سقوط الخلافة في مجد الكروم

يتهامس أهالي القرية ومنذ سنوات عن "الخليفة" وأتباعه بحذر وتشكك، الخليفة ويدعى منيب فرحات يبلغ من العمر ستة وخمسين عامًا، أقام حلقة من المقربين من حوله لتعلم القرآن والأحاديث النبوية وتفسيرها منذ عشرين عامًا. ويبدو أن منيب فرحات لم يتوقف عند تعلم القرآن وتفسيراته وحفظ الآيات الكريمة،وبدلا من التقوى طمع السيد منيب ب"الخلافة"، وعين نفسه أميرًا للمؤمنين على مجموعة ضيقة من المحيطين به ومن أصدقائه هم ونساؤهم وأبناؤهم، وكانت خلافته تثير ابتسامات الناس وكل من يعرفه، ولكن الأمر لم يبق نكتة عابرة.

سقوط الخلافة في مجد الكروم

يتهامس أهالي القرية ومنذ سنوات عن "الخليفة" وأتباعه بحذر وتشكك، الخليفة ويدعى منيب فرحات يبلغ من العمر ستة وخمسين عامًا، أقام حلقة من المقربين من حوله لتعلم القرآن والأحاديث النبوية وتفسيرها منذ عشرين عامًا. ويبدو أن منيب فرحات لم يتوقف عند تعلم القرآن وتفسيراته وحفظ الآيات الكريمة،وبدلا من التقوى طمع السيد منيب ب"الخلافة"، وعين نفسه أميرًا للمؤمنين على مجموعة ضيقة من المحيطين به ومن أصدقائه هم ونساؤهم وأبناؤهم، وكانت خلافته تثير ابتسامات الناس وكل من يعرفه، ولكن الأمر لم يبق نكتة عابرة. 

ثارت شكوك حول الخليفة، فهو عاطل عن العمل منذ سنين طويلة، ومنذ الصباح يأتي نسوة من الحلقة إياها إلى بيته ليقمن على خدمته.

هكذا تمت له سيطرة نفسية على الحلقة، فكانوا يعملون طيلة الشهر ثم يقدمون له رواتبهم، ومن ثم يقوم هو بالصرف على الجميع.

هذا الأمر سبب مشاكل بين بعض مريديه وأهاليهم الذين شكوا بأمر الخليفة وتصرفاته وتصرفات بناتهم وأبنائهم. 

هذا الأسبوع تفجرت القضية ووصلت إلى اعتقال الشرطة للخليفة صبيحة يوم الثلاثاء بمشاركة مختصين اجتماعيين بعد تحقيقات وجمع أدلة بدأت منذ ثلاثة أشهر، وتم تمديد اعتقاله بعد التحقيق لمدة 12 ساعة متواصلة معه. 

الشرطة تدخّلت بعدما انفجرت ولم تعد تتحمل أكثر من أهوال ما مر بها من تعذيب وإساءات، وقبل حوالي ثلاثة أشهر توجهت لشقيقها المحامي جمال شعبان من مجد الكروم الذي بدوره أخبر الشرطة التي باشرت بالتحقيق حول هذه الجماعة، وتشتبه بأن الخليفة مارس تجاوزات أخلاقية ،وممارسة عنف كبير تجاه النساء والأطفال,"فصل المقال" التقت المحامي جمال شعبان وشقيقته آمال خطيب-شعبان ووالدها محمد عبد شعبان ليرووا القصة.

