مركز "إعلام": الخارجية الإسرائيلية ضد دولة "الجزيرة"..

موديل "الجزيرة" غريب عن ذهنية الخارجية والإعلام معا، لكن ذلك يعود لسياسات التعتيم الإعلامي، الذي يتشدق بالتحقيقات والفضائح التي يكشفها خارج نطاق تغطية الصراع العربي-الإسرائيلي

مركز
اعتبر مركز "إعلام"، في بيان وصل موقع عــ48ـرب نسخة منه، أن إن النقاشات الدائرة في الخارجية الإسرائيلية مؤخرا حول تغطية "الجزيرة" لعمليات الذبح التي يمارسها الجيش الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تعكس التأثير والمصداقية التي وصلت لها هذه القناة.

وأضاف البيان أن الإعلام العربي وعلى رأسهم "الجزيرة" كان سيلقى بيئة مريحة من العمل الإعلامي، لو أن الخارجية الإسرائيلية انشغلت بما تنشغل به وزارات الخارجية عادة: العلاقات مع الدول. "لكن دول العالم العربي قررت التنحي عن منصبها في صنع رأي عام عربي فاعل، وفي بناء سياسات وبلورة خيارات سياسية لشعبها، لتتفرغ الخارجية الإسرائيلية لأهم ساحة بلورة الرأي العام العربي: "الجزيرة".

وتابع البيان أن موديل "الجزيرة" غريب عن ذهنية الخارجية الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي معا، لكن ذلك يعود لسياسات التعتيم الإعلامي في إسرائيل، الذي يتشدق بالتحقيقات والفضائح التي يكشفها عندما يتعلق الأمر بكل ما هو خارج نطاق تغطية الصراع العربي-الإسرائيلي.

وأضاف مركز "إعلام" في بيانه أن المشاهد التي بثتها "الجزيرة" لا يوجد بها ما يخرج عن المهنية الإعلامية، فلا هي مفبركة، ولا هي مزورة، ولا هي مقحمة على دائرة الاهتمام الجماهيري، وإنما هي من صلب واقع الصراع، هي من صلب حياة الفلسطينيين، وهي من صلب اهتمام ملايين العرب، الذين يختارون "الجزيرة" كقناتهم الأولى.

وأشار البيان إلى أن الخارجية الإسرائيلية تنقل خبرتها الطويلة في ممارسة ضغوطات على الأنظمة الصديقة والعدوة، إلى مجال العمل الإعلامي، وتتراوح تلك الضغوطات بين ما هو سري –مثل تلك التي مارستها على فرنسا لمنع بث قناة المنار- وبين ما هو صاخب، مثل التحريض الذي مارسته قبل حوالي السنة ضد قناة ال بي.بي.سي، وتقحم الخارجية الإسرائيلية الأنظمة، وبعض الوزارات داخل تلك الدول، والولايات الأمريكية نفسها في تلك الجهود الدولية، يساعدها في ذلك، داخليا، الجيش الإسرائيلي ومكتب الصحافة الحكومي، عن طريق الإعلان عن مناطق كاملة كمناطق عسكرية مغلقة، لمنع دخول الإعلام العربي والأجنبي لها، وسحب بطاقات الصحفيين، وانتهاء بإطلاق النار وقتل متعمد للصحفيين.

وقال البيان إن الحملة الأخيرة ضد الجزيرة، مقصودة كانت أم خارجة عن السيطرة الرسمية، هي جزء من النشاط الدعائي للخارجية الإسرائيلية، وجزء من تقسيم الوظائف الواضح بين الجيش والخارجية والإعلام في إسرائيل: الجيش يقتل، الخارجية تتولى الرأي العام خارج إسرائيل، والإعلام الإسرائيلي يتولى أمر الرأي العام داخل إسرائيل.

كما جاء في البيان "نحن نفهم الحاجة الملحة للخارجية الإسرائيلية ولدولة إسرائيل تخفيف صورة ضحاياها، وتخفيف حدة القتل والدمار الذي يخلفه الجيش الإسرائيلي وراءه، وجعل ذلك الجيش أقل دموية في أعين الرأي العام العربي. فالسياسات الإسرائيلية تحتاج فعلا لأن تبدو أقل إجراما، لكنها لتكون كذلك تحتاج للتوقف عن تحويل القتل من جرائم إلى سياسة. القتل هو جريمة وليس سياسة، بالإمكان تبرير السياسات لكن لا يمكن تبرير الجرائم".

وبحسب البيان فإنه وحتى ذلك الحين فإن "الجزيرة" تستطيع إيجاد الحلول والبدائل لجميع الإجراءات التي يمكن للخارجية الإسرائيلية اتخاذها لمنع بث صور القتل هذه.

وأكد المركز على دعمه لجهود "الجزيرة" المهنية، وجرأتها وعدم ارتداعها من الضغوطات الإسرائيلية. ودعا الإعلام الإسرائيلي بالاقتداء بسياسات إعلام مهنية وجريئة كالتي تمثلها "الجزيرة"، فهو بحاجة للخروج من طوق التعبئة الأيديولوجية التي يبثها لمشاهديه، وهو بأمس الحاجة لوقف سياسات التعتيم التي ينتهجها، وهو بحاجة للتعلم والإصغاء والاقتداء.

"وأخيرا، نحن نقول للخارجية الإسرائيلية، لن يمر قتيل فلسطيني دون أن يبث على شاشات "الجزيرة"، وستبقى "الجزيرة" تعد الضحايا الفلسطينيين، وأكثر من أن تعد، هي لا تستطيع، ولا نطلب منها نحن العرب في كل مكان ما هو أكثر من ذلك".

التعليقات