حيفا: تضامن مع غطاس وإشهار كتابه "بلا هوادة"

استضاف المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في "نادي حيفا الثقافي" النائب السابق والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، د. باسل غطاس، قبيل دخوله السجن، احتفاء بكتابه الجديد "بِلا هَوادَة"، مجموعة مقالات في واقع فلسطينيي الداخل وفعلهم السياسي.

حيفا: تضامن مع غطاس وإشهار كتابه "بلا هوادة"

أمسية إشهار كتاب "بلا هوادة" بحيفا، أمس (عرب 48)

استضاف المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في 'نادي حيفا الثقافي' النائب السابق والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، د. باسل غطاس، قبيل دخوله السجن، احتفاء بكتابه الجديد 'بِلا هَوادَة'، مجموعة مقالات في واقع فلسطينيي الداخل وفعلهم السياسي.

وشارك في الأمسية جمهور غفير من حيفا والبلدات العربية، معبرين عن دعمهم وتضامنهم مع غطاس الذي سيدخل السجن لقضاء محكوميته لعامين في 2.7.2017 على خلفية ما قدم من تضحية في سبيل إسناد الأسرى ودعمهم في قضاياهم العادلة والإنسانية تجاه ما يتعرضون له من سياسة قمع وتنكيل وتضييق من قبل المؤسسة الإسرائيلية.


الكتاب جدير بالتوثيق

وافتتح الأمسية المحامي حسن عابدي مرحبا بالمحتفى به والحضور وتولى عرافتها، ثم تحدثت بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، وقالت: 'لقد رأيت أنّ فكرة المشروع الجماعي، وسأحاول إعطاء بعض الطعمات، وهو تحليلي الخاص، ينظر في خضم المشروع الصهيوني، وينظر إلى أحداث مفصلية متطرقًا إلى عدة سياقات فكرية وسياسية ويربطها ربطا جديًا بهموم المواطن اليومية، وأعتقد أن التنظير في الأحداث اليومية من القضايا التي أنظر لها جدًا في كتاباتي، وكان هذا لافتًا في الكتاب. أما النظر إلى المشروع الصهيوني وتأثيره علينا فهو يبدو في سياسات التمزيق الداخلية والتعرية الداخلية والتضييق على الفلسطيني من خلال العنصرية المؤسساتية وأدواتها، هيكلة البيروقراطيات والقوانين'.

وتساءلت بروفيسور كيفوركيان عن السؤال الأساسي الذي رأته من خلال قراءتها 'كيف نقرأ ما يحدث؟ كيف نرى ما يحدث؟ وكيف نخاطب قضيتنا، قضية الإقصاء وقضية العنصرية؟ والسؤال المحوري الذي كان بين الذاتي والوطن، وهل بالإمكان بناء ذاتنا كفلسطينيين وبناء الوطن، حيثُ أننا موجدون في واقع من الاستلاب. يتحدث د. باسل غطاس في مقدمته عن القيمة التوثيقية للكتاب، وأنا أعتقد أنّ الكتاب جدير بالتوثيق، ويكتب نقدًا ذاتيًا لتقصيرنا نحنُ الفلسطينيين في ربط المشاريع القومية، والرؤية السياسية بهموم الناس. ويتحدث عن الناس وكنت سعيدة وأنا أقرأ أنّ المنظومة التحليلية هي منظومة الاستيطان الاستعماري ونظرية الاستيطان الاحتلالي'.

شهادة حارة لمثقف وقائد سياسي

أما الكاتب أنطوان شلحت، فقال في كلمته 'تحت عنوان: 'شهادة حارّة لمثقف وقائد سياسي 'لا يهاب ولا يلين'. ثمة خيط رفيع يربط أبواب هذا الكتاب جميعها، حتى وإن اختلفت تواريخ كتابتها وتعدّدت مناسباتها العينية. هو ذاك الخيط الناجم، بصورة رئيسية، عن قراءة واقع الفلسطينيين في أراضي 48، على مراحله كافة، بدءًا بتشكّله بعد نكبة 1948، وصولا إلى آخر المستجدّات والتطورات المرتبطة به عشية الانتخابات الإسرائيلية العامة عام 2015، وما أعقبها، ولا سيما إقامة القائمة المشتركة، إلى جانب محاولة استشراف إحالاته من خلال ترجيح المشتهى بحجج مقنعة ومنمّقة، نظريًا وعمليًا'.

وأضاف أنه 'لعلّ الناظم الأساس لهذه القراءة، تشريح السيرورتين السياقيّتين الأكثر رئيسيّة، المرتبطتين بهذا الموضوع: أولا: سيرورة علاقة فلسطينيي أراضي 48، بالقضية الفلسطينية في شتّى المراحل التي مرّت بها، حتّى المرحلة الراهنة. ثانيًا: سيرورة كونهم مواطنين في دولة قامت على أنقاض وطن هم سكّانه الأصلانيّون، ولا تنفك تمارس بحقهم سياسة إقصاء تتّسم بطهورية عرقية متصاعدة، أكثر فأكثر، منذ نحو عقدين'.

وقرأ شلحت قصيدة للشاعر ناظم حكمت الذي قال فيها 'حين نلتفت لنلقي نظرة الوداع على المدينة، سنكون يا حبيبتي، جديرين بأن نقول: 'رغم أنك لم تجعلي وجهنا تضحك، فإننا بذلنا كل ما استطعنا بذله في سبيل جعلك سعيدة فرحة. مسيرتك نحو السعادة مستمرة، فالحياة مستمرة'.

