طرعان: مؤتمر حول الأرض والمسكن

عُقد في قاعة المركز الجماهيري بقرية طرعان، أمس السبت، مؤتمرٌ بعنوان: "جبل طرعان أرضنا ومسكننا"، تزامنًا مع المساعي الهادفة لحل الأزمة السكنية في البلدة، وتحديدًا على أرض جبل طرعان.

طرعان: مؤتمر حول الأرض والمسكن

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

عُقد في قاعة المركز الجماهيري بقرية طرعان، أمس السبت، مؤتمرٌ بعنوان: 'جبل طرعان أرضنا ومسكننا'، تزامنًا مع المساعي الهادفة لحل الأزمة السكنية في البلدة، وتحديدًا على أرض جبل طرعان.

افتتح المؤتمر بمداخلة للمحامي محمد دحلة حول الطابو المسجل لصالح أهالي طرعان على الجبل، وقال إنه 'بالتأكيد لم تصل دائرة الأراضي إلى مرحلة تقول فيها إنّ هذه الأراضي لطرعان، مطامعهم في الأراضي الكبيرة، ويستندون لادعاء قانوني بأنها غير مُسجّلة على اسم المجلس أو على اسم الأهالي وإنما على اسم الدولة، وهذا معناه أنّهم سيقدمون الأراضي لصالح البلدة، لكن هناك مصالح أخرى وراء موافقتهم، ولنتذكر أمرا آخر أنّ هذه الدولة لديها وسائل كثيرة لمصادرة أراضي، وإذا وجدت أنّها بحاجة لها فإنها ستستعمل وسائل أخرى لمصادرة الأراضي'.

وأضاف: 'نتحدث عن 10 آلاف دونم، وليس بالسهولة أن تقوم إسرائيل بالتنازل عنها، أو عن نصف الأراضي. وخلال بضعة سنوات قادمة الحصول على جزء من هذه الأراضي مِن أجل تطوير البلدة وإعمارها سواء بمشاريع إسكانية أو إنشاء مدارس أو مشاريع عامة، أما أن نتوصل لاتفاق مع الدولة فهذا أمرٌ ليس سهلا، وإذا حصل ووصلنا إلى هذه النقطة فيجب أن يكون جميع أهالي البلدة شركاء فيها، وربما هناك حاجة لإجراء استفتاء شعبي، لأنّ القضية حساسّة جدًا ولا أعتقد أنّ الرئيس بإمكانه أن يوقع على هذه الاتفاقية، كما حصل مع رؤساء سابقين'.

وأشار دحلة إلى أنّ 'تسوية الأراضي جرت في فترة الانتداب البريطاني لفلسطين، وكان الهدف البحث عن التسجيلات البريطانية، كان هذا مجرد اقتراح، وحاول المجلس سابقًا استشارة خبير بريطاني، وبالإمكان إجراء الفحص من جديد، وفي حال صدور قرار بمقاضاة 'دائرة أراضي إسرائيل' وحكومة إسرائيل، فإن الأمر يستحق الفحص في الأرشيف البريطاني لمعرفة أسباب تسجيل الأراضي بهذه الطريقة، لعلّ وعسى أن يفيدنا الأمر ويقوي موقفنا'.

وقال رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، د. حنا سويد، إن 'طرعان من البلدات العربية التي حافظت على أراضيها وكان أهلها ومواطنوها يدأبون لشراء أراضٍ في القرية وفي أماكن أخرى، وهذا أمرٌ يُشار له بالبنان، القاعدة في البلدة هي المحافظة على الأرض والتمسك بالأرض والوعي بأهميتها. وشعار البلدة هي 'العين'، هناك أهمية للأرض المزدوجة ليس كرمز فقط، وإنما نحنُ جزءٌ من هذه الأرض، من هذه الجزئية الأرض تجمعنا جميعًا، وهي الرمز الذي ننتمي له، ونحنُ بحاجة للأرض كحاجة ماسة لكل مواطن، جبل طرعان وعلى مرّ الأيام قبل النكبة وبعدها، حيثُ زادت المطامع، وأحاطت بالمنطقة مستوطنات يهودية، في سعي للسيطرة على الجبل مِن قبل المجلس الإقليمي في الجليل الأسفل حيثُ اتبعت لها كمنطقة نفوذ'.

 وأوضح أن 'الواقع يؤكد أنّ هذه الأراضي لصالح القرية، حتى أنّ الطابو يحوي ملاحظة كتب فيها أنّ الأراضي تابعة لأهالي طرعان، نظرًا لانعدام سلطة محليّة آنذاك وعمليًا هذه الأراضي سُجلت على اسم المندوب السامي ولمصلحة الأهالي، وهذه خصوصية قلما نجدها في فلسطين والبلدات العربية، ونجح الطرعاويون بإفشال سيطرة مستوطنة 'شيبولت' على أملاك جبل طرعان'.

وقال رئيس المجلس، عماد أمين دحلة، إن 'هذا المؤتمر يأتي لاطلاع أهالي البلدة على كل ما يتعلق بالجبل وضرورة توسيع منطقة البناء، وهكذا حظيت طرعان بإمكانية توسيع مسطح البناء مع تخطيط سريع بمصادقة من اللجنة المنبثقة عن المجلس القطري للتخطيط والبناء'.

 وحول حل أزمة السكن، قال دحلة، إنه 'سيجري تسويق قسائم الجبل بعد تجهيز خرائط تفصيلية، وإعداد تخطيط ألف وحدة سكنية في الجبل، لتصبح هناك إمكانية لاقتناء القسائم من أهالي البلدة. نجحنا باستصدار قرار من دائرة الأراضي لتصبح جميع الشقق السكنية متاحة لمواطني طرعان فقط، بهدف سد الاحتياجات ودعم الأزواج الشابة، والتي ستكفي البلدة لمدّة عشرين عامًا'.

التعليقات