يافا تفقد قديسها: من اغتال غابي؟

وتُفيد إحدى الفرضيات أن مرتكبي الجريمة خططوا لتنفيذها داخل كنيسة الخضر، حيث حصل انقطاع للتيار الكهربائي مرتين يعتقد أنه بفعل فاعل.

يافا تفقد قديسها: من اغتال غابي؟

- يافا تُودع قديسها -


"نحن نقف سويا وموحدين كي نمنع من هؤلاء الصهيونيين العنصريين الفاشيين من أن يمنعونا من حرية العبادة، منع صوت الآذان ومصادرة مكبرات الصوت هو فعل فاشي، فاليوم صوت الآذان وغدا قانون ضد الحجاب وبعده قانون ضد أصوات أجراس الكنائس فحتى صوت الخوري يوم الأحد أصبح يزعجهم وقدموا شكوى ضده مؤخرا، فنحن نعرف أن الهدف هو واحد في نهاية المطاف، الهدف هو استهداف كل عرب يافا، فهذه الحكومة فاشية تضم في صفوفها ليبرمان الذي يريد ترحيل العرب (...) لكننا نقول اننا موجودين هنا بحق ولا يستطيع احد منعنا أو طردنا.. يجب ترميم المسجد ويكون من أجمل مساجد يافا..(إن شاء الله نظل إيد وحدة كعرب في يافا للتصدي لكل المخططات بحقنا)".

كانت هذه آخر كلمات فقيد مدينة يافا الشهيد جابي قديس التي ألقاها أثناء مشاركته في الاحتجاج الذي نظمته القوى الوطنية والإسلامية بعد الاعتداء على مسجد "محمد الفاتح"، وذلك قبل ساعات من وصول يد الغدر إليه وسقوطه شهيدا على أرض  يافا.

 
فصل المقال/ ربيع عيد

جابي قديس، شخصية وطنية معروفة في مدينة يافا، يؤمن بالتآخي بين الديانات وبوحدة شعبنا الوطنية، يرى أن كل قضايا فلسطينيي الداخل هي قضايا وطنية لا تحتمل التجزئة، منحاز لأبناء شعبه، مشارك فعال في النشاطات الوطنية والنضالية وفي الدفاع عن عروبة يافا وأرضها ومقدساتها، كان موته كالصاعقة على أبناء مدينته وعلى كل من عرفوه. أحد سكان يافا وحين توجهت له فصل المقال بالسؤال عن الأجواء بعد موت قديس قتلا  قال: "ماتت يافا"
 
يافا لا تموت، لكن من قتل غابي؟ سؤال تشعر بأن جميع أهالي يافا يعرفون إجابته، إلا أن الشرطة لم تستطع بعد القبض على المجرم الذي اقترف جريمته في وضح النهار وأمام الجميع خلال مسيرة عيد الميلاد السنوية للطائفة العربية الأرثوذكسية يوم الجمعة الماضية، جريمة من أبشع ما شهده مجتمعنا الفلسطيني في الداخل الذي تجتاحه موجة عنف عاتية في السنوات الأخيرة تهدد تماسكه الاجتماعي، جريمة  اقترفها فاعلها متنكرا بزي باعث الفرح في الأطفال "بابا ناويل"، جريمة سوف تبقى مرتبطة بوعي جيل كامل من الأطفال أن "بابا ناويل" لا يجلب الهدايا فقط وإنما قد يكون مجرما أ يضا، جريمة لو كان ضحيتها يهوديا لأغلقوا يافا بالكامل إلى حين القبض  على المجرم كما يقول البعض، جريمة تُثير العديد من التساؤلات والشكوك نتيجة لموقع غابي وموقفه الوطني المدافع عن أملاك يافا العربية المُحاصرة وما يمثله من وحدة شعبنا العربي المُستهدفة، جريمة تدفعنا للتساؤل هل هي جريمة قتل إنساني فقط أم أن هنالك أهداف أبعد..؟
 