وختم شلحت بالقول: 'سيذهب غطاس إلى ظلام السجن، لكنّ الشمس التي رنا هو وزملاؤه بأبصارهم نحوها ستظل ساطعة، ومسيرة الفلسطينيين نحو الشمس ستبقى مستمرة، فالحياة مستمرة'.

بصمة واضحة في قضية الأسرى 

وتحدث صديق د. باسل غطاس، مدرب التنمية البشرية، أشرف قرطام، قائلا إن 'عند أول اعتقال مفاجئ للدكتور باسل ذهبنا إلى بيته، وإذ أرى كتاب للأسير وليد دقة، لم يكن على الطاولة وإنما كان على الرف، والأمر ليس صدفة، والسؤال متى قرأه، وهل أنهاه، وبعدها يُعتقل ويتهم أنه حاول مساعدة وليد وزملائه، هذا اسمه ذكاء عاطفي/ شعوري، هذه هي القادة الحديثة، ليست هينة، وصعب استيعابها، ولكن هذا دليل أنها رموز القادة'.

وأضاف أنه 'المفترض أننا نتحدث مع أناس وليس مع أرقام، أراقب وأعد، أنظر إلى الوجوه، لا أبالغ أن حوالي نصف الناس بالقاعة تربطهم علاقة شخصية كبيرة بالدكتور باسل، جاءت من جميع البلاد، لا أعرف كم نسخة أهديت، لكن لفت نظري، كل شخص أهداه د. باسل، الكلمات التي كُتبت كلمات شخصية تربط بعلاقة شخصية مع هؤلاء الناس وليس مجرد كلمة، وهذا يدل على إنسان يتعامل مع الناس كبشر وليس مع أرقام'.

وأكد أنه 'من الجليل لمالكم، للتجمع، وللساحة الجديدة، بأي مكان كنت فيه تركت بصمة وهذا أكبر دليل، بأي مكان كان هناك شيء خاص بطرح القضية، قد يكون الوضع صعب، والذي يعد العصي ليس كما 'يأكلها'، وستكون في الأيام القريبة ربما فاتحة خير، وأنا متأكدة لطرح قضايا الأسرى السياسيين وستترك بصمة ونسير وراك، في أي مكان ترك بصمة، لم أعد أستطيع أن أزيد، أنت صديق، وكلنا هنا نفتخر بعملك، لو أي إنسان في وقت الأبرتهايد في جنوب أفريقيا حاول أن يساعد نلسون مانديلا وهو في السجن لقلنا عليه بطل، وبالنسبة لي القضية السياسية وقضية الأسير وليد دقة لا تقل أهمية ولا تقل إنسانية عن هذا الحدث، وهذا شرف لنا. شكرًا أنك رفعت السقف، والسقف يجب أن يرفع للأعلى، والدولة أيضًا رفعت السقف'.


لا حدود للشجاعة في قضية يؤمن الإنسان بها

وتحدث د. باسل غطاس، في نهاية الأمسية الثقافية، مشددًا على قيمة الإنسان ومسعاه الحثيث للدفاع عن الوطن والأرض والإنسان.

وقال إنه 'ليس في كل مرحلة في حياتنا نقيم وزنًا لحساب الربح والخسارة، ولحساب الجدوى، لو كانت حركات التحرر الوطني وأبطال التحرر على مدى التاريخ أخذوا قراراتهم في حياتهم بناءً على الجدوى لما كنا سمعنا عنهم، ولما كانوا دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، ولكان كل شهيد قدّم روحه التي هي أعز ما يملك الإنسان في سبيل وطنه أو في سبيل شعبه، لكان كل شهيد عمليًا خاسرا، أو أنه لم يأخذ بحساباته الصحيحة'.

وأضاف: 'قرأت حديثًا رسالة انتشرت في ذكرى استشهاد شهداء فلسطين الذين أعدموا في سجن عكا، في 17 حزيران 1930، الرسالة التي وُجهت لشعبهم ليلة الإعدام، وهم يدركون أنهم في الغد ستعلّق المشنقة لهم، ولو كان لنا سيطرة على مراكز التعليم ومناهج التعليم لكان هذا النص يجب أن يُحفظ عن ظهر قلب لكل أبنائنا، بأي قوة وشجاعة ومروءة يتحدثون، وأي توصيات يعطونها لشعبهم وهم بالغد سيقدمون أرواحهم في سبيل الثورة وفي سبيل فلسطين وفي سبيل التحرر، إلى أي حد من الممكن أن تصل الشجاعة والتضحية، عند الإنسان في سبيل قضية يؤمن بها'.

وقدم الفنّان حبيب شحادة والفنّانة دلال أبو آمنة فقرة فنية ملتزمة.

عن باسل غطاس:

من مواليد الرامة الجليلية، حاصل على اللقب الثالث في إدارة الأعمال، من جامعة نورث ويستون في شيكاغو، وعلى الدكتوراة في الهندسة البيئية من معهد التخنيون، في حيفا، ناشط سياسي منذ جيل مبكر، كان في صفوف الشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كان ناشطًا في الحركة الطلابية للطلاب العرب، والحركة الطلابية في الجامعات، عمل مديرًا لجمعية الجليل، وساهم في بناء أول مركز عربي للأبحاث التطبيقية في البلاد، وكان من مؤسسي صندوق الجليل في بريطانيا، شارك في تأسيس جمعيات عدالة- المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، واتجاه- اتحاد جمعيات عربية أهلية، وكذلك جمعية الثقافة العربية، أصدر في حينه المجلة الاقتصادية 'مالكم'، وأقام شركة للاستشارات الاقتصادية، كان في حينه عضوًا ونائبًا لرئيس مجلس الرامة المحلي، وكان من مؤسسي حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعضوًا عنه في البرلمان منذ العام 2013.

التعليقات