عدنان فرملي: الحياة بعد أن اخترقت رصاصة القناص ظهره

عام 2012، أطلق قناص في منطقة الحولة، شمالي محافظة حمص وسط سورية، رصاصة، لتخترق ظهر الشاب السوري، عدنان فرملي، والتي أقعدته عن الحركة، ولكنها من جهة أخرى، لم تشل إرادته، التي قادته إلى متابعة الدراسة والتفوق في الرياضة والتصوير.

عدنان فرملي: الحياة بعد أن اخترقت رصاصة القناص ظهره

عام 2012، أطلق قناص في منطقة الحولة، شمالي محافظة حمص وسط سورية، رصاصة، لتخترق ظهر الشاب السوري، عدنان فرملي، والتي أقعدته عن الحركة، ولكنها من جهة أخرى، لم تشل إرادته، التي قادته إلى متابعة الدراسة والتفوق في الرياضة والتصوير.

من على كرسيه المتحرك، تحدث إلى الأناضول من صار شابا (19 عاما)، وبات لاجئا في بلدة "جديدة القيطع" بمحافظة عكار شمالي لبنان، قائلا: "أصبت برصاصة في ظهري خرجت من الرقبة، بعد أن أصابت العمود الفقري، مخلفة نزيفاً داخلياً في الرئتين".

وبحزن، تابع فرملي: "كان ذلك عام 2012 بينما كنت أحضر الخبز للعائلة.. كان القناصة في كل مكان.. نُقلت إلى مشفى ميداني في حمص، لكن النزيف والإصابة كانت حرجة، وشلت كل أعضائي، وبت لا أشعر بها، بداية من السرة وصولا إلى أسفل قدماي".

و"بعد عجز الأطباء في سوريا عن فعل شيء"، وفق الشاب السوري، "انتقلت إلى المشفى الحكومي في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)، فتحسنت حالتي قليلا، لكن الشلل أصبح واقعا بلا حل، وخضعت لمدة سنة تقريبا لعلاج فيزيائي".
ومضى قائلا: "بعدها بدأت بالتعلم في مدرسة جديدة القيطع، فدرست (الفصل) التاسع، ومنها انتقلت إلى معهد ببنين - عكار الرسمي، وتابعت في تخصص محاسبة معلوماتية حتى تغلبت على إعاقتي".

ولا يقتصر تحد فرملي للإعاقة على متابعة الدراسة، فمن على كرسيه المتحرك، يمارس الرياضة، بل وشارك في العديد من سباقات الماراثون ومباريات كرة السلة في لبنان.

وبفخر، قال الشاب السوري: "فزت بالمرتبة الثالثة في ماراثون بيروت بكرسي متحرك غير مخصص لممارسة الرياضة، كما شاركت في نصف ماراثون عكار.. وجهت إلى دعوة للمشاركة في مارثون مدينة برشلونة الإسبانية، وفرزت بالمركز الثاني".
وبجانب الرياضة، يهوى فرملي التصوير الفوتوغرافي، وكما أوضح: "شاركت في العديد من الدورات للتصوير والمونتاج، وحصلت على كاميرا بسيطة كهدية، وما زلت أعمل على تطوير قدراتي الفنية والتصوير، وأطمح أن يصبح لدي معدات أكبر، وأن أقوم بتصوير وإنتاج أفلام وثائقية صغيرة تحكي قصص اللجوء ومعاناة أهلنا في سوريا وفي لبنان".

ويعيش في محافظة عكار أكثر من 150 ألف لاجئ سوري، من بين أكثر من مليون لاجئ تدفقوا على لبنان خلال سنوات الحرب الدائرة في الجارة سوريا منذ عام 2011.

ويتلقى فرملي مساعدة من جمعيات محلية فاعلة في المنطقة، لكنها غير كافية لتحقيق طموحه، فبعدما عجز الطب في لبنان عن إعادة الحركة إلى أطرافه، يأمل أن يكون له علاج خارج لبنان.

وبعث الشاب السوري برسالة إلى المجتمع العربي والدولي بقوله: "يكفي حرب وقتل في سوريا.. علينا أن نتحد، وأن نوقف الدم والحرب؛ لأنها طالت كثيراً".

وعن أمله في الحياة، قال فرملي من على كرسيه المتحرك: "أطمح في التعلم، والعودة إلى وطني، للمساهمة في بنائه، وتقديم كل ما يلزم له".

التعليقات