في لقاء معه على " الجزيرة "، د. زحالقة: نحن ذخيرة لفضح سياسات إسرائيل أمام العالم

زحالقة: " هل يتخيل أحد من المشاهدين أن تقوم دولة باستخدام قوانين عنصرية ضد أقليات من الأتراك، أو أن تقبل روسيا أن تسن قوانين ضد أقليات روسية في أي مكان في العالم؟ إسرائيل لا تخاف من العرب عندما تسن مثل هذه القوانين ضدنا، لأنها لا تخاف من العرب."

في لقاء معه على

 

 

حل الدكتور جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي في الكنيست، ضيفا على البرنامج التلفزيوني " مباشر مع "، والذي بث يوم أمس الأحد على قناة الجزيرة مباشر.
 
وتناول اللقاء موضوعة تعديل " قانون المواطنة " الاسرائيلية، ومجموعة من القوانين الأخرى التي توصف " بالعنصرية " من جهات عربية وإسرائيلية عدة.
 
وأشار زحالقة خلال اللقاء بأن إسرائيل جدية في مطلبها باعتراف الفلسطينيين والعرب بها على أنها " دولة يهودية "، وهي برأيه خطوة ليست تكتيكية، بل تقع ضمن مخطط استراتيجي لتثبيت اعتراف العالم بإسرائيل كدولة يهودية."
 
وأوضح د. زحالقة بأن فلسطينيي الداخل في أمس الحاجة اليوم إلى الدعم العربي، وأنه لا يعقل أن يتجاهل العالم العربي العنصرية الموجهة ضد هذا الجزء من العالم العربي، والأمة العربية.
 
وبين زحالقة أن ما تقوم به إسرائيل تجاه مواطنيها من الفلسطينيين، وطبيعة صراعهم معها وتصديهم لسياساتها، يعتبر " ذخيرة لكل من يريد استخدامها في العالم العربي لمحاصرة اسرائيل وفرض عقوبات عليها ولجم عنصريتها (...) نحن طرقنا باب العالم العربي وتحدثنا مع العالم العربي، والجامعة العربية، وباعتقادي لا يعقل أن يتركنا العرب لوحدنا."
 
وأضاف: " نحن كجزء حي من الشعب الفلسطيني ومن العالم العربي، ومع ممارسة إسرائيل ما تمارسه ضدنا، فإنه لا يعقل أن تكون ( إسرائيل ) بالمقابل تريد تسوية سياسية مع العالم العربي، ما يحدث معنا، يكشف حقيقة النوايا الاسرائيلية، وأنا أدعو العرب إلى أن يصحو من الأوهام.. إذا كان الهدف قريب المدى، هو لجم العنصرية الاسرائيلية، فإنه لا بد من وجود حملة من هذا النوع.. سحب سفراء، مقاطعة لإسرائيل، وقف المفاوضات."
 
" الحكومة الاسرائيلية يمكن حشد ضغط دولي عليها لأنها معروفة بتطرفها، ويمكن استغلال قوانينها العنصرية لفضح ديموقراطيتها المزيفة، وبأنها غير موجودة على أرض الواقع."، قال أيضًا.
 
وتساءل زحالقة: " هل يتخيل أحد من المشاهدين أن تقوم دولة باستخدام قوانين عنصرية ضد أقليات من الأتراك، أو أن تقبل روسيا أن تسن قوانين ضد أقليات روسية في أي مكان في العالم؟ إسرائيل لا تخاف من العرب عندما تسن مثل هذه القوانين ضدنا، لأنها لا تخاف من العرب."
 
مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال أمرٌ مفروغ منه
 
وحول مشاركات المشاهدين وتعليقاتهم، والتي أشارت إلى المقاومة كخيار وحيد للتعامل مع إسرائيل، وأنه لا تنفع معها المفاوضات، لأن إسرائيل لا تريد أن تتنازل عن شبر واحد من الأرض، قال زحالقة معلقا: " أولا أنا أتفهم هذا الغضب العربي من كل من تحدث عن المفاوضات، لأن الكل يعرف أنه لا جدوى من المفاوضات، والشعب الفلسطيني لم ينجز أي شيء عن طريق المفاوضات... أي تحليل منطقي للأوضاع السياسية، يوصلنا إلى استنتاج يفيد بأنه لا تفاهم مع إسرائيل حتى وإن كان ذلك مع أكثر الفلسطينيين قبولا للتنازل؛ ثم إن المفاوضات تعزز التوجهات اليمينية في إسرائيل وتدعم الاستيطان والتوجهات العنصرية... اليوم هناك إجماع في العالم العربي بأنه لا يوجد مجال مفيد للتفاوض مع إسرائيل، بعد 17 عاما، والشيء الوحيد الذي يمكن إحرازه هو الضغط على إسرائيل... الشعب الفلسطيني وقع تحت الاحتلال، وله الحق في مقاومة الاحتلال، وهذا أمر مفروغ منه."
 
