يوم دراسي للطلاب الجامعيين في جمعية الثقافة العربية.

-

يوم دراسي للطلاب الجامعيين في جمعية الثقافة العربية.
نظمت جمعية الثقافة العربية، الأسبوع الماضي، يوما دراسيا للطلاب الجامعيين الذين حصلوا على المنحة الدراسية من مؤسسة الجليل في لندن بدعم وتسهيل جمعية الثقافة العربية.

وقد افتتحت د. روضة عطا الله، مديرة جمعية الثقافة العربية، اليوم الدراسي بكلمة رحبت فيها بالحضور وقدمت المشاركين. ثم تحدثت السيدة حنين زعبي عضو إدارة جمعية الثقافة ومديرة مركز إعلام عن التحديات التي تواجه الشباب الفلسطيني وقضية الخدمة المدنية.

وقالت زعبي إن تشويه الوعي والهوية والإنتماء أصعب بكثير من الصراع على مصادرة الأرض والبيت والعمل والعلم، لأن القضية أقل وضوحاً وتستهدف الوعي ومخزون الذاكرة والانتماء. فالمصادرة على سبيل المثال توحد الشارع، وهنالك إجماع على قضايا كثيرة، لكن استهداف الوعي وتشويه الهوية والإنتماء قد يقسمان المجتمع الفلسطيني لأن المؤسسة الإسرائيلية تنجح أحياناً في التغرير بنا وأن تسوّق مخططا ما على أنه لمصلحة الشباب. ومن هنا فإن التصدي لهذا التشويه يتطلب درجة عالية من الوطنية والوعي السياسي.

ثم قدم المحامي بلال إبراهيم مداخلة تطرق فيها إلى مسألة تعريف الهوية والتناقضات التي تعتريها. مشيرا إلى أن أزمة الهوية الجماعية أكبر من كونها هوية فردية. كما تطرق إلى كيفية نشوء الأزمة وكيفية التعامل معها. مشيرا إلى أن الهوية مرتبطة بالحضارة والأرض (التاريخ والجغرافيا – المكان) والتفاعل ما بين الإنسان والأرض.

وقال إن المؤسسة الإسرائيلية ترفض التعامل مع الفلسطيني على أساس هويته المركزية (الفلسطينية) وتعامله بشكل تمييزي ودونية. ولدى تطرقه إلى الرفض الإسرائيلي لحق عودة الفلسطينيين أشار إلى أن ربع الشعب الفلسطيني في الداخل هم لاجئون في وطنهم.

د. باسل غطاس من جانبه عرف الطلاب على نفسه وعلى جمعية الجليل في بريطانيا المانح للطلاب العرب بهدف دعم تعليمهم. وأكد على أن المؤسسة هدفها دعم الطلاب العرب ومساعدتهم على الإستمرار وبقائهم ببلادهم وخدمة مجتمعهم . وأكد على أن اهتمام الصندوق بانتماء الطالب لشعبه ومجتمعه يجب أن يترجم الانتماء عن طريق التطوع للمجتمع.

وقال د. غطاس إن دورنا كأقلية قومية هو أن نعمل برؤية منهجية بعيدة المدى على التوعية للانتماء وشحذ الهوية القومية. عن طريق عمل مؤسساتنا الوطنية العربية الفلسطينية داخل مناطق الـ48.

وتحدث عن عبرنة المكان التي مردها الهيمنة، إن كانت صحافية أو تعليمية . مشيرا إلى خطورة استخدام المصطلحات العبرية ونسيان المصطلحات العربية، إذ أن ذلك يعتبر تهميشا وتقزيما للحضارة الأصلية. كما تطرق د. غطاس إلى دور المدارس في تهميش حضارتنا.

وأضاف: "خلال أقل من نصف قرن طغت علينا حضارة أخرى من مجتمع مهاجرين لهم كل الإمتيازات ونحن سكان البلاد الأصليون محرومون من كل شيء مهما كان صغيرا. ودعا إلى الوقوف أمام هذا التحدي.

وقدم د. محمود يزبك مداخلة تحدث فيها عن اللجوء والتهجير. وقال يزبك: " في سنة 1917 لم تكن نسبة اليهود تتجاوز 8% من السكان. ولمصلحة بريطانية استعمارية بتلك الفترة أعطت وعداً لوايزمن بأن بريطانيا ستعمل على إقامة وطن قومي لليهود أي إقامة دولة يهودية في فلسطين، شريطة أن لا تمس هذه الدولة بالحقوق الدينية والمدنية للطوائف من غير اليهود (أي الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين). وبذلك يتضح أنه لا يوجد بالنسبة لبريطانيا شعب إسمه شعب فلسطيني.
وأضاف: بدأ المجتمع الفلسطيني يتنبه للمعنى الحقيقي لوعد بلفور بعد حوالي سنتين من إصدار الوعد. ومر وقت طويل حتى أدركنا أن وطننا يُسلب، واحتج العرب على وعد بلفور أول مرة سنة 1917 بمظاهرة في شوارع القدس.

وتطرق إلى تهجير ومحو مئات القرى من الوجود عام 48 وتكرار نفس المشهد عام 1967 في الضفة الغربية والجولان. وتابع: من سنة 1922 – 1929 تم إقامة عشرات المستوطنات اليهودية وتم شراء معظم الأراضي التي أقيمت عليها من فلسطينيين، حيث لم يكن باستطاعة الفلاح البسيط أن يبيع الأرض إلا للملاكين الكبار وبعد عدة أشهر من البيع يتم بناء المستوطنة على هذه الأرض.


.........

التعليقات