شقيقة الأسير الرجبي: العائلة تستعد لاستقباله رغم قرار إبعاده عن حيفا

تحدثت شقيقة الأسير منير، سمر الرجبي، لـ"عرب 48" عن استعدادات العائلة لاستقباله، بعد غيابه بسبب أسره لمدة 20 عاما، وعن نية السلطات الإسرائيلية إبعاده عن حيفا.

شقيقة الأسير الرجبي: العائلة تستعد لاستقباله رغم قرار إبعاده عن حيفا

الأسير منير الرجبي

تستعد عائلة الأسير منير الرجبي (50 عاما) لاستقبال ابنها، وهو من مواليد مدينة القدس ومن سكان حيفا، وذلك بعد قضاء 20 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث تم اعتقاله يوم 17 آذار/ مارس 2003، وسينال حريته يوم الأحد المقبل.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن وزارة الداخلية قررت إبعاد الرجبي دون الكشف عن المكان، إذ يرجح أن يكون ذلك إلى قطاع غزة المحاصر أو الضفة الغربية المحتلة.

ووفقا للقناة فإن الرجبي ساعد منفذ عملية الحافلة 37 في حيفا، والتي نفذت في آذار/ مارس 2003، وأسفرت عن مقتل 17 إسرائيليا، حيث أشارت القناة إلى أن عائلات الضحايا طالبت السلطات الإسرائيلية عدم إعادة الرجبي لمنطقة سكنه، علما أن بعض العائلات هددت بالتعرض له.

وعن استعدادات العائلة لاستقبال ابنها بعد تحرره، قالت شقيقة الأسير منير، سمر الرجبي، لـ"عرب 48" إنه "سنقوم باستقباله استقبالا يليق بمكانته لدينا، ولكن سنحاول قدر الإمكان ألا نحدث ضجيجا أو صخبا قد يؤثر عليه أو على مستقبليه مستقبلا، حيث أن السلطات الإسرائيلية تتربص بالأسرى المحررين، وقد تتذرع بأي حجة لاعتقاله مجددا أو أحد أفراد الأسرة".

وأكدت سمر الرجبي أن غياب شقيقها عن العائلة، وأسره في غياهب السجون، قد أحدث جرحا عميقا في القلب، مشيرة إلى أن "منير بالنسبة لنا الأخ والصديق، والسند لعائلته، وهو كل شيء بالنسبة لنا، وكان يقوم برعايتنا، وعلى كافة المستويات الصحية والتعليمية، وهو الذي أنفق عليّ أثناء دراستي، بالتعاون مع أخي الشهيد حافظ رحمه الله، وأنا معلمة منذ عشرين عاما والفضل الأكبر يعود لشقيقي منير، وقد ترك اعتقاله فراغا عاطفيا ونفسيا بالنسبة لنا لا يعوض من بعده، فكل النوائب وصروف الدهر التي مرت علينا بعد اعتقاله لا تذكر أمام مصابنا بغيابه عنا، فالشقيق الغالي غاب وغاب معه كل شيء جميل. علاقتنا داخل الأسرة متينة للغاية وهي فوق كل تصور".

ووصفت الرجبي الفترة الأولى من اعتقال شقيقها بأنها الأشد ألما عليه وعلى العائلة، وقالت إن "منير اعتُقل ولم يكن عمره قد تجاوز الثلاثين عاما بتهمة ظالمة. عندما اعتُقل ظننا أن تهمته بسبب شجار مع أحدهم ولم يخطر في بالنا أبدا أن تكون تهمته أمنية، فهو إنسان متزن ولا سوابق جنائية لديه، وكان اعتقاله بمثابة صدمة لنا، ورويدا رويدا بدأنا نفهم ماهية التهمة التي أودع السجن بسببها. كان في البداية بسجن جلبوع، وكانت المدة الأكثر صعوبة وإيلاما لنا وله، وامتدت هذه المدة لست سنوات متتالية، فقد كانت الزيارات مقيدة بشدة، وكنا نعاني من صعوبات جمة، إضافة لخوف كبير عندما نقوم بزيارته. انقطع التواصل فيما بيننا، إلا عن طريق المراسلة، واستغرقت الرسائل وقتا طويلا حتى وصلتنا، أحيانا ما بين ثلاثة وستة أسابيع، وهذا كان يسبب لنا وله ضيقا، إذ كان ينتابني القلق عندما تتأخر رسالته بالوصول إلينا، والأمر ذاته بالنسبة إليه، وكنت وحدي من أراسله، وأنقل له من خلال الرسائل كل الأخبار عن العائلة، وكان يحدثني عن معاناته وحياته داخل السجن".

وعن معاناته في التنقل من سجن إلى آخر، قالت إن "أخي تنقل بين عدة سجون، وكما أسلفت لكم فقد كان في سجن جلبوع، ثم تم نقله إلى سجن ريمون، جنوبي البلاد. لقد كان وجود منير يحمل كل معاني السعادة بالنسبة لنا، وغيابه حمل لنا الحزن والتعاسة. كان يعمل في صناعة الأحذية بمصنع في حيفا، وكان يزورنا كل أسبوع أو أسبوعين حيث كنا نقطن في بئر السبع. لم يسبق لأخي الزواج، وبإذن الله سأسعى جاهدة لتزويجه عندما ينال حريته. لم أقم بزيارته منذ ثلاث أو أربع سنوات بناءً على طلبه، نظرا للتضييق المفروض على الأسير وذويه، وكنا نتواصل بين الفينة والأخرى، إلا أن أختي الكبرى سحر كانت تقوم بزيارته لإعطائه ملابس جديدة ونظيفة، وهذا الأمر مطلب ضروري لكل أسير".

وعن التهديد الإسرائيلي بعدم السماح للأسير الرجبي بالعودة إلى حيفا، قالت إنه "أتمنى لشقيقي الفرج العاجل، هو ورفاقه وكل معتقل وأسير يقبع في السجون. بالنسبة لهذا التهديد فإن أخي لم يوقع على أية مستند حتى يحصل على استشارة من محاميه. وأسأل الله أن يمن علينا وعلى ذوي كافة الأسرى بالصبر، فنحن نعيش الألم والمعاناة".

التعليقات