وبين زحالقة بأن إسرائيل عندما ذهبت لأنابوليس كانت تخطّط لضرب غزة، وأنها تستغل المفاوضات لضرب الشعب الفلسطيني. " تسيبي لفني قالت ذلك بوضوح:  ( نحن نفاوض الفلسطينيين الجيدين، ونعاقب الفلسطينيين السيئين...)، ويجب عدم منح إسرائيل هذا الغطاء، وعلى الجانب الفلسطيني وضع شروط واضحة للبدء في التفاوض، لا يعقل أن تكون هناك مفاوضات مع استيطان" قال زحالقة.
 
وأشار إلى ضرورة الحديث عن القدس عندما يتم تناول موضوع الاستيطان، والتأكيد على وقف تهويد المدينة، وأنه يجب وضع شروط فلسطينية حول القدس، وأن يكون هناك تأكيد على وجود مرجعية في اتخاذ القرارات... مرجعية عربية ودولية.
 
وعن احتمالات منع تمرير القانون في الكنيست مع معارضة حزب العمل له، قال زحالقة: " نحن نفعل ما نستطيع حتى نجند أصواتا ضد المشروع، ولكن ليس لدينا أوهاما.. عند التصويت في الكنيست، تفرض الأحزاب على أعضائها أن يصوتوا إما مع أو ضد، وبالتالي، ووفق حساباتنا، فهنالك غالبية مطلقة."
 
سيعلن فلسطينيو الدّاخل العصيان لو فرض عليهم القسم
 
وأفاد زحالقة بأن " قانون المواطنة " الجديد يتحدث عن الذين يطلبون الحصول على الجنسية الاسرائيلية حتى يعيشوا مع عائلاتهم داخل إسرائيل، مبينا أن هناك آلاف العائلات الفلسطينية الممزقة، وهناك مواطنون يحملون جنسية سرائيلية يريدون العيش مع زوجاتهم العربيات والفلسطينيات ممن لا يحملنها، والقانون الاسرائيلي الحالي يمنعهم من العيش مع بعضهم داخل إسرائيل، " القانون الجديد يقول: كل من يريد أن يعيش مع عائلته، عليه أن يعترف بإسرائيل يهودية وديموقراطية... أي أن يرضخ للاذلال الاسرائيلي، وبمواطنة من الدرجة الثانية وبعدم المساواة، لأن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية فيه نوع من الإذلال للفلسطيني."
 
أما عن اقتراح حزب ليبيرمان " يسرائيل بيتينو "، فبين زحالقة بأنه يلزم كل فلسطينيي الداخل بقسم الولاء لدولة " إسرائيل يهودية وديموقراطية "، مشيرا إلى أنه في حال سن مثل هذا القانون، فإن الفلسطينيين في الداخل سيعلنون العصيان المدني: " قبل 6 أشهر قلنا إننا في مثل هذه الحالة، سنعلن العصيان المدني، وسنعلن التمرد، وسنرفض أداء هذا اليمين، وهذا سيدخلنا في مواجهة مع الاسرائيليين."
 
" نحن لسنا عنصريين، وصراعانا مع الصهيونية لا مع اليهوديّة.. "
 
وفي إجابة على سؤال طرحته مقدمة البرنامج على زحالقة: " هل أنتم مع جلب اليهود غير المتصهينين للوقوف مع الجانب الفلسطيني؟ "، أجاب زحالقة بأن الخطاب الفلسطيني القومي الذي يحمله هو خطاب غير عنصري، ولا يعادي اليهود، وأنه له موقف من الصهيونية ويعاديها، وأن " كل يهودي معادٍ للصهيونيّة هو حليف لنا ".
 
وأكد أنه لا يمكن أن تكون هناك مصالحة تاريخية بين الشعب اليهودي والشعب العربي الفلسطيني، إلا بعد أن تنتهي الهيمنة الصهيونية، ففقط بانتهائها يمكن ضمان حياة كريمة وعادلة وآمنة وهادئة، مقارنا بين نظام الأبرتهايد ونهايته مع الصهيونية، إذ جرى الحديث عن شكل التسوية السياسية التي حدثت بين البيض والسود في جنوب إفريقيا فقط بعد أن هزم الأبرتهايد، وتم الاتفاق بعد ذلك على دستور وعلى كل الأمور السياسية الأخرى. " العنصرية يجب أن تهدم "، قال زحالقة.
 
وأضاف: " الدعاية السياسية الاسرائيلية اليوم، هو وصف كل من يعادي الصهيوينة بأنه معاد لليهودية والسامية، كل خطاب يتوجه بالعدائية لليهود يفيد إسرائيل، وهو يصب الزيت في محركاتها الدعائية، كل من يتحدث عن عداء لليهود هو يخدم اسرائيل مهما كانت نواياه."
 
