مصارعة الجراد... ثقافة صينية تمتد لـ1400 عام

لكل بلد تقاليده، ولا بدّ أنّ الصين، مليئة بالتقاليد المدهشة، فعلاوة على تزيين موائد الصينيين بالجراد والحشرات والحيوانات الأليفة والزاحفة والمفترسة وغيرها، إلا أن هناك معتقدات وتقاليد يجهلها الكثيرون عن هذا الشعب.

مصارعة الجراد... ثقافة صينية تمتد لـ1400 عام

لكل بلد تقاليده، ولا بدّ أنّ الصين، مليئة بالتقاليد المدهشة، فعلاوة على تزيين موائد الصينيين بالجراد والحشرات والحيوانات الأليفة والزاحفة والمفترسة وغيرها، إلا أن هناك معتقدات وتقاليد يجهلها الكثيرون عن هذا الشعب.

يعتقد الصينيون أن الجراد يجلب لهم الحظ، فضلاً، عن أنه تقليد ورثوه من أيام أباطرة البلاد (قبل نحو 1400 عام)، الذين كانوا يعدّون مناسبات خاصة لـ 'مصارعة الجراد'.

وفي منطقة شليخي في العاصمة بكين، يقع سوق تيانجياو الثقافي، الذي يمتد تاريخه لـ 600 عام، ويعتبر أحد أهم أسواق العاصمة التي تعكس حياة الصينيين.

في هذا السوق، يمكن الرحيل إلى تلك الحقبة من خلال ما يوفره لزواره من مشاهد مثيرة لبعض الكائنات الحية الصغيرة والدقيقة، حيث يعرض البائعون على زبائنهم الحشرات والعصافير والأسماك والديدان، إلى جانب الحلي واللوحات الزيتية.

ومن أكثر الأشياء إثارة في السوق الذي يسمى 'بكين القديمة'، هو جناح بيع الجراد، والحشرات المختلفة.

فالبرغم من أن الصينيين يشتهرون بأكل الحشرات والجراد؛ إلا أنهم يؤمنون أيضاً بأن الجراد يجلب لهم الفأل الحسن.

وقال البائع 'منغ جينغلاي' إن بيع الحشرات يعد مهنة متأصلة وعريقة، مبيناً أنه يعمل بائع جراد منذ 14 عاماً.

وفي متجره الزاخر بالجراد والحشرات التي يحفظها ضمن أقفاص خشبية وبلاستيكية، وعبوات زجاجية، أوضح 'جينغلاي' للأناضول، أن تربية الجراد كانت منتشرة في عصور الأسر الحاكمة (الأباطرة).

ولفت إلى أن الإمبرطور الصيني كان يتابع مصارعة الجراد، ويعتبرها مسابقات مسلّية لسكان قصره.

وأضاف البائع أن الشعب الصيني بدوره، يواصل إحياء هذا التقليد الموروث من أجدادهم، عبر إقامة 'بطولات مصارعة الجراد' في سوق تيانجياو الثقافي.

وقال إن 'تربية صرصار الليل في المنزل يأتي من معتقد أن صوته يحمينا من الشرور'.

من جانبه قال 'شيه بينغ' أحد زبائن السوق، للأناضول، إنه مولع بصرصار الليل منذ أن كان عمره 6 أعوام.

وأكد 'بينغ' البالغ من العمر 50 عاماً أنه يربّي عدداً كبيراً من الجراد في منزله، وأضاف: 'آتي إلى هذا السوق في أوقات فراغي لأشاهد الجراد والحشرات الأخرى.. الاهتمام بالحشرات يبعث في نفسي الطمأنينة'.

وأشار إلى أن الجرادة التي لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، تثير اهتمامه بشكل أكبر، وأردف أنه يتابع مصارعة الجراد كل عام بشكل دوري.

ويتراوح سعر الجرادة الواحدة في السوق ما بين 10 يوانا (1.45 دولارا) و120 يوانا صينيا (نحو 17 دولارا)

وإلى جانب العاصمة بكين، تقام مسابقات مصارعة الجراد خلال أشهر الشتاء في المدن الكبيرة مثل شنغهاي شرقي البلاد وغوانغجوا (جنوب)، وتحظى باهتمام الملايين.

وتتم إثارة غضب الجراد باستخدام عود رفيع ومن ثم يبدأ القتال العنيف بين الجرادتين.

ويعرف الفائز من خلال انسحاب خصمه إلى ركن من أركان الحلبة التي يقيمها معدّو المسابقة.

وبدأت ثقافة تربية الجراد في فترة حكم سلالة 'تانغ' (618- 907)، وانتشرت في فترة حكم سلالة 'جينغ' (1644-1911).

التعليقات