مصنع هوانا وعشقه لـ "غزل البنات"

مع تزايد عدد المصانع التي تستخدم آلات حديثة في إنتاج حلوى غزل البنات، تبدو الطريقة التقليدية القديمة لإنتاج تلك الحلوى يدويًا وكأنها تحتضر في لبنان.

مصنع هوانا وعشقه لـ

مع تزايد عدد المصانع التي تستخدم آلات حديثة في إنتاج حلوى غزل البنات، تبدو الطريقة التقليدية القديمة لإنتاج تلك الحلوى يدويًا وكأنها تحتضر في لبنان.

لكن يوجد مصنع صغير في الضواحي الجنوبية ببيروت، يديره رجل أعمال يدعى بسَام هوانا، تعلّم وورث أسرار تلك الصنعة أبًا عن جد، يعمل بتلك الطريقة التقليدية منذ عشرات السنين.

قال صاحب مصنع هوانا، بسام هوانا، "أنا تعلمت هذه الصناعة من أبوي وأبوي تعلمها من جدي، هيدي أساس الصناعة، غزل البنات هي من الأتراك، صناعة تركية قديمة، وطوّرنا فيها مع مرور السنين كانت بتتحسن إلى الأمام، بتعبئة أحسن وتكنولوجيا أحسن. في بعض الدول مثل تركيا وإيران طوّروا فيها بالماكينات بس نحنا هون بلبنان ما قدرنا إلا أن نستخدم أحاسيسنا وقوتنا وذوقنا بها الموضوع".

تُصَنع حلوى غزل البنات من الطحين والسكر والماء والسمن.

في البداية يُنثر الطحين على صينية معدنية، ويُحَضّر السكر على النار، حتى يتحول إلى قطعة ضخمة من الكراميل ثم يُترك ليبرد قبل أن يُغطى بالطحين.

ويوضع المزيج في وقت لاحق في صينية معدنية ليُسحب ويُثنى ويُضاف له الدقيق (الطحين) تدريجيًا، حتى يصبح أنحف وأنحف آخذا شكل الخطوط الرقيقة لحلوى غزل البنات.

ويقول هوانا إنه وفريق عمله ينتجون ما يصل إلى 25 كيلوجرامًا من حلوى غزل البنات في الدفعة الواحدة باستخدام ذات طرق الإنتاج، التي كان يستخدمها جده الذي كان، على حد قول بسَام، أول من أدخل غزل البنات إلى لبنان في عام 1914.

ويؤكد هوانا أن الانتاج الآلي لا يمكن أن يُضارع جودة الإنتاج اليدوي لحلوى غزل البنات، مشيرًا إلى أن الآلة بلا إحساس.

وأضاف "هذا هو الإحساس والمعلمية، الماكينة هي بلا إحساس، شفناهم كيف بيصنعوا فيها، بس مش زابطة أبدًا، يعني لا طعمتها ولا نوعيتها، نحنا هون إذا بتنتبهوا للطريقة التي استعملناها، وكيف العمال وجهناهم لحتى يتصرفوا فيها لتطلع ناعمة وطيبة. بس الماكينات من دون إحساس... من دون شعور. يعني المعلمية بتكمن هون. بشخصيته للواحد وبمعلميته وباللي تعلمه من أبوه ومن جده من كذا... هيدا هي".

وأوضح هوانا أن التطور الوحيد الذي أدخله على الإنتاج في هذا المصنع الصغير كان يتعلق بالتعبئة.

فقد كانت التعبئة في البداية تتم في صناديق مصنوعة من الخشب، قبل أن تتجه إلى أخرى مصنوعة من الورق المقوى ثم إلى صناديق مصنوعة من البلاستيك حاليا.

وتوزع حلوى مصنع هوانا حاليا في ربوع لبنان كما يُصدر بعضها للخارج.

ويعمل هوانا وهو في الستينيات من العمر في إنتاج حلوى غزل البنات الأصلية منذ عام 1983.

ولدى بسَام هوانا ثلاثة أبناء لم يبد أي منهم رغبة في مواصلة العمل في مصنع أبيه الأمر الذي يثير شكوكا حول إمكانية استمرار عمل مصنع هوانا التقليدي لغزل البنات مستقبلا.

التعليقات