مجد الكروم: المئات يؤازرون غطاس قبل دخوله السجن

أجمع المتحدثون في المهرجان الشعبي الذي احتضنته قرية مجد الكروم، مساء أمس الخميس، على أن ما قام به النائب السابق والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، د. باسل غطاس، من تضحية في سبيل إسناد الأسرى ودعمهم في قضاياهم العادلة والإنسانية تجاه ما يتعرضون له من سياسة قمع وتنكيل

مجد الكروم: المئات يؤازرون غطاس قبل دخوله السجن

أجمع المتحدثون في المهرجان الشعبي الذي احتضنته قرية مجد الكروم، مساء أمس الخميس، على أن ما قام به النائب السابق والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، د. باسل غطاس، من تضحية في سبيل إسناد الأسرى ودعمهم في قضاياهم العادلة والإنسانية تجاه ما يتعرضون له من سياسة قمع وتنكيل وتضييق من قبل المؤسسة الإسرائيلية، هو عمل إنساني وراقٍ، وواجب وطني على كل فلسطيني.

واستهل الاجتماع بكلمة من الكاتب سهيل كيوان، الذي تولى عرافة المهرجان، حيث توجه بالشكر للحضور على تلبيتهم الدعوة ومتمنيًا لغطاس الخير ومزيدًا من العطاء، وجاء في كلمته 'نحن على ثقة بأن السجن سيكون فرصة استراحة بالنسبة لك أيها الباسل، على أن تستغلها في الإبداع لتنطلق بعدها من جديد بروح وعزيمة أقوى وأكبر'.

وأضاف 'لقد حلقت بقضية الأسرى فأدخلتها إلى كل بيت في فلسطين والشتات، حيث أرسلت قضيتهم ومطالبهم إلى أبعد الحدود، وقمت بتأدية الرسالة بأكثر ما يمكن من الأمانة والشجاعة، فنحن فخورون بك كونك مثلتنا وستبقى تمثلنا دائما، لقد رفعت سقف ما هو مرجو من عضو البرلمان وقمت بتغيير قوانين اللعبة وقلت إن البرلمان ليس منتهى طموحنا وليس أعلى ما نستطيع فعله، وشددت على أننا شعب مصر على الحياة بحرية وبكرامة وبكامل الحقوق'.

وأشار إلى أن 'د. باسل غطاس نجح في إثارة قضية الأسرى التي تلاها إضراب الكرامة الذي أسفر عن نيل الأسرى بعض حقوقهم الإنسانية البسيطة والأساسية التي سلبت منهم'

وأكد أن 'السجن للجبناء والمجرمين قبر وللأحرار باب إلى الحرية والحياة، هكذا كان مانديلا والبرغوثي وآلاف أسرى الحرية في فلسطين ومئات الآلاف في الوطن العربي والملايين في العالم، فلك يا باسل في القلب محبة من كل مجدلاوي وفلسطيني'.

وتحدث بعدها رئيس مجلس محلي مجد الكروم، سليم صليبي، وقال إنه 'لشرف عظيم أن تستضيف قرية وطنية مثل مجد الكروم القائد د. باسل غطاس، ومن خلال هذا المهرجان نطلق صرخة واحدة بأننا وقلوبنا معك يا باسل وسنبقى إلى جانبك'.

وتابع 'من هنا نوجه رسالة للسلطات الإسرائيلية أنه ليس جديدًا عليها محاربتنا وملاحقة قياداتنا وكل ما هو وطني في هذه البلاد، ومن هذا المنطلق نؤكد أن سياسة القمع التي تنتهجها حكومة اليمين المتطرف لم ولن تخيفنا وسنواصل نضالنا الوطني رغم كل الأساليب، لا سيما وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ملاحقة قياداتنا وأحزابنا وحركاتنا'.

وأكمل أن 'قياداتنا في الواجهة وتدفع ثمن حريتها من أجل الجماهير العربية، ومن هنا نقول إننا نفتخر بهم ولا بديل عنهم رغم كل محاولات المؤسسة الإسرائيلية من أجل الزج بهم وتهميشهم'.

وأنهى حديثه قائلًا 'من هنا نقول لباسل أننا عرفناك مخلصا من خلال عملك البرلماني، وإنه لفخر واعتزاز أن تنضم لقافلة أسرى الحرية لتنتقل إلى نضال آخر مع أسرانا داخل السجون، ونحن على ثقة بأن السجن لن يوقف مسيرتك النضالية بل على العكس سيكون بمثابة مرحلة جديدة'.

ورحبّ رئيس رابطة الأسرى المحررين، الأسير المحرر منير منصور، بالدكتور باسل غطاس والحضور، واستهل كلمته قائلا 'إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر'.

