نص الكلمة التي ألقاها النائب نفاع في استقبال وفد العرب الدروز في الجامع الأموي في دمشق

نص الكلمة التي ألقاها النائب نفاع في استقبال وفد العرب الدروز في الجامع الأموي في دمشق
[[... نحن في زمن، ألقابض فيه على عروبته كالقابض على الجمر، فكم بالحري إذا كان القابض عليها قابضا عليها بقلبه...
أيها القابضون على الجمر وهاجاً في زمن انطفأت فيه نار المد القومي العروبيّ...
أيها الحافظون جذوة العروبة متقدة رغم كثرة الرماد الآتي من براكين الغرب...

جمرة قوميتنا وجذوة عروبتنا لا بد أن تشتعلا ناراً عالية اللهب، تضيء ظلمة شرقنا وتزيل قارص برده، حتى لو ظن الظانون غرباء أو أقرباء أن جمرة العروبة وجذوة القومية انطفأتا بفعل المد الجليدي الشمالي الآتي من جبال الروكي الأميركية وجبال الألب الأوروبية.

ليس من باب الشاعرية المحلقة، أنما من باب الإيمان الواعي نقولها:
إن الجزر آني والمد المارديّ لا بد آت، ما دامت قلوب تأوي جمرة العروبة وأفئدة تصون جذوة القومية. هي قلوب وأفئدة أطفال سورية شباب وشابات سورية رجال ونساء سورية، محاطين بقيادة وقائد جعلوا قلوبهم وأفئدتهم تتسع لكل هؤلاء، بل تتسع لكل عروبي قومي في كل بقاع وطننا العربي الكبير.

أيها الأخوة في العروبة...

ليس هذا اللقاء مجرد زيارة ولقاء أهل تربطهم أواصر القربى، وأولها وفوقها قربى الانتماء الواحد الأوحد الأبدي، الانتماء القومي العروبي.
وما كان لهذا اللقاء أن يتم على ما يحمله من معان:
لولا الإصرار على خرق جدار العزلة الصهيوني المحكم البنيان، بمعاول الإيمان والانتماء العروبي التي لم تثلمها ولن تثلمها كل حجارة المنع والرفض والقهر، حتى لو كانت من صخور غرانيت جنوب ايطاليا، فكم بالحري وهي من حجارة قرانا المهجرة.

لولا القيادات الوطنية من الداخل التي رأت في التواصل القومي السند الأساس لصراع البقاء والصمود الذي نخوضه، وفي مقدمتها الدكتور عزمي بشارة ورفاق دربه.

ولولا البصيرة الثاقبة لقيادة بلدكم وعلى رأسها القائد الدكتور بشار الأسد، إذ مد القابضين منا على جذوة العروبة أهلاً وقيادات بمعاول ثقبت جدار العزلة المحكم البنيان ليهوي ركاماً.

أيها ألأخوة في العروبة...
نأتيكم اليوم وقلوبنا الفرحة بلقائكم، دامية لما تركنا وراءنا من جرح فلسطيني دام يزيد اتساعاً في هذه الأيام.
إن ثوابت شعبنا العربي الفلسطيني الوطنية على المحك اليوم، في مواجهة مشروع صهيو-أميركي قديم جديد، رأينا فيه منذ البداية مذبحة لثوابتنا:

- الدولة المستقلة الكاملة الكينونة والكيان واحدة موحدة.
- القدس الشريف عاصمتها.
- حق اللاجئين والمهجرين بالعودة.

الخطر اليوم على ثوابتنا هذه يزداد، ظناً من أصحاب المشروع أن الفرصة سانحة على ضوء الانقسام الحاصل على ساحتنا الفلسطينية.

نحن التيار القومي العروبي في الـ- 48 غير منحازين في الصراع القائم اليوم بين أهلنا، لكنّا لسنا حياديين، ونحن ربما الأولى في العمل على رأب ألصدع وهذا ما تفعله كل قوانا الوطنية في الداخل اليوم، طارحين الانطلاق في الحوار المرتكز على المشروع الوطني الفلسطيني واتفاقات مكة المكرمة والقاهرة رافضين كل أشكال الاقتتال وتصفية الحسابات، محذرين من شرك المشروع الأميركو-صهيوني، أو الإخراج الجديد لمشروع أوسلو.

نحن لسنا ضد مسار التفاوض الذي تكون بوصلته ثوابتنا الوطنية والتمسك بها وعلى رأسها حق العودة، لكن التجربة علمتنا أن هذا المسار بحاجة إلى غطاء مقاوم ممانع، هو الوحيد الكفيل ليس فقط بدفع المسار، إنما بتقويم أي اعوجاج يشوبه. نحن على ثقة أننا وأنتم على رؤية واحدة مشتركة، يشاركنا فيها كل القابضين على جمرة العروبة في وطننا العربي الكبير.

أيها الأشقاء...

تماماً مثلما يعز علينا حق شعبنا العربي الفلسطيني، يعز علينا حق شعبنا العربي السوري واللبناني والعراقي والسوداني، في الحياة الكريمة، التي لن تكون إلا إذا كانت ممهورة بالرفقة القومية الديمقراطية المتنورة، نبراسنا الوحيد للخروج من زمننا العربي الرديء هذا، وأنتم من رفعة هذا النبراس رغم استهدافكم في المشاريع المخططة في دهاليز البيت الأبيض والمنفذة في دهاليز تل-أبيب وبعض العواصم العربية.

إننا نرى أن خياركم الإستراتيجي في السلام العادل والشامل، والذي في صلبه إزالة كل مظاهر الاحتلال عن كل ذرة من تراب وطننا العربي ابتداء بسورية الممانعة ولبنان المقاومة وعراق التحدي وفلسطين التضحيات، هذا الخيار هو الطريق، لكن هذه الطريق بحاجة إلى سياج من الاستعداد للمقاومة، بحاجة إلى غطاء ممانع مقاوم ليفهم من في عقله خبل، أن البديل لطريق السلام لن يكون إلا طريق وعرة صعبة، تخطيها من المستحيلات، عندها وفقط عندها تتيسر طريق السلام.

ختاماً...
عاشت سوريه العرب، قائداً وقيادة وشعباً حافظين جذوة العروبة حاضنين جمرة القومية، بأنفاس أهلها وكل القوميين العرب، ستشتعل ناراً عالية اللهب، نوراً ودفئاً على أهلها وبركاناً على كل من تسول له نفسه النيل من عزة وكرامة ورفعة العرب]]...

التعليقات