مجد الكروم: نكبة وبقاء، ومواطنتنا كفلسطينيين بإسرائيل

​شارك العشرات من مجد الكروم وقرى الشاغور في الندوة التي عقدتها، مساء أمس الجمعة، مكتبة مجد الكروم العامة بإشراف مجلس مجد الكروم المحلي في قاعة المركز الجماهيري.

مجد الكروم: نكبة وبقاء، ومواطنتنا كفلسطينيين بإسرائيل

شارك العشرات من مجد الكروم وقرى الشاغور في الندوة التي عقدتها، مساء أمس الجمعة، مكتبة مجد الكروم العامة بإشراف مجلس مجد الكروم المحلي في قاعة المركز الجماهيري.

رحب مدير المكتبة العامة، الأستاذ علي مناع، بالحضور وأكد على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات التي تتميز بها مكتبة مجد الكروم.

وألقى رئيس مجلس مجد الكروم المحلي، سليم صليبي، كلمة رحب فيها بالحضور، وأشاد بنضال شعبنا الفلسطيني رغم كل معاناته ما بعد النكبة، وشدد على ضرورة التمسك بحقوقنا لأننا أصحاب الوطن الأصلانيين.

وقسّم مدير المكتبة الندوة إلى قسمين، القسم الأول خصص للمؤرخ الكاتب د. عادل مناع بمناسبة صدور كتابه 'نكبة وبقاء' حيث شرح مناع عن الكتاب ودوافع إصداره ومميزاته والأبعاد والمساحات الذي يحتويه، وأسهب بالحديث أمام الحضور عن أهلنا الفلسطينيين الذي بقوا في حيفا والجليل والأحداث الهامة والفاصلة التي شهدتها فلسطين ما بعد النكبة وتحديدا بين أعوام 1948-1956.

وشارك في القسم الثاني من الندوة النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة، ورئيسها أيمن عودة، والمحاضرة في العلوم السياسية، د. رلى هردل، ومديرة مركز 'إنجاز' غيداء ريناوي/ زعبي، وتولى العرافة الصحافي وديع عواودة.

وفتح النقاش حول 'هل وكيف يمكن أن نكون فلسطينيين ومواطنين في إسرائيل؟' وتحدثوا عن مكانة المواطنين الفلسطينيين في ظل سياسة التمييز والعنصرية المتفشية بالمجتمع الإسرائيلي وازدياد اليمين العنصري في البلاد وتأثير ذلك على مكانة وهوية المواطنين الفلسطينيين، والممارسات الممنهجة للحكومات الإسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

وأكدوا على أن سياسة الحكومة الإسرائيلية ضد المواطن الفلسطيني تحتاج إلى نضال متواصل لانتزاع الحقوق في دولة تدعي الديمقراطية، وعدم الخضوع للأسرلة، والحفاظ على هويتنا القومية والوطنية، بالإضافة لتحديث آليات النضال الشعبي الذي إلى جانب النضال البرلماني الذي تخوضه القائمة المشتركة.

واعتبر رئيس 'القائمة المشتركة'، النائب أيمن عودة، أن العالم اهتم بالمجتمع العربي في إسرائيل بشكل غير مسبوق وأكثر من أي سنة ماضية منذ 1948، بفضل قيام هذا المجتمع بتشكيل القائمة المشتركة.

ومن جملة ما قاله أيمن عودة، إن النضال ضمن المواطنة أهم من البعد الدولي لكن الأخير مهم أيضا لأنه يضغط على عصب حساس بالنسبة لمراكز النخب السياسية والإعلامية والاقتصادية في إسرائيل حتى وإن بدا ليبرمان وغيره غير مكترث بالضغط الدولي. وإذا تصرفنا بغير ذلك سنعود لفترة الراحل نوح إبراهيم يوم هتف 'دبرها يا مستر بل بلكي على أيدك بتحل'.

