جان شمعون: موثق الذاكرة اللبنانية والمجازر الفلسطينية

توفي يوم أمس الأربعاء، المخرج اللبناني جان شمعون (1944-2017)، الذي صان الذاكرة اللبنانية طيلة ما يربو على 40 عامًا، ووثق 15 عامًا من الحرب الأهلية وما ترتب عليها من تأثيرات مجتمعية ووعي في الذاكرة الجماعية، وكانت فلسطين إحدى ركائز أعماله

جان شمعون: موثق الذاكرة اللبنانية والمجازر الفلسطينية

جان شمعون ومي المصري (تويتر)

توفي يوم أمس الأربعاء، المخرج اللبناني جان شمعون (1944-2017)، الذي صان الذاكرة اللبنانية طيلة ما يربو على 40 عامًا، ووثق 15 عامًا من الحرب الأهلية وما ترتب عليها من تأثيرات مجتمعية ووعي في الذاكرة الجماعية، وكانت فلسطين إحدى ركائز أعماله وروائعه.

في العام 1944، ولد مؤلف "أنشودة الأحرار" في البقاع اللبناني وتوجه لدراسة السينما في شبابه في جامعة باريس الثامنة، وحصل على شهادة في الفنون الدرامية.

عمل مدرسًا في معهد الفنون الجميلة في بيروت في بداية حياته المهنية، ومن ثم امتهن الإخراج وصاغ عددًا من الأعمال التي رسخت تداعيات الحرب واحتلال جنوب لبنان ومن بعده الثورة الفلسطينية، وكذلك قدم برنامجًا إذاعيًا مع الموسيقي زياد الرحباني، كان اسمه "بعدنا طيبين... قول الله".

وكان شمعون شريكًا في إخراج الفيلم الوثائقي "تل الزعتر"، بالاشتراك مع المخرج الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي، والمخرج الإيطالي بينو أدريانو وأخرج الفيلم عام 1976، في نفس العام التي وقعت في ذات العام.

وقدم المخرجون الثلاثة في الفيلم شهادة حول المجزرة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين واللبنانيين في المخيم على يد "حزب الكتائب" و"مقاتلي الأرز".

أما فيلمه "أنشودة الأحرار" (1978) فيعرض لتجارب خاضتها شعوب في تحررها الوطني من الاستعمار والدكتاتوريات التابعة له، حيث الحركات الوطنية في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ومنها الشعب الفلسطيني، تحارب عدوًا واحدًا.

في أعماله اللاحقة، "بيروت.. جيل الحرب" (1989) و"أحلام معلقة" (1992) اقترب شمعون من تأثير الحرب الأهلية في تفاصيل الحياة اليومية للأفراد ومعاناتهم الشخصية التي تعادل أزمة الوطن في الأول، بينما ذهب في الثاني إلى معاينة تداعيات الحرب بعد توقفها وردود الفعل الأولى التي عاشها الناس آنذاك، إلى جانب نقده القاسي لفساد أمراء الطوائف في معاركهم وتسوياتهم التي كان جزء كبير منها تكريسًا لزعامتهم ومكاسبهم المادية.

"طيف مدينة" (2000)، كان فيلمه الروائي الأول الذي يستعيد الحرب متسائلًا عن مصائر من شاركوا فيها من خلال بطل العمل بعاهته المستديمة التي ستلازمه حتى الموت مع جملة أحلام تكسرت، في مدينة تحولت إلى خراب.

قدم مع رفيقة دربه، المخرجة الفلسطينية مي المصري (1959)، أفلاماً عدة، هي: "تحت الأنقاض" (1982)، و"زهرة القندول" (1985)، و"بيروت جيل الحرب" (1989)، و"أحلام معلقة" (1992)، و"يوميات بيروت" (2006). نال شمعون العديد من الجوائز في مهرجانات فالنسيا وقرطاج ودمشق و"مهرجان الفيلم التسجيلي العربي" في باريس و"الإسماعيلية للأفلام التسجيلية"، كما حاز جائزة "لوكينو فيسكونتي" الإيطالية عن مجمل أعماله.

 

التعليقات