المحامي جمال شعبان: هذا ورم سرطاني واستأصلناه
• كيف بدأت القصة وإلى أين وصلتم؟ كيف تفجّر الوضع?
-تفجرت القضية في تاريخ الأول من آذار قبل أقل بقليل من ثلاثة أشهر، فقد توجهت شقيقتي إليّ بعد قطيعة بيني وبينها دامت خمس سنوات، منذ اعترضنا على علاقتها هي وزوجها مع المجموعة، فقد وصلتنا إشاعات يرددها أهل القرية عن علاقات مشبوهة بين الخليفة ومريديه!
وصلت شقيقتي عندي بعدما وصلت الى نتيجة بأن أمير الجماعة الذي كانت تراه أتقى الناس ومتدينا جدا، اكتشفت أنه ذئب. 
أفهمها الخليفة وجماعته بمن فيهم زوجها أنهم سيرمونها بالشارع ولن تجد من يقف إلى جانبها،شقيقتي تعرضت للضرب الشديد ولم تجد حلا سوى التوجه إليّ، بدأت بجمع المعلومات بالإضافة للمعلومات التي أعطتي إياها شقيقتي آمال وقررت أن التخلص من هذه الآفة هو بالتوجه إلى الشرطة.
في البداية كانت القضية بيد شرطة كرمئيل وبعدما رأوا أن الملف فيه زخم كبير تم تحويلها إلى الناصرة (اليمار).

التحقيق أثبت كل ما قالته شقيقتي، ونحن ما زلنا في بداية التحقيقات،بعدها  ستقدم ضده لائحة اتهام، وإذا ثبتنا كل الإدعاءات ستكون عقوبته سنوات طويلة في السجن، لقد حصلنا على دستور(الجماعة) فيه 17 بندا يطلق فيه على نفسه الأمير،وكيف أنه ممنوع التعامل مع غير الجماعة.
توجهت له هو نفسه،وخلال النقاش معه ثبتت لي كل أقوال شقيقتي باعترافه الذي سجلته. كذلك قمت باستجواب أناس مقربين منه منحوني معلومات وأخص بالذكر شقيقته ووالده الذين كانوا مستعدين للتعاون وحكوا ما يجب أن يقال ، تمحورت المكالمة معه حول وجود (جماعة) أو لا! كنت باتصال مع أحد المحققين وكان الأساس هو أن نثبت وجود (جماعة). وتمكنت أن أخرج منه اعترافات، بأنه  ضرب وسيطر على المجموعة، الإنكار لن يفيده ، المواد التي كانت بيدي سلمتها للشرطة الت بدأت بالتحقيقات، كثير من الأمور أخفيتها عن أهلي، ولولا التسر والتعتيم لما وصلنا الى اعتقال الخليفة.

آمال شعبان: الخليفة كان يضرب كل النساء والأطفال في الحلقة،وهناك أمور لا أريد ذكرها
آمال شعبان السيدة التي هربت من الجحيم وعادت الى أهلها، ويبدو وجهها في غاية الإرهاق وكذلك صوتها، وعيناها محمرتان تحكي قصتها وتقول" في بداية تعارفنا أنا وزوجي بأسرته كانت العلاقة عائلية ، نأخذ واجبات ويردون بواجبات، ولكن الأمور ساءت جدا منذ خمس سنوات، عندما صار يأخذ راتب زوجي وأولادي، وصار كل شيء بيد الخليفة، كل شيء أحتاجه لا أطلبه من زوجي(علي خطيب) بل منه هو، أتوجه لمنيب فرحات وأطلب منه حتى ولو علبة كبريت!

زوجي علي خطيب وسلفي أحمد وزوجته وعمر منصور وزوجته وأولادي اثنان كلهم يعملون ويقدمون له الرواتب.وهو الذي صرف على الجميع. 