صعقة
 أصابت الجريمة البشعة أهالي يافا بالصدمة والذهول، فالمصاب جلل، والفقيد من خيرة أبناء عروس البحر، ومن كبار المدافعين عنها. المؤسسات اليافية (الجمعية الخيرية الأرثوذكسية، راعي الطائفة الأرثوذكسية، الحركة الاسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي، الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، الهيئة الاسلامية، راعي الطائفة الكاثوليكية، راعي الطائفة اللاتينية، أعضاء المجلس البلدي سامي أبو شحادة وأحمد مشهراوي، مديرو المدارس، لجنة حي العجمي والجبلية،دارنا- اللجنة الشعبية للدفاع عن الحق في الأرض والمسكن، المركز الجماهيري، النادي الأرثوذكسي، الكشاف الأرثوذكسي، حركة الشبيبة اليافية، وكافة الشخصيات والنشطاء في يافا(  عقدت اجتماعا  بعد الجريمة وأعرب الحاضرون عن صدمتهم وذهولهم من هول الضربة، وكان الاجتماع بمثابة حفل تأبين.  وأصدر المجتمعون  في ختام اجتماعهم بيانا أعربوا فيه عن غدانتهم للجريمة ووقوفهم مع عائلة الفقيد، وحملوا الشرطة المسؤولية الكاملة عن ملف إغتيال جابي قديس، ودعوها للقيام بدورها  للكشف عن القتلة  والعمل على حماية الفرد والمجتمع الأمر الذي لم يحدث إلى الآن بالقدر المطلوب محذرين من تداعيات خطيرة لهذا الملف.
 
 الاغتيال السياسي غير المباشر
ولم تقتصر الإدانة على المؤسسات اليافية بل تحركت الحركة الوطنية للمشاركة في التشييع وإدانة الجريمة، وصدر بيان عن التجمع الوطني الديمقراطي يدين جريمة القتل، وقال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، "ندين بشدة هذا العمل الجبان، وهذه الجريمة ليست جريمة بحق أهلنا في يافا فحسب، بل بحق الجماهير الفلسطينية في الداخل كلها. وأضاف "إننا نطالب الشرطة بالقبض على المجرم الجبان فورا، فالشرطة هي المسؤولة عن ردع المجرمين، ولكنها تتقاعس ولا تلاحق الجريمة والمجرمين، وبالأخص في مدينة يافا التي قتل فيها العشرات في السنوات الأخيرة، ولم يعاقب الجناة، الأمر الذي أدى إلى انفلات الجريمة".
 
كما استنكرت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، جريمة قتل الشخصية الوطنية غابي قديس، داعية إلى أوسع وقفة جماهيرية للتصدي لمظاهر العنف والجريمة المستفحلة، التي تحصد الأبرياء وتهدد بنية المجتمع.
 
- قديس خلال كلمته في مسجد محمد الفاتح. ساعات قبل الإغتيال -

واعتبرت الحركة الإسلامية في يافا في بيان لها  أن هذه الجريمة البشعة تصنف في خانة الاغتيال السياسي غير المباشر، وهذه نقلة نوعية وتطور خطير على مستوى الحراك السياسي والاجتماعي في مدينة يافا، كما أن هذه الجريمة على بشاعتها يجب "أن تزيدنا إصرارا وتمسكا بالخط الوطني والتلاحم الإسلامي المسيحي في يافا"، وأضاف البيان " إننا نشد على أيدي إدارة الطائفة الأرثوذكسية في يافا، ونقول لهم إننا جميعا في المدينة ندعمهم ونؤيدهم في الرؤية الواضحة التي يتبنونها لخدمة الطائفة وعموم أهالي المدينة، كما سنبقى معهم في الطريق الذي بدأناه منذ سنوات مع فقيد المدينة "أبو الأنيس"، ولن نحيد عن هذا الخط الوطني الذي يحقق مصالحنا في الحاضر والمستقبل والمصير المشترك".
 
الشرطة: القاتل ما زال طليقا
رغم تمديد اعتقال العديد من المشتبهين في قضية رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية جابي قديس رجحت مصادر في الشرطة أن القاتل لا زال حرا طليقا
الشرطة اعتبرت أن الأدلة لا تربط المعتقلين بشكل مباشر لكنه تم اعتقالهم في إطار عملية تحقيق مكثفة للإطلاع ما إذا كان لهم أي علاقة بالحادث.
 