وفي سياق الحديث عن النضال المدني الضعيف تابع عودة أن 'يجب أن نجترح وسائل نضال إضافية ومجدية، مثلا: شركة الكهرباء تشغّل 2% عربًا فلماذا لا نعلن عن ساعة إطفاء كهرباء في بيوتنا ومؤسساتنا لتخسير الشركة أمولا، ونكرر ذلك حتى الجلوس معنا لفتح أماكن العمل للعرب؟! لا شك أن الضغط الاقتصادي يجب أن يكون من عناوين المرحلة القادمة والوحدة الوطنية والقائمة المشتركة أمانة في أعناقنا وسنحافظ عليها'.

ومن جهتها أكدت د. رلى هردل، المحاضرة بالعلوم السياسية في جامعة القدس، أن السياسة العربية تعاني من اختلال بالتوازن لأنها تكاد تقتصر فعلا على العمل البرلماني وتغفل النضال المدني على سبيل المثال، وتراجعت عن البحث عن شراكات وتحالفات مع الآخر اليهودي ولا ترتكز لمشروع وطني جامع. كما نوهت أن عزوف أوساط هامة من العرب عن السياسة مرده عدة أسباب منها ما يتعلق بها وبعدم شعورهم بأنها تحسن حالتهم الحياتية. وتابعت ' حق الجماهير على السياسيين والمثقفين أن تسأل عن رغباتها وأولوياتها'.

واستعرضت مديرة مركز 'إنجاز' معضلة الرؤساء العرب في ظل حكومة يمينية متطرفة وتساءلت عن جدوى 'عمل السياسيين العرب في فضح إسرائيل بالعالم، هل تكترث إسرائيل فعلا بذلك؟ هل هذا حقيقي أم وهم؟ وهل فكرنا باستراتيجيات عمل أخرى وبثمن كل منها؟'.

واستعرض النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، جمال زحالقة، مسيرة التجمع وأهم انجازاته خاصة بمجال الهوية الوطنية والتصدي للأسرلة.

 ورفض الزعم أن مشروع ' دولة المواطنين ' قد فشل موضحا أنه لم تكن لدى التجمع أوهام بأن تتحول إسرائيل لدولة كل مواطنيها بسنوات. سيحكم على هذا المشروع كبوصلة سياسية ببعديه: هو إطار صحيح للمطالبة بحقوقنا كي لا تكون المساواة فتاتا وأسرلة بل مواطنة كاملة والثاني هو العداء للصهيونية فعندما تصبح إسرائيل دولة مواطنين تكون قد انتهت الصهيونية. ربما يقول قائل 'عيش يا قديش'، وعن ذلك أقول: نحن نستخدم هذا المشروع أداة سياسية هامة لحشر إسرائيل بالزاوية ولفضح تناقض الديموقراطية واليهودية في تركيبتها المزعومة. نحن اليوم أكثر تمسكا بمشروع ' دولة المواطنين بل إن أكثر الأحزاب العربية تبنته'.

واستذكر زحالقة أن المؤرخ عادل مناع الذي كرمته مجد الكروم أمس على كتابه الجديد كان قد فاضل مرة بين التجمع الوطني الديموقراطي وبين حزب 'الاستقلال' الفلسطيني من فترة الانتداب بمبادرة خيرة المثقفين الفلسطينيين عوني عبد الهادي، أكرم زعيتر وعجاج نويهض وآخرين. وتابع ' وقتها قال مناع بعد مرور عامين على تأسيس التجمع إن الاستقلال عمّر ثلاث سنوات فكم سيعمّر التجمع؟ واليوم هو عادل أمامنا نحييه ونقول له إننا عمرّنا وكبرنا وصار عمرنا 20 عاما.

وعن سؤال هل حقا خاطب عزمي بشارة الاسرائيليين أكثر من خلفائه في التجمع؟ قال زحاقة  إنه ينبغي التنبه لطبيعة المرحلة منوها أن عزمي بشارة أيضا استغرق وقتا حتى أصغى له الإسرائيليون ناهيك عن الانشغال لاحقا بمعارك شرسة على الهوية ومقاومة مشاريع الأسرلة.

التعليقات