أختلفت الروايات حول مصرع تلميذ يبلغ ( 12 عاما) غرقا، بعد ظهر اليوم الاحد، ففيما ذكرت بعض المصادر ان الطفل تغيب عن المدرسه بسبب الفيضانات وغرق في الوادي عندما كان يلهو مع رفاقه. تحدثت بعض المصادر ان الطفل غرق في الوادي الذي أضطر ان يعبره في طريق عودته من مدرسة الابتدائية التي يتعلم فيها في "حورة النقب". والطالب المذكور هو من أحدى القرى التي لا تعترف أسرائيل بها، وبسبب عدم وجود مدارس في هذه القرى، الطلاب يضطرون للتعلم في مدارس بعيدا عن بلداتهم، وعدد كبير منهم يضطرون للذهاب اليها مشيا على الاقدام، صيفا وشتاء.
وقد اضطر نحو 600 طالب من طلاب هذه القرى اليوم الى النزول من الحافلة التي اقلتهم، صباح اليوم، لان الحافلة ، لم تستطع اجتياز مياه النهر في الطريق، واضطر جميعهم أجتياز المياه مشيا على اقدامهم، شاء القدر ان ينجحوا في هذا الامتحان جميعا!
تجيىء قصة هذا الطفل لتذكر من جديد بالمأساة والاوضاع المتردية التي يعيش فيها سكان القرى غير المعترف بها، والواقع المؤلم الذي يعيش فيه الاطفال والطلاب في هذه القرى. فلا يمر شهرا حتى تعلن وفاة طفل هناك: اما غرقا، او دهسا على سكة القطار، او نتيجة صعقة كهرباء !.
هذه المشاهد المحزنه، التي تفضح كل شتاء كما كل صيف، السياسات العنصرية التي تمارسها المؤسسات الاسرائيلية المختلفة دون تميز بين كاهل او طفل !، وتفضح أوضاع التعليم في النقب الذي يؤكد اهله انها نتاج سياسيات عنصرية بأمتياز، هدفها التجهيل كما التهجير!
النقص في المدارس كبير جدا، ووضع المدارس الموجودة هو سيئ للغاية من النواحي الصحية، البيئية والامان، اما الوصول الى المدارسة فهي مهمة غير سهلة وأمتحان قد تكون عواقبه غير متوقعة !، فهنالك آلاف الطلاب يصلون الى مدارسهم مشيا على الاقدام، منهم من يصل بالحافلة " المهترئة"، لكن ليس قبل ان يمشي لمدة ساعة حتى يصل بالحافلة التي تنتظر في نقطة يصلها الطلاب من مختلف القرى !
على كل حال مشوار الاف ميل نحو النجاح والصمود يبدا بخطوة وهذا جيد بالطبع ، لكن ما يقلق هو ان تتحول هذه الخطوة الى فاجعة، كما حصل صباح اليوم بمصرع طفل طلب العلم وأفشله النهر ! . فهل من أحد مسؤول عن مصرع هذا الطفل !، وهل تسال المحكمة العليا من تخاذل في تطبيق قرارها القاضي بشق طرق توصل الى المدارس! وهي التي وصفت وضع التعليم في النقب بأنه " شهادة فقر للدولة"!
31/10/2010 - 11:02
مصرع طالب في النقب غرقا؛ والخطر محدق بـ 600 طالب آخر يضطرون عبور الوادي مشيا على الاقدام
-
التعليقات