" الوحدة الكيانية للشعب الفلسطيني يجب أن تكون الأساس "
 
هذا واتصل أحد اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات الشتات سائلا زحالقة: " ماذا يمكنني أن أقدم كلاجئ للفلسطينيين في الداخل؟"
أجاب زحالقة: " نحن شعب واحد، وعلينا أن نعلن لأنفسنا وأن نذوّت فينا بأن الشعب الفلسطيني شعب واحد.. لا يوجد شعب مجزأ في العالم كالشعب الفلسطيني "، وبين هنا الأنظمة السياسية التي تستخدمها إسرائيل لتشتيت الشعب الفلسطيني وتشتيه عن بعضه البعض، حيث أن اللاجئين لا علاقة لهم بالضفة، والضفة لا علاقة لها بغزة والداخل، وغزة لا علاقة لها بالداخل والضفة، والداخل لا علاقة له بالعالم العربي ولا بالفلسطينيين، وأهل القدس مفصولون عنهم جميعا، وما إلى ذلك. " هذا واقع لا يعيشه أي شعب من شعوب العالم، وإن لم نعمل على تغييره فإننا سنجد أنفسنا بعد 20 عاما، شعب ضفاوي، وغزاوي، وشعب في الداخل، وما إلى ذلك... الوحدة الكيانية للشعب الفلسطيني يجب أن تكون الأساس."، قال زحاقلة.
 
وأضاف أيضا: " نحن نحمل آلام بعضنا البعض، وباعتقادي أن الموقف السياسي الذي يتخذه أي فلسطيني هو المهم في هذا الموضوع، وهو التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قضاياه، والضغط من خلال القوى الفلسطينية لإيجاد موقف فلسطيني حازم لرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية."
 
يجب فضح إسرائيل من خلال العمل المنظّم
 
وحول ظروف الفلسطينيين في الداخل وطبيعة صراعهم مع إسرائيل، توجه زحالقة إلى " الإخوة والأخوات العرب " ليوضح لهم أنه بعد عام 1948، بقي في القسم من الأراضي الفلسطينية الذي أقيمت عليه إسرائيل جزء من الفلسطينيين يشكل حوالي 15% من الشعب الفلسطيني، وأنهم لم يختاروا المواطنة الاسرائيلية، إنما فرضت عليهم فرضا، وهم يقارعون إسرائيل منذ 60 عام على الهوية والأرض والمسكن وكافة شؤون الحياة، وهو صراع طويل، لن يحسمه هذا القانون ولا غيره من القوانين، مبينا أن العلاقات ستبقى متوترة بينهم وبين الدولة: " نحن اليوم أقوى، لدينا طاقات، نستطيع التحدث للعالم والضغط على إسرائيل."
 
وعن شكل المقاومة التي اختارها أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، أوضح زحالقة بأن كل جزء من الشعب الفلسطيني يعيش واقعا مختلفا، وبسبب الواقع الخاص الذي يعيشه فلسطينيو الداخل، فإن مقاومتهم للسياسات الاسرائليية تحددها خيارات استراتيجية باعتماد العمل المنظم الاستراتيجي غير العنيف، مشيرا إلى أن مقاومة السياسات العنصرية بحاجة إلى عمل سياسي وإعلامي، وإلى فضح إسرائيل واتخاذ إجراءات ضدها في المحافل الدولية. " نحن لا نخترع العجل هنا، نحن نستخدم أدوات استخدمتها الشعوب سابقا. الأمر المهم هنا أن إسرائيل لا تخفي عنصريتها كما في السابق، فعنصريتها مكشوفة ومفضوحة وأقنعتها منزوعة، وبالتالي فهناك حاجة إلى من يفضحها وأن يفهم العالم بأن ما يسمى بالديموقراطية الاسرائيلية هو كذبة كبيرة، وأن الحقيقة هو وجود عنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل."
 
وأشار زحالقة إلى أن الاسرائيليين يشعرون براحة نسبية لأنه لا يوجد أي ضغوط عليهم، وهم لا يخافون من العرب، " وبالتالي يأخذون راحتهم في التصرف معنا كيفما يشاؤون." أما نحن الفلسطينيون في الداخل، فإن ما نطرحه من تحديات سياسية يقض مضجعهم، ونحن يمكننا أن نكون فضيحة للديموقراطية الاسرائيلية، التي هي من أسس الدعم الدولي الذي تتلقاه اسرائيل."
 
وأوضح بأن الاسرائيليين يتعاملون مع فلسطينيي الداخل على أنهم خطر، إلى درجة أن رئيس المخابرات الاسرائيلية، صرح في يناير 2007 بأن الخطر الاستراتيجي على إسرائيل كدولة يهودية، هم الفلسطينيون في الداخل.
 
" هل تمثّل كلّ الفلسطينيين؟ "
 
وبين زحالقة في إجابة على " إذا ما كان يمثل كل الفلسطينيين "، أن لدى فلسطينيي الداخل جسم يمثل كل الفلسطينيين في الداخل وهو لجنة المتابعة، وأن هناك تيارات سياسية في الداخل الفلسطيني،  " أنا أمثل التيار السياسي القومي الديموقراطي، الذي ترأسه وأسسه الدكتور عزمي بشارة في الداخل "، قال زحالقة.
 
ولخص ما يريده الفلسطينيون بكلمة واحدة: " العدالة ".. قال: " نحن نريد الحصول على حقوقنا ذات المشروعية التاريخية، كل ما نطلبه يقع ضمن القيم الانسانية السامية: مساواة، عدالة، حرية، الشعب الفلسطيني يريد العدالة."

التعليقات