عائلة من الرقة تبني مستقبلها في الريف الفرنسي

بعد فرار العائلة من الرقّة، بلدهم الذي تحوّل إلى معقل رئيسي لتنظيم داعش في سورية، حاولت العائلة بناء مستقبلها في إحدى القرى الصغيرة الفرنسيّة، بعيدًا عن الحرب التي دمّرت بلادهم. يقول أسعد الذي كان يملك مكتبة في الرقة "لقينا ترحيبًا حارًا

عائلة من الرقة تبني مستقبلها في الريف الفرنسي

بعد فرار العائلة من الرقّة، بلدهم الذي تحوّل إلى معقل رئيسي لتنظيم داعش في سورية،  حاولت العائلة بناء مستقبلها في إحدى القرى الصغيرة الفرنسيّة، بعيدًا عن الحرب التي دمّرت بلادهم. يقول أسعد الذي كان يملك مكتبة في الرقة 'لقينا ترحيبًا حارًا هنا، ووجدنا مكانًا جديدًا يتيح لنا الاستراحة بعد الصعوبات التي مررنا بها'.

في كيساك، هذه القرية التي تبعد مسافة 35 كلم شمال غرب مدينة نيل، كانت جماعة غير دينيّة مكوّنة من 15 شخصًا قد استعدّت لاستقبال العائلة في 30 أيلول/سبتمبر، العائلة المكونة من أسعد، وزوجته شعار (50 عامًا)، وابنهما هيثم (23 عامًا) والابنتان ريهام (21 عامًا، وريم (20 عامًا).

بداية جديدة

وقالت إحدى أعضاء المجموعة، كارولين كوزينييه، وهي قسيسة في القرية من الكنيسة البروتستانتية 'قررنا استضافة عائلة سورية بعد بث صورة الصغير 'إيلان'، الذي عثر على جثته على شاطئ تركي في أيلول/سبتمبر من عام 2015، وكذلك استجابة لدعوة احلكومة الفرنسية'.

يقول أسعد 'بلدنا لم يعد موجودًا... لقد تدمّر كلّ شيء. نعرف أنّه يتعيّن علينا بناء مستقبلنا في فرنسا'.

بعد مرور بضعة أشهر، كانت الأسرة لا تزال في باريس، حيث قالت كوزينييه 'بعد عام... طلب منّا أن نستضيف خلال مدة 48 ساعة آل الفخري، وخلافًا لبعض الجماعات التي كانت على استعداد لاستقبال المسيحيين فقط، رحّبت كيساك بعائلة مسلمة بأذرع مفتوحة، وتابعت 'نحن نرسّخ تقاليد الترحيب في المنطقة'، هذه المنطقة التي كانت ملجأ للبروتستانت خلال الحروب الدينيّة والجمهوريين الإسبان، أو اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

المنفى ساعد في تشتت العائلة

يتعلم الأهل والأولاد الفرنسية، وهيثم يتولّى الترجمة في بعض الأحيان، لأنّه يتكلم القليل من الإنجليزيّة، يمكن القول إنّ اللغة هي حاجز نتعامل معه بشكل يومي.

إنّ الانتقال من مدينة تضم 250 ألف نسمة على امتداد نهر الفرات الى بلدة تضم 3300 نسمة يعبرها نهر صغير ليس امرًا سهلا، وخصوصا بالنسبة للشباب. يقول هيثم إن البلدة 'صغيرة وليس لدي علاقات كثيرة مع الشبان' مؤكدا أنه يحلم باستئناف دراسته في الرياضيات والاقتصاد في مونبلييه.

أما ريهام، فإنها تبدي رغبتها في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في مونبلييه. وبانتظار ذلك، تقوم بالتعبير عن أهوال الحرب من خلال رسوماتها باسم 'غرنيكا سوريا'، في إشارة الى لوحة بيكاسو الشهيرة حول الحرب الأهلية الإسبانية.

بدورها، تريد ريم وهي أصغرهم سنا الذهاب إلى المدرسة. لكن أيا من الثلاثة لن يكون قادرًا على استئناف دراسته قبل ايلول/سبتمبر. ويضيف هيثم متنهدًا 'لقد اضعت الكثير من الوقت'.

هربت العائلة من الرقة اواخر عام 2013، قبل وقت قصير من سقوط المدينة بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية إثر معارك ضارية. حيث لجأت العائلة إلى مدينة أورفا في تركيا لمدة سنتين.

التعليقات