التجمع بعد تحريض القناة العاشرة: "ردنا مزيد من الوحدة ومن التحدي"

بثت القناة الإسرائيلية العاشرة، مساء السبت، تقريرًا تحريضيًا على التجمع الوطني الديمقراطي ومؤسسه د. عزمي بشارة، كررت خلاله ادعاءات أبواق السلطة المعروفة ضد الحزب منذ العام 2000.

التجمع بعد تحريض القناة العاشرة: "ردنا مزيد من الوحدة ومن التحدي"

بثت القناة الإسرائيلية العاشرة، مساء السبت، تقريرًا تحريضيًا على التجمع الوطني الديمقراطي ومؤسسه د. عزمي بشارة، كررت خلاله ادعاءات أبواق السلطة المعروفة ضد الحزب منذ العام 2000.

وأصدر التجمع بيانًا رد فيه على التقرير مؤكدًا أنه يأتي ضمن حملة محمومة ضد الجماهير العربية في إسرائيل وعلى قياداتهم وأحزابهم، ويندرج في إطار مسلسل القوانين العنصرية والفاشية، التي تهدف إلى إسكات صوتنا دفاعًا عن وجودنا وأرضنا وحقوقنا وهويتنا وانتماءنا.

وأكد التجمع في بيانه بأن التقرير التحريضي يعكس أجواء التطرف في الحكومة وفي الرأي العام الإسرائيلي، والتي تترجم يوميًا باعتقالات عشوائية وملاحقة سياسية، حتى على ما يكتب في صفحات التواصل الاجتماعي، وبتبرير هدم البيوت ومصادرة الأرض وحرمان الناس من أبسط حقوقها. 

ويقود نتنياهو الحملة ضد كل ما هو عربي بدافع الحصول على شعبية رخيصة في الشارع الإسرائيلي رافعًا لواء معاداة المواطنين العرب وقياداتهم، كما فعل يوم الانتخابات وكما يفعل مؤخرًا بكل مناسبة. ويهدف نتنياهو وحكومته إلى تثبيت معادلة سياسية قوامها القمع وسلب الحقوق من جهة، والعمل على إسكات صوت الاحتجاج من جهة أخرى.

ودعا التجمع إلى التصدي لهذه السياسة بوحدة صف وطنية وبموقف صلب يفشل مآرب نتنياهو ومن حوله.

التحريض على التجمع ينبع من التحديات السياسية التي يطرحها والتي تفضح الطابع العنصري للنظام الإسرائيلي

وجاء في بيان التجمع أن التحريض والتشويه على التجمع ينبع من التحديات السياسية التي يطرحها والتي تفضح الطابع العنصري واللا ديمقراطي للنظام الإسرائيلي، وتطرح بديلًا ديمقراطيًا يفكك البنية التحتية للعنصرية والكولونيالية من خلال مشروع دولة المواطنين. 

وإذ يطرح التجمع التحدي القومي من خلال العمل على تنظيم المواطنين العرب كمجموعة قومية متماسكة ومن خلال حراك سياسي فاعل يتصدى بالنضال لسياسات العدوان والتهميش والتمييز، فإن هذه ليست قضية التجمع وحده بل قضية تخص كل مواطن عربي في هذه الديار.

عزمي بشارة هو مؤسس الحزب وهو من صاغ هويته السياسية

وفي رده المباشر على التقرير، وجه التجمع رسالة إلى القناة العاشرة، التي نشرت رد التجمع، الذي جاء فيه أن 'التجمع الوطني الديمقراطي هو حزب سياسي قانوني وعلني وجماهيري، ويرفض كل ما الاتهامات الأمنية التي تحاول المساس بعمله الديمقراطي الشرعي. عزمي بشارة هو مؤسس الحزب وهو من صاغ هويته السياسية، ورغم كل ما ذكر في التقرير التحريضي، لا يحمل عزمي بشارة أية صفة تنظيمية في الحزب، وهو مشغول في أبحاثه الأكاديمية ولا يتدخل بشؤون التجمع، مع استمرار علاقته المتميزة مع قياداته'. 

