انضمام العائلة من سخنين لداعش: السجن الفعلي 50 شهرا للزوجة

فرضت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الثلاثاء، السجن الفعلي لمدة 50 شهرا على صابرين قسوم زبيدات (30 عاما) من سخنين، والسجن مع وقف التنفيذ لمدة 12 شهرا، وغرامة مالية قدرها 8 آلاف شيكل،

انضمام العائلة من سخنين لداعش: السجن الفعلي 50 شهرا للزوجة

صابرين زبيدات في المحكمة، اليوم (عرب 48)

فرضت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الثلاثاء، السجن الفعلي لمدة 50 شهرا على صابرين قسوم زبيدات (30 عاما) من سخنين، والسجن مع وقف التنفيذ لمدة 12 شهرا، وغرامة مالية قدرها 8 آلاف شيكل، في أعقاب إدانتها ضمن صفقة ادعاء بـ'التواصل مع عميل أجنبي، الخروج بطريقة غير مشروعة من البلاد، العضوية في تنظيم داعش الإرهابي'. 

سروجي: الحكم قاس والقاضي أعطى أولوية للردع

وقالت المحامية الموكلة بالدفاع عن صابرين قسوم زبيدات، رانية سروجي، في تعقيبها على قرار الحكم، لـ"عرب 48"، إن "الحكم قاس، عندما ننظر إلى كافة الظروف العائلية للمتهمة والخلفية العائلية، نحن نتحدث عن عائلة محافظة على القوانين وبعيدة كل البعد عن التطرف، قبل قراءة الحكم ما فهمته أثناء الجلسة أن القاضي فضل الردع العام على الظروف الشخصية للمتهمة وللقضية، أي أن الحاكم يريد إيصال رسالة ردع لكل من يفكر بالانضمام لأي تنظيم كان".

وأضافت أنه "من وجهة نظر قانونية هذا الحكم لا أساس له، وتوجد إمكانية لنقده في المحكمة العليا، وفي إطار الاستئناف يمكن أن نطلب تفضيل ظروف المتهمة الشخصية ومنحها الأولية في كل ما يتعلق بالحكم الذي يفرض عليها".

كما أفهم ستوصين بتقديم استئناف على عقوبة السجن؟

لم اقرأ بعد قرار الحكم، ولكن مما قيل خلال الجلسة والفقرات التي قرأها القاضي بشكل مبدئي أرى وزنا زائدا لكل قضية الردع التي لا أراها صحيحة. هناك ظروف شخصية في الملف يمكن أن تعطي شرعية لتخفيف الحكم، نحن نتحدث عن تهم خطيرة وقضية خطيرة، لكننا نتحدث أيضا عن عوامل شخصية يجب أن تعطى وزنا، امرأة مع ثلاثة أولاد، عائلة طيبة جدا، شهود قدموا شهادات على خدمة هذه العائلة للمجتمع وأن العائلة بعيدة عن أي مخالفات تلحق ضررا بأمن الدولة، وأعود لأقول أن التهم ليس فيها أية أضرار لأمن الدولة باستثناء كون تنظيم "داعش" محظورا، لا وجود لأي بنود تشكل فيها المتهمة خطرا على أمن الدولة سواء بالأقوال أو الأفعال. المتهمة اعترفت منذ البداية بلائحة الاتهام وخلافا لأي قضية يستمر فيها المتهم بدعم تنظيم إرهابي فإنه في هذه الحالة لا يوجد أي ذكر أن المتهمة تواصل دعمها لداعش أو غير داعش، وقرار الحكم كما أرى بقراءة أولية يستوجب نقده في المحكمة العليا.

وكانت المرأة وعائلتها عادت أدراجها إلى تركيا أواخر صيف العام الماضي 2016 بضغوط كبيرة مارسها أقارب الزوجين من دير حنا وسخنين، إلى أن وصلوا إلى تركيا في أيلول/ سبتمبر الماضي مع أبنائهم (3،6 و8 أعوام) وأمضوا أياما في مخيم احتجاز في تركيا إلى إن تمت تسوية عودتهم إلى البلاد في 22.09.2016 ليعتقل الوالدين فور عودتهم وأطفالهما الثلاثة في المطار وينقل الأبناء إلى رعاية العائلة في سخنين.

وقدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد وسام وصابرين قسوم زبيدات في تاريخ 20.10.2016 ونسبت لهما تهم التواصل مع عميل أجنبي والانضمام لمنظمة محظورة هي تنظيم 'داعش' وإهمال الأطفال.

قرار بالانضمام لداعش لم يعلم به أحد

وفي العودة إلى تفاصيل مغادرة وسام قسوم زبيدات وعائلته إلى سورية ومنها إلى العراق، لم يعلم أحد بهذا القرار واتخذ سرا حيث سافروا وأطفالهما الثلاثة من رومانيا إلى تركيا بالعام 2015 ومنها إلى سورية واستقبلهم ناشطون في تنظيم داعش، ونقلوهم إلى الموصل، فيما شارك الزوج في 'دورة شرعية' ثم تدريب على القتال والسلاح.

المشاركة في معارك طاحنة في مدينة الرمادي وإصابة الزوج

ويستدل من لائحة الاتهام أن 'وسام قسوم زبيدات شارك في معارك الرمادي والبوريشة، والتي كانت ضارية وربما الأعنف في العام 2016 حيث شهدت فيها المدينة تبادل للسيطرة بين الجيش العراقي وتنظيم داعش، ولم تستقر فيها الحياة حتى يومنا هذا'، كما ذُكر في لائحة الاتهام أن 'الزوج أصيب أثناء مشاركته في الهجوم على ثكنة للجيش العراقي قرب قرية البوريشة منذ أوائل ذلك العام، ومن يومها استقر مع عائلته في مدينة الموصل'.

العودة إلى البلاد والاعتقال في المطار

وتمكنت العائلة من مغادرة تركيا بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى من العام الماضي، متجهة إلى مطار اللد، ولدى وصول وسام قسوم زبيدات أمام الحاسوب، حسبما قال أحد الشهود العيان، أضاء الحاسوب شارة حمراء، وعندها تناول الموظف وسيلة اتصال وقال إن 'وسام زبيدات هنا...' وبسرعة أحاط به 10 رجال أمن اعتقلوه وزوجته صابرين وأطفالهما الذين نقلوا للعيش كنف الأجداد.

عائلة معروفة ومحترمة فقدت اثنين من أبنائها في سخنين

وعرفت عائلة وسام قسوم زبيدات بأنها محترمة جدا، فقدت اثنين من أبنائها وهما شقيقا وسام، وكان وسام عماد البيت، وهو شاب متواضع وأخلاقه رفيعة، وعرف من خلال مهنة تنجيد الأثاث، وساعدت الزوجة في إدارة الممحل وعرفت في بلدتها دير حنا كأمرة فاضلة، تتمتع بقدرات خطابية وعلى قدر واسع من الثقافة على وجه الخصوص. وكذلك عرف عن عائلة الزوجة صابرين في دير حنا أنها عائلة محترمة جدا في البلدة يكن لها الجميع الاحترام والمحبة.

التعليقات