أم الفحم: أمسية تضامنية مع "عشاق الأقصى"

نُظم في القاعة الرياضية في أم الفحم، مساء أمس الثلاثاء، أمسية تضامنية، مع معتقلي "عشاق الأقصى".

أم الفحم: أمسية تضامنية مع "عشاق الأقصى"

الأمسية التضامنية في أم الفحم، مساء أمس

نُظم في القاعة الرياضية في أم الفحم، مساء أمس الثلاثاء، أمسية تضامنية، مع معتقلي 'عشاق الأقصى'.

وجاء تنظيم الأمسية بدعوة من الهيئة الشعبية لنصرة معتقلي 'عشاق الأقصى'، ولجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، واللجنة الشعبية في أم الفحم،

وحضر الأمسية عدد من الأهالي وقيادات سياسية، كان من بينهم: النائب عن القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين، القائم بأعمال رئيس بلدية أم الفحم، الشيخ طاهر علي، القيادي في أبناء البلد، رجا إغبارية، القيادي في حزب الوفاء والإصلاح، المحامي زاهي نجيدات، القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، المحامي رياض محاميد، وأعضاء اللجنة الشعبية في أم الفحم، إلى جانب مشاركة عدد من المحامين والحقوقيين.

استهلت الأمسية بتلاوة من الذكر الحكيم، تلاها الشاب إسلام يونس، وتولى عرافتها الإعلامي حامد إغبارية، مرحّبا بالحضور باسم الأجسام الراعية للأمسية، وتوجه بتحيته إلى عشاق الأقصى ووصفهم بـ 'الفرسان خلف القضبان' وهم: د. سليمان أحمد، مصطفى إغبارية، فواز إغبارية، محمد حربي محاجنة، محمود أحمد جبارين، موسى حمدان، د. حكمت نعامنة، الحاج عبد الكريم كريّم، الحاج يحيى السوطري، الحاج إسماعيل لهواني وعمر غريفات، وتوجه بالتحية إلى الأسير المحرر محمد إبراهيم من قرية كابول، والذي حضر الأمسية.

ثم كانت كلمة ترحيبية لبلدية أم الفحم، ألقاها القائم بأعمال رئيس البلدية، حيّا فيها الحضور وثمّن موقف 'عشاق الأقصى' مؤكدا على ضرورة مساندتهم في سجنهم 'لأنهم يدافعون عن قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي القدس والمسجد الأقصى المباركين'.

وأكد الشيخ طاهر، أن 'كل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني ستتحطم على صخرة صموده'، في إشارة إلى التحركات الأميركية الأخيرة المدعومة من أطراف عربية، التي تسعى إلى تنفيذ مخططات معادية لطموحات الشعب الفلسطيني.

ثم تحدث رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، أحمد شريم، مرسلا تحياته إلى د. سليمان إغبارية ورفاقه، وأكد على 'ضرورة تعزيز صمودهم وإسنادهم من خلال التواصل المكثف مع عائلاتهم'، كما تطرق شريم إلى إضراب الأسرى الفلسطينيين، مهاجما المواقف الرسمية الفلسطينية 'التي تعمل على إفشال إضرابهم بالتواطؤ مع الجهات الإسرائيلية والأميركية'.

د. إغبارية: عرضوا على والدي إطلاق سراحه شرط الابتعاد عن العمل في القدس والأقصى فرفض

وألقى كلمة أهالي 'عشاق الأقصى' نجل الأسير د. سليمان أحمد، د. أنس إغبارية، وتقدّم في مستهلها بالشكر إلى الأجسام الداعية للأمسية وإلى كل الجهات تواكب المعتقلين وتساندهم في المحاكم والفعاليات المختلفة، كما أرسل تحياته إلى 'الأسرى المضربين عن الطعام في مواجهة الظلم والسجّان الإسرائيلي'.

وأكد أن 'إضراب الأسرى سينتصر على السجّان رغم الصعاب والمعوقات الكثيرة'.

وخاطب د. إغبارية والده وإخوانه الأسرى 'عشاق الأقصى' بالقول 'أنتم ربيعنا العربي الذي سيزهو من خلال نوافذ زنازينكم، ننحني أمام صبركم وثباتكم وإرادتكم، أحيي أهلكم جميعا، ونحن على أعتاب شهر رمضان الكريم وعلى بعد أيام منه، سنفتقدكم يا أسرانا على موائدنا وفي صلواتنا وفي سحورنا، سنفتقدك أيها الوالد المغوار يا صاحب الهمّة العالية والإرادة الصلبة، سنفتقدك يا دكتور سليمان، والعم أبا حبيب، والعم أبا حمزة، وأخي محمد حربي، وصديقي العزيز محمود أحمد، سنفتقد الحاج إسماعيل لهواني، سنفتقدكم جميعا يا عشاق الأقصى، سأفتقدك يا والدي الحبيب، ستفتقدك زوجتك وأبناؤك وكل أحبابك، لكننا على يقين أنك وإخوانك على موائد أفضل من موائدنا، ونحن على يقين أنكم في صحبة أطهر أهل الأرض وهم أسرانا الأحرار، منكم نستمد المعنويات، أنتم أصحاب الهمّة العالية التي لن تنكسر'.

وكشف د. إغبارية عن مفاوضات أجرتها الجهات الإسرائيلية مع والده ساومته خلالها على إطلاق سراحه مقابل الاعتراف بالتهم الموجهة إليه والابتعاد عن خدمة القدس والمسجد الأقصى.

