الحصار يدفع عائلة غزية لاستخدام حفاظات أطفال "مستعملة"

وتقول خليل، إنها تُدرك جيدًا مدى خطورة تنظيف وإعادة استخدام الحفاظات البالية والمُتسخة مُجددًا، على جسد طفلتها، التي ترتدي قليلا من الملابس البالية، لكنها تقول إن ما دفعها لذلك هو الفقر، والعوز والحاجة.

الحصار يدفع عائلة غزية لاستخدام حفاظات أطفال "مستعملة"

دفع الفقر المدقع عائلة فلسطينية، مكونة من عشرة أفراد، تقطن أحد الأحياء العشوائية، المُقامة على أرضٍ حكومية، بمحافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، لاستخدام 'حفّاظات' الأطفال البالية، مرات عدة.

ومنذ ثماني سنوات، لجأت عائلة الفلسطيني عماد خليل، للسكن في هذا المكان المنخفض عن سطح الأرض بما يزيد عن '20 مترا'، رغم ملاصقته لمكب نفايات.

وحاولت الحكومة في غزة، عدة مرات إزالة الحي بأكمله، كونه مقام على أرض تتبع لها، دون جدوى؛ بسبب تمسك السكان بالبقاء به، لعدم وجود بدائل أخرى؛ سيما وأن سكانه من الطبقة الفقيرة جدًا.

ودفع الفقر المدقع، ربة الأسرة عبير خليل، إلى استخدام حفّاظات الأطفال المستعملة، مرات عدة، عبر غسلها، وتجفيفها. وتقول لمراسل وكالة الأناضول:' لا أستطيع شراء حفّاظات جديدة لطفلتي الرضيعة”. وتضيف إنها تستخدم الحفّاظة الواحدة، ثلاث مرات على الأقل.

وتبرر 'خليل'، تلك الخطوة بعدم مقدرتها على شراء حفّاظات جديدة، حيث تحتاج إلى ثلاث عبوات جديدة على الأقل في الأسبوع.

وتوضح أن العبوة الواحدة، من الحفاظات، لا يقل سعرها عن 25 شيكل إسرائيلي (7دولارات أميركية).

وخلال لقاءنا مع الأم، توجهت لتنظيف العديد من الحفاظات داخل وعاء بلاستيكي، بقليل من الماء، ثم نشرته على حبال الغسيل حتى يجف، بجوار عدد آخر من الحفاظات التي غسلتها مسبقا.

وتقول خليل، إنها تُدرك جيدًا مدى خطورة تنظيف وإعادة استخدام الحفاظات البالية والمُتسخة مُجددًا، على جسد طفلتها، التي ترتدي قليلا من الملابس البالية، لكنها تقول إن ما دفعها لذلك هو الفقر، والعوز والحاجة.

وتشتكي الأم، من طبيعة المسكن الذي تعيش بداخله، حيث تقول إنه 'لا يُطاق في فصل الشتاء، لدخول مياه الأمطار من سقف الصفيح المُهترئ لداخل المنزل”.كما أن جدران المنزل، آيلة للسقوط في أي لحظة.

وتعاني الأسرة خلال فصل الصيف، من الحر الشديد، والروائح الكريهة المنبعثة من مكب النفايات الملاصق لهم، والذي يتسبب لهم بالعديد من الأمراض، كما تقول.

وتفتقر خليل وأسرتها للكهرباء، والماء، الذي يقوم زوجها بنقله في عبوات بلاستيكية، من مسافات بعيدة للمنزل.

وتقول إنها تعاني أيضا من انتشار القوارض كالفئران والزواحف.وتضيف:' أمنيتي توفير منزل نظيف لائق للعيش لأطفالي”.

ولا يمتلك زوجها عماد، عملا ثابتا، حيث يعمل في بعض الوقت في مزارع قريبة، مقابل أجر زهيد.

وترتفع نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة، المحاصر من قبل إسرائيل منذ نحو 10 سنوات إلى مستويات قياسية.

وفي أيار/مايو 2016، قال البنك الدولي إن اقتصاد غزة كان ضمن أسوأ الحالات في العالم؛ إذ سجل أعلى معدل بطالة بنسبة 43%، ترتفع لما يقرب من 70% بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاما.

كما أكد تقرير صادر عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، في أيلول/سبتمبر 2016، أن '72% من الأسر في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على قطاع غزة، منذ فوز 'حماس'، في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.

التعليقات