زار وفد من التجمع الوطني الديمقراطي، يوم أمس السبت، قرية وادي النعم، غير المعترف بها في النقب، حيث جرى التأكيد على ضرورة دعم صمود أهالي القرية في وجه مخططات الترحيل ونهب الأرض.
ضم الوفد كلا من النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، وأمين عام التجمع عوض عبد الفتاح، ومركزة اتحاد المراة التقدمي أميمة مصالحة، وعضو المكتب السياسي للتجمع جمعة الزبارقة، إضافة إلى عدد من كوادر فروع التجمع في النقب.
والتقى الوفد خلال الزيارة عددا من ممثلي القرية، حيث رئيس اللجنة المحلية لباد أبو عفاش صورة الوضع أمام الوفد. وأشار إلى أن القرية هي امتداد لعشيرة العزازمة التي كانت تسكن في المنطقة الممتدة بين بئر السبع و"متسبيه ريمون"، وهي قائمة في هذا المكان منذ مئات السنوات أي قبل قيام الدولة التي ترفض سلطاتها الاعتراف بها.
كما أشار أبو عفاش إلى أن السلطات الإسرائيلية أبلغت مئات العائلات في القرية بأن عليهم الرحيل خلال 48 ساعة، وتريد هذه السلطات إخلاء كل سكان وادي النعم والبالغ عددهم 10 آلاف نسمة، وترحيلهم إلى بلدة "شقيب السلام" التي تبعد ستة كيلومترات عن مدينة بئر السبع، ضمن مخطط لتركيز العرب البدو في مساحة مقلصة والاستيلاء على أراضيهم.
يذكر أن قرية وادي النعم تفتقر للبنية التحتية، فلا شوارع ولا شبكات مياه، ولا كهرباء، وترفض السلطات الإسرائيلية بناء مدارس ثابتة في القرية، حيث يدرس قرابة 2500 طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية في غرف متنقلة ورديئة. كما أن هنالك نقصا في الحافلات التي تنقل الطلاب للمدارس ما يؤدي إلى تأخر الطلاب عن المدرسة.
وكان قد اشتكى أهالي القرية سابقا أنهم يواجهون خطرًا حقيقيًا ناتجًا عن انتشار المواد السامة والخطرة المنبعثة من مراكز تجميع النفايات الكيماوية ومن المصانع الكيماوية في منطقة "رمات حوفاف" المجاورة.
ويطالب الأهالي الحكومة بالاعتراف بقريتهم، وينفون ادعاءات الدولة أن قرب القرية من "رمات حوفاف" يشكل خطرا على صحتهم، لأن الدولة أقرت إقامة المدينة العسكرية "هبهاديم" على بعد يساوي بعد قرية وادي النعم عن المصانع الكيماوية. وأكد الأهالي أن كمية الغازات المنبعثة من منطقة "رامات حوفاف" قد تقلصت بشكل كبير، مما يزيل الخطر على صحتهم ويبطل الحاجة لنقلهم عن القرية، وفي كل الأحوال فإن مسؤولية الدولة هي الحفاظ على صحتهم لا ترحيلهم.
خلال لقاء الأهالي وممثليهم أكد النائب جمال زحالقة على ضرورة تصعيد النضال ضد الترحيل وضد مخطط برافر. كما دعا زحالقة إلى عقد اجتماع لقيادة الجماهير العربية في وادي النعم للوقوف إلى جانب الأهالي ودعم صمودهم واتخاذ موقف موحد ضد الترحيل وسلب الأرض.
من جهته أكد أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح أن الإضراب الأخير دفاعاً عن النقب كان نقطة انطلاق وبداية لحملة مناصرة ومؤازرة النقب وأهل النقب. وشدد عبد الفتاح على أن نضال أهلنا في النقب وصمودهم هو المفتاح، وهو الذي يحرك النشاط الكفاحي في بقية أنحاء البلاد، وبدونه لا يمكن بناء نضال قطري حقيقي في قضية النقب.
أما جمعة الزبارقة، عضو المكتب السياسي للتجمع وعضو لجنة التوجيه العليا في النقب، فقال "إن المعركة هي على طول النقب وعرضه، فمخطط برافر يمس الجميع ولا أحد ينجو منه ومن الطبيعي ومن المطلوب والمفرض أن يكون النضال جماعياً، يشمل كل القوى السياسية الوطنية، كل المناطق، كل العشائر وكل أبناء وبنات شعبنا".
التعليقات