يحيى حميد: أصيب بالشلل باشتباكات فتح وحماس في 2007 وأزمة الكهرباء تهدده

وسط حي الشجاعية شرقي مدينة غزي، وفي منزل متهالك، يستلقي يحيى حميد، الشاب الثلاثيني، للعام العاشر على السرير الحديدي، دون حراك، وذلك جراء إصابته بشلل "كامل"، إثر رصاصة تلقاها إبان الاشتباكات الداخلية بين مقاتلي حركتي فتح وحماس، عام 2007.

يحيى حميد: أصيب بالشلل باشتباكات فتح وحماس في 2007 وأزمة الكهرباء تهدده

الأناضول

وسط حي الشجاعية شرقي مدينة غزي، وفي منزل متهالك، يستلقي يحيى حميد، الشاب الثلاثيني، للعام العاشر على السرير الحديدي، دون حراك، وذلك جراء إصابته بشلل 'كامل'، إثر رصاصة تلقاها إبان الاشتباكات الداخلية بين مقاتلي حركتي فتح وحماس، عام 2007.

من السرير الطبيّ (الكهربائي) إلى الحديدي اليدوي، هذه 'بداية' المعاناة لدى حميد، التي خلّفتها أزمة الكهرباء، التي يعاني منها قطاع غزة للعام العاشر أيضاً.

لكن للمعاناة بقيّة، فلم يقف تأثير غياب الكهرباء على حدّ تغيير السرير بالنسبة لـ'حميد'، فإن حياته كما يقول والده جبر (60 عاماً)، لمراسلة 'الأناضول'، تعتمد على الكهرباء بشكل شبه كامل.

'حميد'، الذي لا يقوى على تحريك إلا عينيه يميناً ويساراً، ينام على فرشةٍ هوائية تعمل على الكهرباء (كي تُعبّأُ بالهواء)، تحول دون احتكاكٍ مباشر للجسد مع 'الاسفنج'، لتحميه من الإصابة بتقرّحات جلدية.

إلا أنها اليوم، ومع انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يومياً، مفرّغة تماماً من الهواء، فيما تزيد ارتفاع درجات الحرارة، من احتمالية إصابته بـ'الأمراض الجلدية'، التي يصعب الشفاء منها لشخص بهذه الحالة.

تابع والده 'نتيجة إصابته بالشلل، فقد قدرته على الكلام بشكل واضح، فيصاب بالأوجاع دون مقدرة على الشكوى، إلا بهمس خافت، أو بتعبيرات حزينة على ملامح الوجه'.

إلى جانب ذلك، يحتاج الشاب إلى مروحة هوائية (كهربائية) تعمل لمدة 24 ساعة يومياً، لتساعد في حمايته من 'التقرّحات'.

ويعاني حميد من الشلل التام، منذ عام 2007، حيث أصابت رصاصة نخاعه الشوكي، إبان الاشتباكات الداخلية بين مقاتلي حركتي فتح وحماس.

هذه الإصابة، تسبب بإعاقة العملية التنفسية لدى حميد، مما اضطر الأطباء لشق فتحة 'رغامية' للتنفس من الرقبة؛ عبر أنبوب صغير.

ويساعد جهاز 'السكشن' الكهربائي، المريض 'حميد' على شفط البلغم من القصبة الهوائية لحمايته من الإصابة بالأمراض الصدرية.

إلا أن الجهاز متوقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يُهدد حياة 'حميد' بشكل مباشر، جرّاء احتمالية إصابته بالاختناق، كما قال والده.

ونظراً لوجود فتحة 'رغامية' في العنق، يتعذر على حميد تناول الطعام عبر الفم، فيما يتم ذلك عن طريق أنبوب غذائي موصول مباشرة في المعدة.

ولتسهيل مرور الطعام عبر ذلك الأنبوب، يُفترض أن يُهرسَ بشكل جيّد، بواسطة 'الخلّاط' الكهربائي.

ويقول والده 'يحيى يحتاج من 6-7 وجبات يومياً، هذا نظام صحي لا بد من اتباعه، لكن انقطاع الكهرباء، يؤخر من تناوله للوجبات، لساعات طويلة، لعدم تمكننا من هرسه ناعماً'.

وهو يمسك بالأنبوب، يقول والد 'يحيى':' من المفترض أن يتم تغييره كل 6 أشهر، إلا أنه ومنذ أكثر من عامين، لم يتم تغييره'.

ويفاقم الفقر وتردي الحال المعيشي من الوضع الصحي للشاب 'حميد'، إذ تخلو غرفته من المقوّمات الصحية اللازمة لحمايته من الإصابة بأمراض معدية.

فيما تشكّل السلالم الحديدية 'المُهترئة' عند مدخل المنزل، خطراً على حياة 'حميد'، عند نقله 'محمولاً' على اليدين، إلى المستشفى، في حال تدهور وضعه الصحيّ.

ويضيف والده:' سقط يحيى عدة مرات على درجات السلّم المتهالك، بينما كنا ننقله للمستشفى جرّاء إصابته بنقص في الأوكسجين (تتكرر الإصابة به)'.

وتفرّغ والده، منذ إصابته، للإشراف على وضعه الصحي بشكل كامل.

ويتقاضى حميد راتباً شهرياً بقيمة ألف شيكل إسرائيلي (ما يعادل 277 دولا أمريكي)، من مخصصات منظمة التحرير لجرحى الحروب، بالكاد تكفي لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة به.

وتكلّف أدويته مبلغاً يقدّر بـ (69) دولار أمريكي أسبوعياً، فيما يتكبّد مبلغاً يقدّر بـ(25) دولار آخرين من أجل جلسات العلاج الطبّي داخل منزله، بحسب والده.

ويطالب والده بتوفير مصدر بديل للطاقة تعوّض نقص الكهرباء في منزله، لضمان استمرارية حياة نجله 'يحيى'.

وأعلنت سلطة الطاقة في غزة (تديرها حركة حماس)، منتصف أبريل/نيسان المنصرم، عن توقّف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وأرجعت السبب إلى الضرائب التي تفرضها الحكومة الفلسطينية برام الله، على الوقود الخاص بالمحطة.

وتنفي الحكومة اتهامات سلطة الطاقة، وتقول إن استمرار سيطرة حركة 'حماس' على شركة توزيع الكهرباء، وسلطة الطاقة، يحول دون تمكين الحكومة من القيام بواجباتها، وتحمل مسؤولياتها، تجاه إنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة.

ويحتاج القطاع إلى نحو 450 ميغاواط من الكهرباء على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حالياً سوى 150 ميغاوات، يحصل عليها من إسرائيل ومصر.

التعليقات