"مدى الكرمل" يطالب بتأمين ممارسة حق التعلم للفلسطينيين..

-

مع إفتتاح السنة الدراسيّة والأكاديميّة، وفي ظلّ الظروف السياسيّة الصعبة التي تواجه بنات وأبناء الشعب الفلسطينيّ (من أطفال وبالغين)، توجّهت وحدة الدراسات النسويّة في مدى الكرمل –المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا- في بيان وصل موقع عــ48ـرب نسخة منه، الى كلّ من يؤمن بالحقّ بالتعلّم، وبأهمّيّته وبضرورة تأمين ممارسة هذا الحقّ دون أيّ انتهاك له، ودون تعرّض الطلبة لأيّ نوع من الخوف أو الخطر أو الإرهاب، للضغط على الحكومة الإسرائيليّة لضمان هذا الحقّ والتوقّف عن خرقه، وذلك في شطري المجتمع الفلسطيني (في المجتمع العربيّ الفلسطينيّ داخل دولة إسرائيل، وفي الضفّة والقطاع). فرغم التفاوت في حدّة هذه الانتهاكات وحدّة القمع الذي تمارسه السلطات الإسرائيليّة في كلا الشطرين، فالسياسات الممارَسة في كليهما واحدة، سياسات قمع وتجهيل وحرمان من هذا الحقّ.

وجاء في البيان أن هذه السياسيات المنعكسة إمّا بالتفرقة والفصل العنصريّ والتمييز بالموارد، وإمّا بعدم توفير طرق آمنة للوصول إلى المدارس ومؤسّسات التعليم العالي، سواء كان ذلك لعدم شقّها كما هو الحال في القرى غير المعترف بها في الجليل والنقب، أو بسبب عسكرتها المتمثّل بإقامة الحواجز (والجدار) كما هو الحال في الاراضي الفلسطينية المحتلة، تؤدّي إلى انتهاك صارخ لحقّ الطلبة (ولا سيّما الطالبات منهم، كشريحة مستضعَفة) بالتعلّم بِحرّيّة وأمان.

وتنعكس هذه الانتهاكات بناءً على الدراسات والمسوح المختلفة في بعض الأمور التالية:

1. معاناة الغالبيّة العظمى من المدارس الفلسطينيّة داخل إسرائيل من تدهور في البيئة التعلّميّة "ومن مشاكل أمنيّة وصحّيّة تؤدّي إلى الحوادث وتشكّل خطرًا حقيقيًّا على حياة الطلاّب" .

2. التفرقة والتمييز في الميزانيّات والموارد المخصّصة للمدارس العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل، مقارنة بالمدارس اليهوديّة. ففي حين تنفق الدولة على الطالب/ة اليهوديّ/ة ما معدله 1100 دولار، لا يزيد متوسّط ما تنفقه على الطالب/ة الفلسطينيّ/ة عن 190 دولارًا فقط! معنى هذا أنّ ما ينفَق على الطالب\ة اليهوديّ\ة يزيد بنحو ستّة أضعاف عما ينفق على الطالب\ة الفلسطينيّ\ة .

3. حرمان العديد من الطلاّب من الحقّ بالتعلّم في القرى غير المعترف بها، ولا سيّما الطالبات منهم، وذلك لعدم توافر المدارس في تلك القرى واضطرار التلميذات والتلاميذ إلى المشي طويلاً على الأقدام في طرق وعرة وغير معبَّدة للوصول إلى المدارس الكائنة في قرى ومدن أخرى. وحيث يلتقي في هذه الحالة القمع القوميّ بالقمع الاجتماعيّ البطركيّ كما هو الأمر في قرية "أبو تلول" النقباويّة على سبيل المثال، يؤثّر الأمر أكثر ما يؤثّر على حقّ الإناث في التعلّم الذي يُنتهك ويُهضم متمثّلاً في نسبة ظاهرة "التسرّب" المرتفعة لديهنّ، والتي تبلغ، مع مجمل نسبة "التسرّب" العامّة، ما يعادل %70 في تلك القرى.

