جرافات الهدم تهدم منزل عائلة أبو شعبان في اللد، والشرطة تعتقل شقيق صاحب المنزل!

"لم يتم تقديمي يوما للمحاكمة بحجة البناء بلا ترخيص، فالبيت قائم منذ 11 عاما، فجأة عند المساء حضر أشخاص من البلدية وسلموني "أمر هدم"، بحجة أن المنزل بني قبل عامين بلا تراخيص"..

جرافات الهدم تهدم منزل عائلة أبو شعبان في اللد، والشرطة تعتقل شقيق صاحب المنزل!
"لا نعلم ماذا تريد هذه الدولة منا.. الوضع أصبح لا يطاق، كيف يعقل أن يهدم منزلي الذي بنيته قبل أحد عشر عاما"، عبارات قالها السيد غازي أبو شعبان من مدينة اللد، في حديث لـ عــ48ـرب بعد أن أقدمت جرافات بلدية اللد وسلطة ما تعرف "بالتنظيم والبناء"، على هدم منزله فجر الخميس.

"لعبة القط والفأر " وصف أبو شعبان تعامل بلدية اللد معه: "لم يتم تقديمي يوما للمحاكمة بحجة البناء بلا ترخيص، فالبيت قائم منذ أحد عشر عاما وهو مؤلف من طابقين كل واحد تبلغ مساحته 120 مترا، فجأة عند المساء حضر أشخاص من البلدية وسلموني "أمر هدم"، بحجة أن المنزل بني قبل عاميين بلا تراخيص، لكن هذا كذب وافتراء".

ويكمل أبو شعبان حديثة: " توجهت فورا إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، وحصلت على أمر احترازي يمنع هدم البيت مرحليا، حتى يتم التداول في الملف، لكن المستشارة القضائية في بلدية اللد توجهت إلى القاضي وأخبرته أنه تم التداول في الملف في محكمة أخرى، وان عائلة أبو شعبان تحايلت على المحكمة ولذلك طلبت منه إلغاء القرار، وهذا ما حصل، حيث أُبلغنا عند الساعة الثالثة من فجر الخميس أن قرار المحكمة الغي وأن أمر الهدم ساري المفعول".

جرافات الهدم حضرت عند الساعة الخامسة صباحا من الخميس، ومعها مئات رجال الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة، قسم منهم كان زاحفا والآخر متسترا بالأقنعة، والبعض اخذوا ينصبوا الحواجز، كما حدثنا أهالي حي شنير الذي يقع المنزل فيه".

عائلة أبو شعبان علمت بالهدم حقا، لكن أبو شعبان لم يستوعب المشهد، صراخ وحزن، وبكاء أطفال، والنساء ينظرن إلى المشهد بألم، رجال الشرطة "يشتمون الأهالي" كما حدثونا، والعائلة تتفجر غضبا، "أنه منزلنا الذي شيدناه بعرق جبيننا، كيف يحدث هذا أمام أعيننا" ، يقول أبو شعبان ، بعد دقائق المشهد يتوتر ورجال الشرطة يعتدون على أصحاب المنزل ويتم اعتقال نجل صاحب المنزل خالد شعبان ( 23 عاما)، كما وتعتقل شقيق صاحب المنزل، سامي شعبان ( 30 عاما).

يقول علي شعبان، أحد أقرباء أصحاب المنزل المهدوم في حديث لمراسلنا: صدقني أن الوضع في اللد على حافة الانفجار، البلدية والسلطات لا يتركون لنا شيئا يجعلنا نعيش يوما واحدا بشكل معقول ومرتاحين، هم يريدون طردنا من اللد، هذا أمر واضح كوضوح الشمس".

ويضيف: " كل المنازل العربية في اللد وضعوها تحت خانة " الهدم" إن لم يهدم المنزل اليوم فانه سيهدم في الأسبوع أو الشهر القادم لكن ين يتركوك بحالك، هم يدعون مرة أن المنزل بني بلا تراخيص، أو على أرض زراعية، أو على أرض قريبة من سكة الحديد، الناس لن يحتملوا أكثر من ذلك، ولذلك فان حالة من الغضب تسود في أوساط الأهالي". هذا وقد دعا السيد خالد شعبان جمهور المحامين للتطوع وتمثيل العائلات أمام القضاء الإسرائيلي وتقديم الاستشارة القانونية لهم، لأن هناك ضغط كبير على المحامين المتطوعين حاليا.

يذكر أن المحكمة في مدينة الرملة مددت اعتقال المعتقين حتى يوم الأحد القادم، ويتوافد إلى منزل عائلة أبو شعبان المئات من أهالي المدينة، للتضامن معه ، وهم يعلمون أن الجرافات في طريقها إلى عدد كبير من المنازل، بل إلى أحياء كاملة، جميع منازلها مهددة بالهدم.

وقال عرفات إسماعيل، رئيس اللجنة الشعبية في دهمش المهدد بالهدم في مدينة اللد، والناشط ضد سياسة هدم المنازل: أن بلدية اللد، وعدت سابقا بأن لا يتم التعرض لأي منزل أو هدمه في حي "شنير" على وجه التحديد، وان يتم العمل من أجل حل مشاكل البناء في هذا الحي، لكنهم يتنصلون من الاتفاقيات، ويواصلون سياسة هدم المنازل، التي للأسف هي اللغة الوحيدة التي يتقنوها اليوم في التعامل مع السكان العرب في اللد".

التعليقات