قررت محكمة الصلح في حيفا، ظهر اليوم الأحد، الإفراج عن 5 من معتقلي مظاهرة "يوم التصدي"، التي اقيمت في حيفا الجمعة واعتقل خلالها 29 متظاهرا، وبقي رهن الاعتقال 7 شباب سيتم عرضهم على المحكمة غداً الاثنين للنظر بطلب الشرطة مواصلة اعتقالهم.
يذكر أن محامي عدالة، ومعهم عدد من المحامين المتطوّعين، ترافعوا عن المعتقلين دفاعًا عن حقّهم في التظاهر.
والمفرج عنهم هم: تامر خليفة، أنس إلياس، سليمان زيدان، ياسر شواهنة وآية خاسكية.
وكانت مظاهرة "يوم التصدي" التي أقيمت يوم الجمعة قٌمعت من قبل أفراد الوحدات الخاصة عند وصولها إلى منطقة الحيّ الألمانيّ، حيث اعتدى المئات من الرجال الشرطة، من بينهم مستعربين وفرق من الخيّالة، بوحشيّة على المتظاهرين أثناء سير المظاهرة بهدوء، وقاموا باعتقال 29 متظاهرًا ومتظاهرة. خلال الاعتداء على المتظاهرين، نُقل ثلاثة منهم على الأقل إلى المستشفيات بإصابات متفاوتة، كما نُقل مساء أول من أمس اثنان من المعتقلين، شاب وفتاة، إلى المستشفى على أثر الضرب الذي تعرّضوا له أثناء الاعتقال.
من بين 29 معتقلًا أطلقت المحكمة أمس السبت، سراح 17 معتقلًا بشروطٍ مقيّدة تتراوح بين حبسٍ منزليّ، إبعاد عن حيفا، حظر المشاركة في مظاهرات غير مرخّصة وكفالةٍ ماليّة، وقد أعلنت الشرطة نيّتها تقديم استئنافٍ على قرار المحكمة بحق اثنين من هؤلاء. في الوقت ذاته، مددت المحكمة اعتقال 12 معتقلًا ومعتقلة، 5 منهم حتى ظهر اليوم الأحد افرجت عنهم المحكمة بشروط، و7 آخرين حتى يوم الاثنين.
هذا وينضم هؤلاء المعتقلين إلى نحو 450 معتقلًا فلسطينيًا من داخل إسرائيل تمّ اعتقالهم منذ بداية المظاهرات الأخيرة التي انطلقت بحادثة حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير حيًا، واستمرت ببدء العدوان على قطاع غزّة.
وقد جاء من المحامين في مركز عدالة الذين يترافعون عن المعتقلين أن "الشروط المقيّدة على جزء كبير من المعتقلين مجحفة وتعسفيّة، وتهدف بالأساس إلى إبعاد المعتقلين عن النشاطات السياسيّة الاحتجاجيّة، وسنبحث في الساعات القريبة إمكانيّة تقديم استئناف على عدد من قرارات المحكمة بتمديد الاعتقال وبالشروط المقيّدة أيضًا."
يشار إلى أن جميع المعتقلين كانوا قد تعرّضوا للعنف الوحشيّ خلال الاعتقال وحتّى بعد أن تم اعتقالهم وإبعادهم عن المظاهرة، كما تظهر على جسد المعتقلين آثار الضرب والاعتداءات.
في السياق ذاته، اعتقلت الشرطة هذه الليلة 14 شخصا خلال المظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي الإسرائيلي في مركز الكرمل في حيفا، وايضا من عناصر اليمين، حيث نظّم اليمين المتطرف مظاهرةٍ مضادة، وقررت المحكمة ظهر اليوم الإفراج عن 12 شخصا بعد أن نسبت لهم شبهات الاخلال بالنظام العام، فيما سيعرض على المحكمة عنصرين من اليمن المتطرف للنظر بطل الشرطة تمديد اعتقالهم بشبهة الاعتداء على مظاهرة اليسار والحزب الشيوعي.
تجدر الاشارة، إلى أنه تم الاعتداء على المتظاهرين ضد الحرب من قبل عناصر اليمين المتطرّف بالحجارة والزجاجات الفارغة والغاز المسيل بالدموع، كما هوجموا بالضرب المبرّح الذي نُقل على أثره 4 مصابين إلى المستشفيات.
التعليقات