من حقيبة المدرسة إلى عدّة العمل

يستغل الفتيان فترة العطلة الصيفية للعمل وتوفير بعض المال، وفي الوقت ذاته يستغل بعض أرباب العمل الفتيان لتحقيق الهدف نفسه، متجاوزين القانون ومعرّضين أنفسهم لعقوبات صارمة

من حقيبة المدرسة إلى عدّة العمل

يستغل الفتيان فترة العطلة الصيفية للعمل وتوفير بعض المال، وفي الوقت ذاته يستغل بعض أرباب العمل الفتيان لتحقيق الهدف نفسه، متجاوزين القانون ومعرّضين أنفسهم لعقوبات صارمة

توفيق عبد الفتاح
انتهى العام الدراسي الحالي 2010-2011، لتعود عمالة الأطفال والفتيان واستغلالهم الفاحش للصدارة، حيث سينخرط مع بداية العطلة الصيفية آلاف الطلاب في مجالات الأعمال المختلفة في الزراعة والصناعة وشبكات المطاعم وغيرها، وسيكون الكثير منهم عرضة للاستغلال الفاحش كما يحدث في كل عطلة سنوية، لا سيما في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وغياب الرقابة على عمالة الأطفال، وانعدام المعرفة بالحقوق من جهة أخرى، علمُا أنّ عمل هؤلاء الطلاب يتم بموجب قوانين واتفاقيات عمل خاصة بهم تختلف عن قوانين واتفاقيات العمل المعمول بها لدى الكبار.
ومن أجل عدم استغلال هؤلاء الطلاب من قبل المشغلين، حذّرت عدد من الجهات التي تعنى بشؤون الطلاب والعمل من مغبة تجاوز المعايير والقوانين التي تحمي حقوق المشتغلين من شبيبة الطلاب، كما طالب عدد من المؤسسات المشغلين بالتقيّد بقوانين العمل ودعت العاملين من الطلاب للتوجه للاستشارة ومعرفة الحقوق قبل الشروع بالعمل، كما أبدى بعضها الاستعداد للمتابعة القضائية في حالة تجاوز لقانون العمل بحق هؤلاء الاطفال، ومنها نقابة العمال العرب في الناصرة استعدادها لتقديم الاستشارة والمتابعة لقضاياهم.