اقرأ أيضًا | تقرير القناة العاشرة يكشف عن نوايا جدية لضرب الحركة الوطنية

وتابع أن 'هناك تحريض سافر على التجمع بدأ بنتنياهو ومر بليبرمان وبينيت وسائر أقطاب اليمين الإسرائيلي، هدفه تشويه صورة التجمع الوطني الديمقراطي سياسيًا والمس بالعمل السياسي للمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل بشكل عام. ومن الطبيعي أن يعارض كل من هو غير ديمقراطي مشروع التجمع الديمقراطي المتمثل في دولة جميع مواطنيها. التجمع يثقف أعضائه بالقيم الديمقراطية ويتبنى خيار العمل السياسي الشرعي والقانوني، ومحاولات التلميح أن الحزب يعمل خارج القانون هي محاولات بائسة وتحريض دموي ساهمت به القناة العاشرة في تقريرها'.

وكان التقرير قد حمل بشكل مباشر حزب التجمع الوطني الديمقراطي وبشارة مسؤولية التصعيد والتطرف في الداخل، في ظل الهبة الشعبية المندلعة منذ نحو شهرين، مدعيًا أن تصريحات قيادات الحزب ونوابه ونهجه يؤدي إلى التطرف لدى الشباب، ويبلغ حد التجسس إلى ما وصفوه بالتنظيمات والدول المعادية.

وعاد التقرير وكرر ادعاءات المخابرات الإسرائيلية ضد الدكتور عزمي بشارة، حين حاولت تلفيق ملف أمني خطير ضده عام 2007، وتابع بأن بشارة لا زال يلعب دورًا 'تحريضيًا' في الحياة السياسية في الداخل. 

وجاء هذا التحريض بعد تقديم اقتراح قانون، بادر إليه عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، يمنع المحكمة العليا من التدخل في قرارات لجنة الانتخابات المركزية لشطب مرشحين للكنيست، مستهدفًا تحديدًا حزب التجمع ونوابه في البرلمان، ويبدو أن توقيت التقرير ومضمونه مرتبط ببحث الموضوع في الحكومة الاسرائيلية الاسبوع قريبًا.

ردنا على التشويه هو التمسك بدربنا الوطني والديمقراطي ولن يزحزحنا التحريض قيد أنملة

ووصف التجمع التقرير بأنه تحريضي وإعلام موجه، مضيفًا: 'موقف التجمع وبرنامجه ونشاطه هي أمور معروفة ومع ذلك حاول التقرير تشويهها وإعطاءها بعدًا أمنيًا لسحب شرعيتها، تبعا للحملة العنصرية الحالية التي يقودها نتنياهو، الذي اتهم التجمع بانه 'شيوعي يحمل أعلام داعش' وكال الاتهامات التحريضية ضد النائبين عن التجمع في القائمة المشتركة حنين زعبي وباسل غطاس'. 

وتابع: 'ردنا على التشويه هو التمسك بدربنا الوطني والديمقراطي ولن يزحزحنا التحريض قيد أنملة. ما جاء في التقرير من تحريض على الدكتور عزمي بشارة لا يؤثر عليه بشيء بل هو دليل آخر على سقوط الإعلام الإسرائيلي الذي يقبل أن يكون بوقا الشاباك وببغاء تردد أكاذيبه وكأنها حقيقة'.

وخلص التجمع إلى القول بأن إخراج الحركة الإسلامية عن القانون واستهداف التجمع بتحريض منفلت هي تعبير عن سياسة عدائية تجاه فلسطينيي الداخل كلهم، وهي محاولة بائسة لترويع الناس لردعهم عن تحدي المؤسسة الإسرائيلية وسياساتها. ودعا التجمع إلى التصدي لحملة الملاحقة السياسية الجديدة بمزيد من وحدة الصف وبمزيد من التحدي ورفع سقف النضال للدفاع عن الذات ولنيل الحقوق.

وأكد التجمع على أنهم 'مهما حرضوا ومهما هددوا لن يردعونا عن الاستمرار في النضال دفاعًا عن حقوقنا وأرضنا وهويتنا ومقدساتنا ولأجل تصحيح الغبن التاريخي الذي لحق بشعبنا الفلسطيني بتحقيق أهداف التحرر والاستقلال والعودة'.

التعليقات