"مؤبد مفتوح"... وثائقي لمسيرة عميد الأسرى كريم يونس

يتحدث عن الحياة الشخصية والنضالية للأسير كريم يونس، والذي قضى 34 عاما من عمره داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ومحكوم بالسجن مدى الحياة، وهو يشكل نموذجا لمعاناة الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان وتضحياتهم المستمرة من أجل شعبهم وقضيتهم.

"مؤبد مفتوح"... وثائقي لمسيرة عميد الأسرى كريم يونس

عرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني ومفوضية الأسرى في غزة ومحافظة رام الله والبيرة، اليوم الثلاثاء، في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بالبيرة، فيلم مؤبد مفتوح الذي يوثق مسيرة المناضل كريم يونس، عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذي مضى على اعتقاله أكثر من 34 عاما، وذلك بحضور ذوي الأسير وعشرات الفلسطينيين من الداخل، إضافة لشخصيات رسمية وشعبية.

الفيلم مدته ساعة من إنتاج مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح في غزة، يتحدث عن الحياة الشخصية والنضالية للأسير كريم يونس، والذي قضى 34 عاما من عمره داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ومحكوم بالسجن مدى الحياة، وهو يشكل نموذجا لمعاناة الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان وتضحياتهم المستمرة من أجل شعبهم وقضيتهم.

واتهم يونس بالانتماء إلى حركة فتح والمشاركة في قتل جندي إسرائيلي والاستيلاء على سلاحه، وألقي القبض عليه في السادس من كانون الثاني/ يناير 1983.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، عيسى قراقع، 'هذا الفيلم يمثل رسالة تضامن ومحبة ووفاء لأسرانا جميعا من خلال رمز الحركة الفلسطينية الأسيرة كريم يونس'.

وأضاف قائلا، بعد عرض الفيلم، إن 'كريم يونس يقضي أطول فترة في السجن في العالم، حوالي 35 عاما، وهي رسالة لكل العالم أن حرية الأسرى مفصل أساسي لأي عملية سلام في العالم'.

ويرى قراقع أن الفيلم يقدم صورة عن 'الفلسطيني الذي يضحي بسنوات عمره من أجل حريته والانعتاق من براثن الاحتلال'.

وقال 'عرضنا الفيلم في عدد من المهرجانات في الخارج، وهذه المرة الأولى التي يعرض فيها في رام الله وسيتم عرضه في محافظات أخرى داخل الوطن'.

وأضاف قراقع، 'لولا الأمل لما صمد كريم 35 عاما،المناضلون يناضلون بالأمل والحرية والانتصار، وكريم مشبع بالأمل ولولا الأمل لانهار كريم وتحطم منذ زمن بعيد، وهو نموذج لآلاف الأسرى الآخرين الذين يقبعون في سجون الاحتلال ويعيشون على الأمل ويتطلعون إلى المستقبل، إلى ذلك اليوم الذي يعودون فيه أحرارا سالمين إلى بيوتهم'.

وقالت والدة يونس، في تصريحات للصحافيين بعد عرض الفيلم، وقد أعياها طول انتظار الإفراج عن ابنها 'آخر مرة زرته كانت قبل شهر، وأنا بانتظار إنه يطلع من السجن ونعمله كل شي'.

وقال نديم يونس شقيق الأسير إن الفيلم يتعرض لمأساة كريم يونس عميد الأسري الفلسطينيين الذي تم الزج به في السجن منذ 34 عاما، وكان عمره وقتها العشرين والآن صار عمره 53 عاما، وكان لا يزال طالبا بالجامعة، لكنه استطاع وهو بالسجن أن ينهي دراسته الجامعية والدراسات العليا ويؤلف الكتب ويصبح نموذجا وقدوة للشباب الفلسطيني.

وعرض الفيلم مشاهد مؤثرة لأسرة كريم وخاصة والدته العجوز صبحية وهبي التي تعيش علي أمل الإفراج عنه وعودته إليها، والتي تتحدث وحزنا دفينا يطل من عينيها لكنها تخفي دموعها وتحاول أن تبدو قوية وهي تقول 'ربنا قادر علي كل شيء'، وتخشى أن تموت قبل أن تكتحل عينيها برؤيته مثلما توفي أبيه يوم اعتقاله، ويتحدث في الفيلم أشقائه الذين ينتظرون عودته وأصدقائه وشخصيات فلسطينية.

تتحدث الوالدة في لقطات كثيرة من الفيلم، الذي يمتد لقرابة الساعة، عن مشاعر الأم التي كانت دائما بانتظار الإفراج عن نجلها ضمن صفقات التبادل التي جرت في العام 1985، وبعدها بين التنظيمات الفلسطينية وإسرائيل أو بعد التوقيع على اتفاق أوسلو في العام 1993.

ويقدم العديد من رفاق يونس في السجن، الذين أفرج عنهم، شهادات بحقه، ويصفه العديد منهم فيها بأنه' قائد لم يدخل السجن قلبه رغم أنه في قلب السجن'.

وروى الأسير المحرر في صفقة التبادل عام 1985، منير منصور، كيف تراجعت إسرائيل في اللحظات الأخيرة عن الإفراج عن يونس، بعد أن كان في طريقه إلى الحافلة التي كانت ستنقل الأسرى المفرج عنهم في تلك الصفقة، بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة.

ويعرض الفيلم كيف رفضت إسرائيل أثناء محادثات مع الجانب الفلسطيني من أجل إطلاق سراح الأسرى، أثناء مفاوضات أوسلو، أن تشمل تلك المحادثات أسرى الداخل الفلسطيني، ومن بينهم يونس ابن وادي عارة.

وعاش الأهل على أمل الإفراج عن يونس مرة أخرى عندما توصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية أميركية، في 2014، يقضي بالإفراج عن 103 من الأسرى قبل اتفاق أوسلو وكان من بينهم يونس.

وتلاشى هذا الأمل عندما تراجعت إسرائيل عن تنفيذ الاتفاق الذي قسم إلى أربع مراحل، وكان يونس في المرحلة الأخيرة التي تراجعت إسرائيل عن تنفيذها، ليبقى مع آخرين رهن الاعتقال.

وينقل رفاق يونس عنه خشيته أن ترحل والدته عن الحياة قبل أن يفرج عنه من السجن، علما أن والده توفي في 2013 دون أن يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه.

اقرأ/ي أيضًا | 'يوم للستات' في بلد الأيام فيه عليهن

وخلال العرض تم تكريم والدة الأسير كريم يونس من قبل الهيئة ومحافظة رام الله وحركة فتح.

التعليقات