المحامي أحمد أمارة: قانون تشغيل الشبيبة يفرض عقوبات صارمة على مخالفيه
المحامي أحمد أمارة، من نقابة العمال العرب، الذي يتابع العديد من ملفات العمل والعمال، حذّر خلال حديثه ل"فصل المقال" أرباب العمل من مغبة التجاوزات القانونية والانسانية في استغلال عمالة الاطفال في العطلة الصيفية وتجاوز حقوقهم.
وقال أمارة "أولا، ومن منطلق المصلحة العامة لا يفوتنا أن ننبّه أرباب العمل لخطورة عدم التقيّد بقوانين تشغيل الشبيبة، حيث فرض المشرّع الكثير من العقوبات الصارمة والرادعة لخرق مثل هذه القوانين، ونحن بدورنا علينا أنّ نوضح سلم العقوبات التي قد يتعرض لها المشغّل، وهي كالتالي:
• تشغيل قاصر عمره أقل من الحدّ الأدنى الذي يسمح به القانون- سجن لحدّ أقصى سنة أو غرامة مالية بقيمة 39150 شاقلاً.
• تشغيل قاصر بدون تصريح من طبيب العائلة أو تشغيله بعدد ساعات أطول من العدد المسموح به أو عدم إعطائه استراحات في العمل كما ينصّ القانون- السجن لمدة أقصاها 6 أشهر أو غرامة مالية بقيمة 12900 شاقلًا.
• تشغيل قاصر بدون بطاقة عمل- غرامة مالية بقيمة 12900 شاقلًا.
وحول انتهاكات حصلت من قبل أرباب العمل في السابق بحق الشبيبة العاملة ودور القانون في متابعة ملفات بهذا الشأن قال أمارة "تشدّد وزارة الصناعة والتجارة في الآونة الأخيرة كثيرًا على تطبيق قوانين أبناء الشبيبة، وذلك نتيجة للانتهاكات الصارخة للكثير من أرباب العمل لهذه الحقوق والتي من شأنها أن تشكّل خطرًا كبيرًا على صحة الفتيان العاملين وسلامتهم".
المشكلة الأخطر هي عدم اعتراف المشغلين بإصابات العمل
وأضاف أن نقابة العمال العرب تابعت بعض القضايا لقاصرين عملوا في العطلة الصيفية في مجال البناء (الذي يُعتبر عملاً شاقًا حسب قانون تشغيل أبناء الشبيبة) ودون استصدار بطاقة عمل، وبموجب ذلك قمنا بالتوجّه إلى محكمة العمل اللوائيّة من أجل تحصيل حقوق لهؤلاء القاصرين، مثل الحد الأدنى من الأجور... والمشكلة الأساسية والخطرة التي تابعناها وواجهتنا كثيرًا هي مشكلة إصابات العمل لهؤلاء القاصرين وعدم اعتراف المشغّل بحقوقهم أو بإصابتهم أثناء العمل لصالحه؛ وهنا قمنا بالتوجّه بشكاوى إلى وزارة الصناعة والتجارة والتي بدورها قامت بمقاضاة أرباب العمل بعد التحقيق معهم.
وتوجّه أمارة إلى "أولياء أمور الفتيان وأطالبهم بمتابعة عمل أبنائهم وحمايتهم من أي استغلال من قبل أرباب العمل، وعدم التردّد في التوجّه إلينا أو إلى أي مؤسسة أخرى تُعنى بمثل هذه الأمور".
الإجراءات، الحقوق وأجر الحدّ الأدنى
كما قدّم أمارة توجيهات هامة للطلاب العاملين واستعرض قائلا: يعتبر قانون عمل الناشئة واحدًا من قوانين الحماية الموجودة في الدولة، وهو يهدف إلى ضمان حقوق الشبيبة العاملة من أبناء 15 حتى 18 عامًا، يضع القانون الفتى العاملَ في المركز ويحدّد بشكل واضح ساعات العمل وساعات الراحة لأبناء الشبيبة، حيث تسعد معرفة على ضمان سلامة واستيفاء حقوق القاصرين أثناء عملهم، أو بشكل أدقّ كل ما يتعلّق بعملهم، في العطلة الصيفية.
بموجب قانون عمل الناشئة في إسرائيل: يُسمح في إسرائيل تشغيل عمال من جيل 14 عامًا فما فوق (فقط في العطلة الصيفية)، ويحظر كلّيّا تشغيل الأولاد تحت سن 14 عامًا.
• بدايةً يجب استصدار بطاقة عمل من مكتب العمل في مكان سكن الفتى العامل بعد الحصول على وثيقة طبية من طبيب العائلة تُشير إلى عدم وجود مشاكل طبيّة تحول بينه وبين العمل.
• ساعات العمل المحدّدة: هي 8 ساعات يوميًا أو 40 ساعة أسبوعيًا (للبالغين من العمر 16 عامًا يمكن تشغيلهم حتى 9 ساعات يوميًا).
• لا يمكن تشغيل الفتيان في ساعات الليل.
• لا يمكن تشغيلهم في أيام العطل المحّددة، والتي يجب أن لا تقلّ عن 36 ساعة متواصلة.
• يحق لهم الحصول على استراحة لمدة 4/3 ساعة، 2/1 ساعة منها متواصلة في يوم عمل يزيد عن 6 ساعات.
• يحق للفتيات والفتيان العاملين الحصول على إجازة سنوية تصل إلى 18 يومًا.
• أما بالنسبة للحدّ لأدنى من الأجور فهو كالتالي:







 

التعليقات