وفي تصريح له للقناة الإسرائيلية الثانية اعتبر جورج قديس شقيق المرحوم أنه يجب حل جهاز الشرطة في منطقة تل أبيب في حال عدم القبض على الجناة، تصريحات قديس تدل على الشكوك التي تنتاب الكثيرين من مواطني يافا حيال تعاطي الشرطة مع ملف القتل الأخير كما هو الامر مع ملفات سابقة وقعت في يافا ولم تحل بعد .
 
بدورها مددت محكمة الصلح في تل أبيب يوم أمس الخميس وحتى يوم الاثنين القادم اعتقال أربعة أشخاص من أبناء عائلة أبو ماني كانوا قد اعتقلوا يوم الجمعة والسبت الماضي على خلفية الجريمة بعد كرنفال الميلاد.
 وقال مندوبو الشرطة في جلسة المحكمة أن معطيات التحقيق تتطلب الإبقاء على المشتبه بهم رهن الاعتقال لكي يتسنى لطاقم التحقيق الاستمرار في عمله بشكل ناجع وجدي.
 يشار إلى كافة المشتبه بهم الأربعة ينفون جملةً وتفصيلا أي علاقة لهم بالحادث.
 
- المتهمون -

هل كان مخططا اغتياله في الكنيسة؟
 وتُفيد إحدى الفرضيات أن مرتكبي الجريمة خططوا لتنفيذها داخل كنيسة الخضر، حيث حصل انقطاع للتيار الكهربائي مرتين يعتقد أنه بفعل فاعل. وقال أحد المشاركين إن التيار الكهربائي عاد للحظات قليلة بعد عرض الألعاب النارية إلا أنها عادت وانطفأت، وبعد العرض تم فحص كاميرات المرقابة في كنيسة الخضر تبين أن هذه الكاميرات قد تعطلت بسبب تماس كهربائي.
 
كما وذكرت الإذاعة الإسرائيلية هذا الاسبوع أن بيد الشرطة قفازات ملطخة بالدماء يعتقد أنها لمرتكب الجريمة وتم إرسالها لمختبر لفحص الحمض النووي DNA، ويتوقع أن تصدر النتائج خلال عدة أيام

وأشارت وحدة التحقيقات المركزية أنها تحقق في اتجاهات عديدة من بينها أن الدافع للقتل هو خلاف على عقار بين الجمعية وبين عائلة من يافا، حيث أن هناك قضية تبحث في المحكمة وتتمحور حول خلاف على أرض بين الجمعية والعائلة

يُشار الى أن منزل قديس قد تعرض قبل بضعة اشهر لإلقاء قنبلة يدوية ارتجاجية ثم اعتقل احد ابناء عائلة ابو ماني الا انه اخلي سبيله فيما بعد لعدم توفر الادلة الكافية ضده .
__________________________________________________________________________________
 
على دربك يا جابي
 
- مساء الإغتيال -

هذا وتنظم الجمعية الخيرية العربية الأرثوذكسية وشبيبة الكشاف الأرثوذكسي اليوم الجمعة مسيرة شموع ورفع أعلام سوداء إستنكاراً لحادثة مقتل السيد جابي قديس رئيس الجمعية الأرثوذكسية، حيث ستنطلق المسيرة في تمام الساعة الرابعة عصراً من كنيسة الخضر وستنتهي في مكان وقوع الجريمة في شارع ييفت الرئيس.
 
وكان السيد فيكتور زكاك نائب رئيس الجمعية الأرثوذكسية قد دعا أهالي المدينة للمشاركة في المسيرة، كما ودعا الشبان والناشئة للمشاركة في هذه المسيرة.
 
 
كم وأعلنت عائلة قديس وأصدقائه عن افتتاح صندوق عن روحه لتحقيق رؤية الفقيد الخيرية، ولدعم مشاريع الطائفة الأرثوذكسية الخيرية، وذلك استكمالاً لدرب المرحوم
 

التعليقات