المحامي مرسي ابو مخ 39عاما خريج كلية الحقوق في انكلترا انتخب رئيسا لبلدية باقة الغربية بأغلبية ساحقة قبل قرابة الشهرين، الرئيس الشاب يتمتع بحضور وذكاء وحيوية لافتة، استطاع تشكيل ائتلاف شامل بفترة قياسية وتشكيل 29 لجنة عمل باشرت عملها في ميادين مختلفة في المدينة، الأمر الذي يدلل على الاجماع الذي يتمتع به الرئيس الشاب، وهو يعي حجم التحديات الماثلة أمامه بعد عمل دام خمس سنوات للجنة المعينة التي تركت آثارا وخيمة على المناحي المختلفة على حياة المدينة، ولايريد الإفصاح عنها في هذه المرحلة.
وفي حديث لصحيفة فصل المقال، أكد أبو مخ أنه يعي حجم التحديات بقدر ما يعي حجم الدمار الذي خلفته اللجنة المعينة في كافة ميادين الحياة بالمدينة وخصوصا بعد أن هدمت الإنسان في المدينة لا سيما الشباب، وأعرب أبو مخ عن اعتقاده بأن "هذا ليس هو الوقت المناسب للكشف عن حجم الخراب الذي خلفته هذه اللجنة، لأننا ننشغل الآن في ترتيب البيت والانطلاق برؤية وعمل منهجي".
سألنا أبو مخ حول سلم الأولويات وأكثر القضايا إلحاحا في المدينة، وكذلك فيما إذا كان هناك من الملفات الكبرى ما يمكن ان تسبب له الاحباط ، فقال: "قبل أن أخوض هذا المعترك كنت أعي ما ينتظرني من قضايا وملفات كبيرة، وأنا لم آتي للبلدية لأحبط، علما أن ملف العنف والجريمة ربما هو أكثر الملفات ايلاما، وهناك ملف الثقافة والشباب، وهناك الضعفاء من شرائح المجتمع الذين غالبا لا يلتفت لهم احد، هناك المسطحات والخارطة الهيكلية حيث يوجد عشرات المنازل المهددة بالهدم بسبب انعدام تراخيص وقسائم البناء، صحيح ان كل ذلك لم يفاجئني، إلا أنني في الحقيقة صعقت من حال التعليم المنهجي وغير المنهجي، فعلى مستوى التعليم هناك حقيقة وهي ان الثانوية التكنولوجية تصنف من أقل المعدلات في البلاد وهي أهملت من قبل اللجنة المعينة، ناهيك عن أن عملية التغيير الحقيقي قد تترافق مع إشكاليات مهنية واجتماعية وصراعات جمة، لكن هذا يجب ألا يمنعنا من وضع مصلحة أبنائنا فوق كل اعتبار.
وأضاف أبو مخ، نحن بدورنا قمنا بإعداد خطة شاملة بالاستعانة بمهنيين ومختصين في قطاع الثقافة والتعليم لننهض بالحياة الثقافية والتعليمية المتردية في المدينة، أما العمل اللا منهجي فربما هو اسوأ حالا من التعليم المنهجي، إذ على المؤسسات ان تكون موجودة وفاعلة ضمن تخطيط ورؤية عصرية ومهنية وألا يقتصر عملها على تقديم سلة خدمات مجردة..ونحن بدورنا سنعمل كل ما بوسعنا لإعادة الأمور الى نصابها بعيدا عن الشعارات والمماحكات الفارغة، حيث سيكون لدينا تصور وبرنامج كامل وشامل لإعادة مدينتنا الى الواجهة كما كانت بلد إشعاع وبلد السلم الأهلي.
وحول الظواهر والآفات الحارقة مثل العنف والجريمة المتفشية في البلدات العربية وفي مدينته قال: "هذا الملف ينزف ويحرق الجميع لكن ربما بعضنا لم يع بعد حجم خطورته على المستوى الإجتماعي والوطني ومستقبل الأبناء حيث يستوجب ذلك حالة استنفار شاملة، والبحث عن صيغ إبداعية لوقف هذا العبث بمقدراتنا، نحن من جهتنا سنعمل في هذا الملف ضمن مؤسساتنا الوطنية والمؤسسات الرسمية وذلك من خلال لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ،أي على المستوى القطري والمحلي. أما على المستوى الرسمي فقد شكلنا لجنة تعنى بشؤون محاربة العنف ولدينا جلسة في الكنيست بهذا الشان في أواخر الشهر الجاري، رغم أن الدور الأساس يبقى دورنا نحن كمجتمع ومؤسسات واحزاب لتدارك فاجعة الأمر وإيجاد الصيغ والآليات الأنجع لمواجهة هذه التهديدات.
أما حول أهمية أن يكون لمنتخب الجمهور انتماء سياسي وحزبي، وبصفته هو عضو في حزب التجمع الوطني، قال: "أولا من المفترض للإنسان الحزبي أن يكون مبدئي ويتمتع برؤية شاملة وثقافة تؤهله للقيام بواجبه من موقع القيادة الجماعية، وأن يكون ديمقراطي ومنفتح على الناس وعلى الآخرين من الأطر المختلفة، ولديه ضوابط وخطوط حمراء ومرجعية فكرية وأخلاقية تأخذ مصلحة المواطن فوق أي مصلحة أخرى. وأضاف أن مسألة الانتماء الوطني هي لا تقل أهمية من التحديات الأخرى حيث سنمارس حقنا في تفعيل النشاطات الثقافية وإحياء المناسبات الوطنية ومشاركة شعبنا همومه لنكون جزءا فاعلا وحيا من هذا الشعب الذي يتعرض للغبن والتمييز، الأمر الذي من شأنه ان يعزز من انتماء الشباب والحفاظ على الهوية الجامعة لنتمكن من مواجهة واقعنا ومصيرنا .
وفي كلمته الاخيرة اعتبر أبو مخ أن أهل باقة أولى بمدينتهم من أي طرف خارجي ودعا الأهالي وكافة الأطر الفاعلة بعد التخلص من كابوس اللجنة المعينة للتكاتف والتكافل من أجل إعادة المدينة الى سابق عهدها. وأضاف، علينا جميعا الترفع عن صغائر الأمور ووضع أبنائنا كمصلحة وقيمة عليا قبل أن نحاسب عليها، وهم يستحقون منا أكثر مما نحن عليه بكثير، وعلينا أولا أن نعمل على تعزيز لغة الحوار وقيم التسامح وأن نحفظ لهم الأمن والأمان في بيئة صحية نرعى شؤونهم ونعطيهم كل ما له ان يؤسس واقع افضل ونحن على ثقة باننا قادرون في حال توفرت النوايا والقناعات والإرادة الصلبة.
التعليقات