4. التمييز في شروط قبول الطلبة الفلسطينيّين داخل إسرائيل للجامعات؛ مما يحدّ من إمكانيّاتهم في اختيار مواضيع معيّنة مثل الطبّ والإلكترونيّات وغيرها، ليبلغ الأمر في بعض الأحيان حدّ سلبهم حقّهم في التعلّم نهائيًّا.

5. التمييز ضدّ الطلبة الفلسطينيّين في قبولهم لمساكن الطلبة في جامعة حيفا بواسطة معيار "الخدمة العسكريّة".

6. تعرّض المدارس الفلسطينيّة في الضفّة والقطاع إلى اعتداءات إسرائيليّة متكرّرة بالقصف، أو بالإغلاق، أو بالمداهمة العسكريّة، أو بتحويل المدارس إلى ثكنات عسكريّة وتعريضها للغاز، وهو ما يؤدّي إلى تشويش الدراسة، أو إلى تقليص فترة الدوام المدرسيّ، أو إلى عدم تمكّن الطلبة من الدراسة، وبالتالي سلبهم حقّهم بالتعلّم .

7. تعرّض الطالبات والطلاّب في الضفّة والقطاع إلى العنف الجسديّ، والنفسيّ، والجنسيّ بسبب عسكرة الحيّز .

8. انتهاك حقّ الأطفال في الضفّة والقطاع بالتعلّم وحتى بالحياة، نتيجة تعرّضهم للاعتداءات الإسرائيليّة، كالاعتقال، والإهانة، والإصابة، والاستشهاد.

9. التسبّب بأضرار جمّة للطالبات والطلاّب ذوي الاحتياجات الخاصّة.

10. إجبار الطلبة والمعلّمين على ترك مدارسهم والانتقال إلى مدارس أخرى، بسبب الانتهاكات المختلفة، بما في ذلك بناء جدار الفصل العنصريّ. وأدت هذه الانتهاكات إلى حرمان بعض الطلاّب –ولا سيّما الطالبات منهم- من حقهن\م بالتعليم بصورة مؤقّتة أو دائمة .

11. إقتحام الجامعات والكليات، محاصرتها وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدّموع وتحميل الجامعات والكليات الفلسطينية أضرار مادية جمّة نتيجة تعرّض الأبنية، المختبرات، الكمبيوترات وغيرها لعنف وعسكرة الحيز.

12. سلب الكثير من الطالبات والطلاّب في قطاع غزّة، مثل طلبة الطّب والعلاج الوظيفي حقهم في التعليم وذلك باستخدام نظام التصاريح الإسرائيلي الذي يمنعهن\م من الوصول إلى جامعاتهن\م في الضفة الغربية.


وتتوجّه وحدة الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل للدراسات التطبيقيّة بندائها إلى كافّة رؤساء الجامعات الإسرائيليّة، والكلّيّات والمؤسّسات الأكاديميّة، والبحثيّة، والنسويّة، والحقوقيّة على اختلاف أنواعها، للعمل على حماية حقّ الطالبات والطلاب الفلسطينيّين في جانبي الخط الأخضر بالتعلّم وبأمان. كما تتوجّه وحدة الدراسات النسويّة الى واضعي السياسات وصانعي القرار للتدخّل لمنع استمرار عسكرة الطرق وانتهاك الحقّ بالتعلّم، ثمّ العمل على تطوير مشاريع اجتماعيّة /سياسيّة تطبيقية تتحدّى الآليّات القمعيّة، وتتصدّى لممارسات العسكرة لسلطات الاحتلال الإسرائيليّ ولسياسات الهيمنة الإسرائيليّة.

كما جاء في البيان:" إنّ المساهمة في الدفاع عن حقّ المواطنات والمواطنين الفلسطينيّين، في كلا شطري المجتمع الفلسطينيّ، بالتحرّر من القمع القوميّ، يحتّم علينا في بداية هذه السنة الدراسيّة التصدّيَ لممارسات انتهاك الحيّز التعليميّ المختلفة وعسكرته، والمطالبةَ باحترام أحد أهمّ حقوق الإنسان الأساسيّة؛ ألا وهو الحقّ بالتعلّم".

التعليقات