وأكد أن 'باسل يعد جزءًا طبيعيًا من قريتنا، حيث شارك الناس في أفراحها وأتراحها، واليوم نحن نستضيفه وهو مقبل على خطوة متميزة ونوعية نحتفي من خلالها بدخوله السجن بعكس المألوف بعد أن قدم التضحية من أجل حرية شعبه واستقلاله، وكلنا أمل بأن يكون نموذجا يحتذى به من قبل جماهيرنا العربية'.

وتابع منصور 'أقول ذلك بعد إضراب طويل عن الطعام خاضه أسرانا البواسل في غياهب السجون من أجل تحصيل حقوق إنسانية بسيطة تجعل من حياتهم أقل صعوبة ومعاناة في ظل احتدام المعركة بين السجناء والسجان، حيث تضوروا جوعا دون أن تهتز مشاعر أبناء شعبنا وذلك ما لمسناه من خلال الفعاليات التي دعت إليها لجنة المتابعة والتي لم ترتق للمستوى المطلوب، ولعلّ ذلك أصعب ما يشعر به الأسرى نتيجة اللا مبالاة تجاههم بعدما ضحوا بأنفسهم من أجل حرية واستقلال شعبهم، لذلك المطلوب منا الدعم المعنوي للأسرى إلى أن ينعموا بالحرية'.

وتابع 'من هنا نحيي الدكتور باسل على ما قدمه ولا زال يقدمه من أجل الأسرى وقضيتهم العادلة، حيث ضحى بمنصبه وماله وموقعه الحزبي ليذهب حتى النهاية في دعم الأسرى الذين أحبهم وأحبوه، ولأجل ذلك فهو يستحق منا كل التقدير والاحترام على أن يشكل نموذجا حقيقيا لكل المناضلين والقيادات وأبناء شعبنا'.

وجاء في كلمة النائب السابق والقيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، د. باسل غطاس، أن 'مجد الكروم لها مكانة خاصة في قلبي خصوصًا وأنها قرية وطنية وأصيلة استشهد عدد من أبنائها دفاعا عنها، وعليه لا بد من إقامة نصب تذكاري لهم كي نرسخ السيرة والرواية الفلسطينية بين صفوف الأجيال الصاعدة'.

وأشار إلى أن 'أكثر ما يشغل بال الأسرى داخل السجون الإسرائيلية هو الاهتمام بهم من قبل عوائلهم وأبناء شعبهم تجاه ما قدموه من تضحية، ومن هذا المنطلق أقول نحن مقصرون في ذلك باعتبار أنها قضية كبيرة تعجز عنها الرابطة لوحدها وأهالي الأسرى الذين لا نلتفت لمصيرهم ومعاناتهم عند توجههم للقاء أبنائهم، حيث يخرجون من منازلهم في ساعات الفجر إلى أن يعودوا أدراجهم في ساعات المساء من أجل لقاء مدته 45 دقيقة'.

وأضاف 'كلي أمل بأن تساهم القضية التي مررت بها في تسليط الضوء على قضية الأسرى على صعيد الداخل الفلسطيني ووضعها على سلم أولوياته، مع الإشارة إلى أن هناك اهتمام كبير في مناطق الضفة والقطاع إسنادا للأسرى تجاه ما يتعرضون له من تنكيل وإهمال استعماري وصهيوني'.

وشدد على أن 'درجة التنكيل والشر والوحشية بحق الأسرى لا يمكن قياسها بالمقاييس العقلانية وما هي إلا ممارسات نازية بحق الفرد الفلسطيني، وكل ذلك بحجة تهديد أمن إسرائيل

وأوضح أنني 'لم أكن أتمنى أو أخطط كي أدخل السجن وكنت أفضل عدم الكشف عما قمت به، وبالأخير هذا ما حدث ولست بنادم على شيء لا سيما وأنني قمت بذلك لأسباب إنسانية وضميرية، مع الإشارة إلى أنني قد أدفع ثمن ما إلا أن ذلك لا يقاس بالثمن الذي دفعه ولا زال يدفعه أبناء شعبي في السجون الإسرائيلية'.

وختم غطاس بالقول إنني 'وللمفارقة سأكون الشهر المقبل أسيرا في سجن 'جلبوع' الذي كنت أزور الأسرى فيه، وهذه تجربة فريدة، وبدوري سأستغلها حتى النهاية سواء إن كان بالعمل من داخل السجون أو التحضير لما بعد الخروج من خلال الكتابة والقراءة، علمًا أن أكثر ما يقويني هو الالتفاف الشعبي من حولي والتضامن معي من قبل أبناء شعبي، الأمر الذي يبعث الثقة في نفسي بأن شعبنا طيب رغم كل المآسي التي مر بها وذلك كنز بحد ذاته سأقوم بأخذه معي إلى السجن'.

 

التعليقات