الناصرة: الشرطة تواصل حملة الترهيب ضد متظاهرين لنصرة الأقصى

الشرطة اعتقلت اليوم 4 شبان، بينهم قاصر، وتمدد اعتقال أربعة معتقلين* أحد المحامين: السلطات تحاول إرسال رسالة تخويف من المشاركة بالمظاهرات المتضامنة مع القدس والأقصى

الناصرة: الشرطة تواصل حملة الترهيب ضد متظاهرين لنصرة الأقصى

أعلنت الشرطة مساء اليوم الأربعاء أنها اعتقلت أربعة مواطنين من مدينة الناصرة، بينهم قاصر (17 عاما)، بادعاء الاشتباه بمشاركتهم في مظاهرة جرت أمس في المدينة، وسيتم جلبهم إلى المحكمة غدا من أجل تمديد اعتقالهم.

وبين المعتقلين من اليوم زياد سيلاوي وأحمد بدوي - أرسلان وشريف علي. 

وبحسب بيان الشرطة فإنه المعتقلين مشتبهين ب'التجمهر غير القانوني، الإخلال بالنظام العام، إلقاء حجارة، إحراق إطارات وحاويات نفايات، إلقاء زجاجات حارقة'.

وقال بيان الشرطة أن عدد المعتقلين الإجمالي في أعقاب مظاهرة الناصرة الأمس بلغ 9 معتقلين.

وقررت محكمة الصلح في الناصرة، ظهر اليوم الثلاثاء، تمديد اعتقال الشبان الذين اعتقلوا أمس الاثنين، على خلفية التظاهرة التي نُظّمت في المدينة نصرةً للمسجد الأقصى واستنكاراً لقتل المدنيين في القدس والضفة الغربية.

اقرأ أيضًا | الناصرة: بعد المواجهات الشرطة تحرر المخالفات

ومددت المحكمة حتى يوم بعد غد الخميس اعتقال كل من سلام ابو ربيع وأمجد شيخ سليمان وأسماء حمدان ودلال عبد القادر.

ويشار إلى أنّ الفتاة أسماء حمدان اعتقلت على خلفية إرسال رسائل هاتفية شخصية إلى أقربائها وأصدقائها، واعتقلت بشبهة التحريض على العنف، بينما الثلاثة الآخرين اعتقلوا على خلفية التظاهرة يوم أمس.

وسادت المحكمة أجواء متوترة بين أهالي المعتقلين وبين أفراد الأمن في المحكمة، كما شعر أحد أقرباء المشتبهين بوعكة صحية مما توجب نقله إلى المستشفى بعد أن فقد وعيه.

وفي هذا السياق صرّحتْ فوزية عبد القادر، والدة المعتقلة دلال عبد القادر، التي ظهرت على يداها آثار ضرب خلال المحكمة، أنّ ابنتها كانت برفقة خطيبها للتسوق من مجمع 'بيغ فاشين' في الناصرة لشراء الملابس، وكانا يهمان بالمغادرة والعودة الى المنزل، وقد بقي خطيبها يتحدث مع شخص وتابعت هي بمفردها وعندها تم اعتقالها ولم تتواجد في التظاهرة.

وتابعت أنّ ابنتها ليست لها علاقة بالتهم المنسوبة لها، وأنّ الشرطة أخذت تعتقل 'عن جنب وطرف'.

ومن جانبهِ أعرب أحد المحامين المتطوعين بالدفاع عن المتهمين، يوسف شلبي، أنّ المحكمة في بداية الأمر طلبت تمديد اعتقالهم لمدة 7 أيام، ولكن تم اليوم إقرار تمديد اعتقالهم حتى يوم الخميس القادم، متوقعًا أنه سيتم الافراج عنهم، لأن الملف مبني على شهادات رجال الشرطة الذين قاموا باعتقال الشبان والفتيات فقط لا غير.

وعما إذا كان هناك تأثير للمظاهرة القطرية التي ستُقام بعد غد الخميس على قرار المحكمة، قال شلبي إنّ هناك أمكانية أن تكون هذه الاعتقالات هدفها إرسال رسالة للمجتمع العربي وبشكل خاص نسبةً لمظاهرة يوم الخميس أن اي مشاركة في مثل هذه التظاهرات فانهم لن يترددوا باعتقالهم.

أما المحامي المتطوع محمد أبو أحمد، فقال لعرب 48 إنه 'في أعقاب المظاهرات والاحتجاجات في مدينة الناصرة على تعامل سلطات الاحتلال القمعية مع أهلنا في الأقصى المبارك، تلقينا معلومات مفادها اعتقال العديد من الشباب من أبناء المدينة بالإضافة لاعتقال شابة في ال 18 من عمرها بشبه الاخلال بالنظام وأعمال الشغب'.

وأردف أنّه قرر التوجه فورا، بعد أن تلقى هذه المعلومات، الى مركز شرطة الناصرة - المسكوبية لتقديم الاستشارة القانونية اللازمة للمعتقلين بشكل تطوعي، لكن عند وصوله فوجئ والمحاميين الذين معه من منعهم من مقابلة المعتقلين بأوامر من الظابط المسؤول، وبعد الاحتجاج المستمر بأن هناك انتهاك صارخ لحقوق المعتقلين تم السماح في كل مرة لقسم من المحامين بمقابلة المعتقلين.

وعن قضية الفتاة أسماء حمدان، عبّر المحامي المتطوع يزيد أبو أحمد، أن الفتاة عمرها أقل من 20 عاما، تم اتهامها بالتحريض على العنف والإرهاب وتهديد أمن الدولة، والتمرد، كل ذلك بسبب رسالة تعبر فيها عن وحدة الشعب الفلسطيني ضد العدوان على الأقصى، ومن هنا تم اتهامها بسبب رسالة لا يُعرف كيف وصلت إلى الشرطة.

ويتساءل أبو أحمد مستنكرًا عما إذا كان الوقوف ضد العدوان والظلم والتضامن مع الأقصى جريمة؟ ولماذا لا يتم اعتقال الشبان اليهود المتطرفين الذين ينادون بـ'الموت للعرب'؟ بينما يتم ترهيب فتاة في الثامنة عشر من عمرها بهذه الطريقة.

وأشار إلى أنّ قرار المحكمة بعد غد متعلق بالأوضاع الراهنة، وإذا كانت الاوضاع السياسية هادئة أم انها ستكون مليئة بالمظاهرات.

يُذكر أنّ حملة من الاعتقالات شهدتها مدينة الناصرة ظهر اليوم، بتفتيش ومداهمة منازل نشطاء سياسيين كانوا قد تواجدوا بالتظاهرة يوم أمس.  

التعليقات