراجه إلى أي مكان في العالم حتى لو كان العودة إلى مخيم اليرموك المحاصر بدمشق، والذي خرج منه أملاً في حياة كريمة فوجد نفسه في معتقل تركي.

تمنع السلطات التركية دخول الفلسطيني السوري إلى أراضيها إلّا بموجب تأشيرة دخول، وقد توقف منح التأشيرات منذ عامين لمن يحملون وثيقة السفر الفلسطينية السورية، ولم يعد بإمكان الراغبين بالخروج من سوريا إلا طرق التهريب المحفوفة بالمخاطر، ليس فقط أثناء عبور الحدود بل أيضاً في الطريق من دمشق وحتى شمال حلب، إذ عليك أن تمر بحواجز عسكرية ونقاط تفتيش تتبع للنظام وجبهة النصرة وتنظيم داعش وغيرها من القوى المتنازعة في سوريا، وجميعها قد تعتقل أو تقتل الفلسطيني المتهم من جميع الأطراف بعدم الوقوف معه أو خيانته أو كفره.

التعليقات