عرابة: هدم منزل سعيد خطيب واعتقال اثنين من أولاده

أقدمت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية بحماية من الشرطة وقوات كبيرة من حرس الحدود، صباح اليوم الثلاثاء، على جريمة هدم منزلٍ مكوّن من طابقين يعود للمواطن سعيد إبراهيم خطيب من بلدة عرابة البطوف بحجّة عدم الترخيص.

عرابة: هدم منزل سعيد خطيب واعتقال اثنين من أولاده

صور من المكان

أقدمت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية بحماية من الشرطة وقوات كبيرة من حرس الحدود، صباح اليوم الثلاثاء، على جريمة هدم منزلٍ مكوّن من طابقين يعود للمواطن سعيد إبراهيم خطيب من بلدة عرابة البطوف بحجّة عدم الترخيص.

وأفادت المصادر الأولية أن مواجهاتٍ اندلعت عقب عملية الهدم بين شبان من القرية وقوات الشرطة أدت الى اعتقال شابين.

وقال صاحب المنزل إنه 'جرى اقتحام القرية من قبل قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة، فجر اليوم، وذلك لحماية الجرافات التي أحضروها لتنفيذ جريمة هدم منزلي ومنزل أولادي المكون من طابقين قرب المدرسة الزراعية'.

وأضاف أن 'الشرطة اعتقلت اثنين من أولادي بادعاء عرقلة عملها.

واستنكر عضو المجلس المحلي عن التجمع الوطني الديمقراطي في عرابة، سامر عاصلة، جريمة الهدم، قائلا لـ'عرب 48' إن 'سياسة هدم المنازل العربية التي تتبعها السلطات الإسرائيلية مدانة ومستنكرة والمطلوب منها الإسراع بالموافقة على الخرائط الهيكلية والمصادقة على توسيع نفوذ البلدات العربية وتفادي هدم المنازل، لكن للأسف بدلا من إيجاد الحلول الجذرية تقدم على الهدم، ونحن نطالبها بوقف جرائم الهدم والاستجابة لمطالبنا حتى نتمكن من بناء المنازل في بلدنا وعلى أرضنا'.

غضب وتنديد بجريمة الهدم

وقال قريب العائلة، يوسف خطيب، لـ"عرب 48" إننا "نحمل المسؤولية لهذه الحكومة العنصرية والسلطة المحلية. هذه الجريمة هي واحدة من سلسلة جرائم الحكومة ضد المواطنين العرب لمواصلة حصارهم ومنعهم من التوسع والتطور. صاحب البيت وهو ابن عمي إبراهيم خطيب أقام هذا البيت كمسكن لأبنائه الثمانية على أمل أن يزوج ابنه بعد أن ضاقت بهم الحياة في سكنه القديم الذي ورثه عن والده وهو عبارة عن غرفتين متآكلتين".

وأكد أن "مشهد البلدة والحي كان مرعبا عند تنفيذ جريمة الهدم حيث تم إغلاق جميع المداخل التي تواجد فيها المئات من أفراد الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة التي نكلت بأفراد العائلة واعتدت عليهم واعتقلت ثلاثة منهم، كما تم نقل صاحب البيت بعد الاعتقال إلى المستشفى لتلقي العلاج، ونحن في العائلة سنتكافل ونتعاون لإعادة بناء البيت وسندافع عن حقنا وحق أبنائنا للسكن والعيش بكرامة كما سائر البشر إذ لا يعقل أن يتم حصارنا وعدم منحنا توسعة المسطحات ورعدم المصادقة على الخرائط الهيكلية ومنعنا من البناء على أراضينا الخاصة وهي بملكيتنا وورثناها عن آبائنا وأجدادنا. لن نخضع لسياسة الترهيب والتيئيس ومنعنا من التطور والعيش الكريم، وعلى السلطة المحلية أن تتحمل مسؤوليتها، والادعاء أن مكان البيت هناك مخطط لشق شارع هو أمر عاري عن الصحة ولم يطلعنا أحد على خرائط أو مخطط يؤكد ذلك".

وقالت شقيقة صاحب المنزل حنان خطيب، وابنة صاحب البيت ناديا خطيب، لـ"عرب 48" إن "العائلة عاشت الليلة الماضية حالة من الترهيب ودب الرعب بين الأهالي، حيث في الساعة الثالثة فجرا اقتحمت الشرطة ونفذوا جريمة الهدم".
وأكدت ناديا خطيب أن "الشرطة اعتدت علي وقام أحد أفرادها بضربي وشدي من شعري ودفعني بقوة على الأرض وذلك بعد ان قامت الشرطة بالاعتداء على أمي وعمتي حنان دون أي اعتبار إنساني وأخلاقي ودب الرعب خاصة بين الأطفال وأشهروا أسلحتهم بوجوهنا".
وأضافت أن "والدي عامل بسيط وبنى لنا هذا المنزل بعد شقاء وعناء من العمل ليوفر لنا سكنا لائقا وكي يفرح بأخي الوحيد بعد أن كان مضطرا للبناء على ارضنا الخاصة بسبب ضائقة السكن وأمل أن يتمكن لاحقا من استصدار ترخيص إلا أن حلمنا وأملنا حطمته جرافات الهدم المدعومة بالشرطة والسياسات العنصرية التي لا تريد أن تترك مكانا للمواطن العربي، ومواجهة هذه السياسة هي من مسؤولية السلطة المحلية والقيادات العربية".

واعتبر ابن صاحب المنزل، الشاب سعيد خطيب، ما حصل "جريمة حطمت حلم العمر".
وقال لـ"عرب 48" إننا "لن نستسلم... كان حلمي وحلم أخواتي السبع كما حلم أبي أن نسكن ونعيش كباقي البشر. لقد هدموا البيت وسووه بالأرض في محاولة لكسر قلوبنا وترهيبنا، لكننا سنعمل من جديد وسنواصل حياتنا وتعليمنا ومستقبلنا بأمان. وأوضح أن هذه الدولة بدلا من أن توفر المساكن لمواطنيها تقوم كل يوم بسد الطرق من خلال الهدم وترفض أن تتعامل معنا كمواطنين وكبشر".

وحاول "عرب 48" الحصول على تعقيب رئيس المجلس المحلي، علي عاصلة، غير أنه لم يجب على هاتفه، وسنقوم بنشره إذا ما وصلنا لاحقا. 

التعليقات