وقال في السياق: 'حاولوا كسر إرادتك يا والدي، ولعلها المرة الأولى التي أكشف فيها عن مفاوضات جرت مع الوالد الدكتور سليمان، على أن يتم إخراجه من السجن، شريطة أن يعترف بالتهم ويبتعد عن العمل في القدس والأقصى، لكنه رفض العرض وقال لهم: هذه ثوابت من ثوابتنا، ثم عرضوا عليه أن يبقى في السجن لعامين، لكنه رفض وقال: أبدا لن أوقع ولن أوافق، وعرضوا عليه أن يمكث عاما واحدا، لكنه رفض وقال لا تساوموني على حريتي، وعرضوا عليه السجن 8 أشهر، فرفض وقال: أبدا لا تساوموني على حبي وعشقي للأقصى، ثم أخيرا فاوضوه على أن يسجن 4 أشهر، فرفض العرض وقال لهم: لو بقيت لسنوات داخل هذه الزنازين لن أستكين أبدا، وسأبقى أعمل لصالح مجتمعي وبلدي وشعبي والقدس والأقصى الشريف'.

ثم كانت مداخلة قانونية للمحامي محمد صبحي، تطرق خلالها إلى لائحة الاتهام الموجهة إلى 'عشاق الأقصى' وناقش اللائحة باعتبارها 'تشكل بكل ما فيها ملاحقة سياسية وتجريم للعبادات الإسلامية والتي من ضمنها الحث على تقديم المساعدة للناس وتفطير الصائمين ومساعدة الأيتام'.

واستعرض عددا من البنود و'الجرائم' التي ارتكبها عشاق الأقصى، بحسب لائحة الاتهام، ومن بينها ترميم مسجد 'الحمولة' في ترشيحا وترميم مسجدين في النقب، وتوزيع وجبات إفطار على الصائمين في الأقصى، وتوزيع طرود غذائية على عائلات مستورة في القدس، وتوزيع حقائب مدرسية على عائلات في القدس وترميم بيوت في القدس!!

وقال صبحي: 'نحن أمام لائحة اتهام هي الأولى بعد قرار حظر الحركة الإسلامية عام 2015، والأولى من ناحية تجريم الثوابت والعبادات الإسلامية'.

ونوّه إلى أهمية أن يعرف الناس بنود لائحة الاتهام الموجهة إلى 'عشاق الأقصى' الدكتور سليمان وإخوانه، لأن الإعلام الفاسد، كما وصفه، بث معلومات مضللة عن لائحة الاتهام وكأنها مرتبطة بـ 'تبييض الأموال' بهدف تصوير المعتقلين كمن يقومون باختلاس الأموال لجيوبهم.

ولفت صبحي إلى أن 'لوائح الاتهام تقسم إلى قسمين، الأولى موجهة للدكتور حكمت نعامنة وإخوانه، واتهموا بالرباط في الأقصى وشد الرحّال، واللائحة الثانية الموجهة للدكتور سليمان أحمد وإخوانه وشركة 'الأمان للبناء والإنسان'، والتي يرأسها عمر غريفات، وهو يخضع للحبس المنزلي، ويديرها مصطفى إغبارية'.

وأضاف أن 'لائحة الاتهام تقول إن المتهمين قاموا بمشاريع لدعم القدس والمسجد الأقصى، وإن هذه المشاريع هي استمرار لنشاط الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا'.

وأشار إلى أن 'لائحة الاتهام تعرّف الحركة الإسلامية تعريفا عاما فهي هيئة غير مسجلة أصلا، وتدعي اللائحة أن الأخوة قاموا بـ15 مشروعا في القدس والأقصى والداخل الفلسطيني، والقسم الآخر من اللائحة يتحدث عن مشاريع هدفها دعم ثبات أهل الداخل الفلسطيني'.

وقال صبحي في ختام مداخلته، إن 'هذه لائحة فريدة من نوعها، جعلت العبادات تحت حكم القانون، وهذه سابقة على كل شعبنا أن يدرك مدى خطورتها، ولا يستغرب أن تقدم مستقبلا لائحة اتهام ضد شخص يصلي، لأن صلاته تشبه صلاة الحركة الإسلامية، فإذا أثبتت الدولة هذه الادعاءات فعلينا أن نعرف أننا إزاء أخوة عرفوا قبلتهم ومارسوا فهمهم للإسلام وما قاله نبيهم صلى الله عليه وسلم: 'إذا كان بيد أحدكم فسيلة قبل قيام الساعة فليغرسها'، إنهم لم يمارسوا فهمهم لدينهم كما يريد المدعي العام الإسرائيلي'.

وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، وهاجم خلالها من وصفهم بأصحاب 'خطاب الهزيمة'، ممنّ يعتبرون أن 'عشاق الأقصى' وأنصارهم يتبنون خطابا حماسيا وغير واقعي، جلب عليهم الويلات!!'.

كما هاجم الشيخ خطيب أيضا 'لقاء الرئيس الأميركي ترامب بخمسين من حكام الدول العربية والإسلامية في الرياض' ووصفه بـ'العار' مندّدا بـ'علماء السلاطين ممن أفتوا لهؤلاء الحكام بفعلتهم هذه، في الوقت الذي غادرهم ترامب إلى القدس المحتلة ليقبل حائط البراق باعتباره حائط 'المبكى' المسمى الاحتلالي لحائط البراق'.

هذا وقدّمت خلال الأمسية أنشودة ملتزمة بعنوان 'أبي أنت حر وراء السجون'، تم عرضها على شاشة كبيرة تحمل صور وأسماء 'عشاق الأقصى' كما تضمنت الأنشودة لقطات من مسيرة 'العشاق' وأثناء عرضهم على المحكمة.

 

التعليقات