• متى شعرت أن هذه العلاقة سيئة وليست طبيعية؟
والدي فاتحني منذ ثماني سنوات بالموضوع وقال لي أنه غير راض عن هذه العلاقة، قال لي أن الناس يتحدثون عن منيب فرحات أمورًا غير نظيفة، لكن منيب أفهمنا أن أي إنسان يتهجم علينا هو أجنبي أي أنه غريب حتى لو كان هذا والدي. 
• متى كنتم تلتقون؟
- كل يوم في الليل والنهار،كان يقول أنا لست خليفة ولكن الناس هم الذين منحوني هذا اللقب
• هل تعلمتم الدين أم ماذا في هذه الحلقات?
- كان يعلمنا الدين لفترة طويلة..وأحيانا يُدخل السياسة بالدروس.
• هل قال لكم أنه هو الخليفة?
- من خلال الدين والمفهوم الذي عنده أفهمنا أنه أمير علينا وأن كل ما نعمله له هو طاعة دينية.  منعنا من الحديث مع (الأجنبي) حتى لو كان هذا والدينا. كان يفسّدنا عن أهلنا! منذ ثلاث سنوات أي منذ توفيت زوجته، سمعت أنه يريد أن يتخذ ابنتي ابنة الثالثة والعشرين زوجة له،وأحيانا أسمع أنه يريدها زوجة لإبنه، ولكن أنا لا ولم أوافق أن أضع ابنتي في هذه البؤرة، حتى أنه قال لي "أنت لا تريدين نسبنا فقلت له إذا بدكم البنت لإبنك فأعلنوا ذلك".

فصل البنت من المدرسة 
تضيف آمال شعبان بمرارة أن ابنتها كانت متفوقة في دراستها حتى الصف الحادي عشر،ولكنه عاقبها عقوبة شديدة، لأنها تدخلت في مشكلة بين صديقة لها ووالدها، عاقبها بالضرب والتوبيخ، وأخفناها بأننا سجلنا هذا في البيلفون وقد نعرضه على الطلاب، هذا أدى بالبنت لعدم الذهاب الى المدرسة، وأوقفت تعليمها بسببه. 
• هل عاقب الرجال بالضرب؟
- لا لم يعاقب الرجال إلا بإهانات وبهدلات, العقوبة الجسدية كانت للنساء والأطفال، بالحبس في المخزن أو الحمام لساعات طويلة.
• على ماذا كان يعاقب؟

-مثلا إذا لم أنقل له حقيقة أو كذبت عليه أو لم أصارحه بأي شيء حتى ولو حدث خلاف بيني وبين زوجي يجب أن يعلم به. كذلك أي خراب بالبيت يجب أن يعرف به، كان يستخدم أساليب العنف وأنا تعرضت للضرب كثيرًا،آخر مرة ضربني لأن بلاطة درج انكسرت في بيتي ولم أخبره, في كل الحالات سوف يضربني، لو أعلمته لضربني لأنني كسرتها، وعندما لم أعلمه ضربني لأنني لم أعلمه وقد أوصلني أنا وزوجي إلى حافة الطلاق.

 

العنف ضد الأطفال
أولادي وأولاد الآخرين يعاقبهم بالضرب والحرمان من الرحلات والتلفون، أو السجن في الحمام والضرب وهذا حسب الجرم الذي عمله الولد، إذا كذب أو لم يحصل بالإمتحان في الدراسة على علامة جيدة، كان يعاقبهم. 


النقطة  التي فجّرت الموقف كانت قبل حوالي ثلاثة أشهر عندما حدث خلاف بيني وبين زوجي،وأوصلنا إلى الطلاق، كان يفهمني أنه ليس لي أي حقوق وليس أمامي سوى الشارع، صرت أترجاه أريد أولادي فيحبسني في المخزن ويقفل عليّ الباب بين الفئران طيلة النهار.

نحن النساء كنا نقوم بكل العمل في بيته، كذلك عملنا بالزيتون والأرض والشجر والتنظيف، الخليفة عاطل عن العمل ولا يسجّل بالتأمين،في بيته دكان يملأه من رواتب الرجال، يُسجل كل شيء نأخذ ثمنه. ممنوع أن نشتري شيئا من خارج دكانه، حتى كبريته، كل شيء نشتريه من عنده.

كذلك ممنوع أن أحمل النقود، هو الذي يعطيني خمسين شيكل في الأسبوع، للخضار كي أطبخ لأولادي في البيت فقط.
في النهاية تقول آمال "هناك حصلت اعتدءات وأمور لا أستطيع أن أحكيها". 

"الآن قدمت شكوى ضد أولادي لأنه حرضهم ضدي وصاروا يهددوني، كانوا يقولون لي أنت لست أمنا ولا نريدك،أنت خنزيرة،الآن أولادي في البيت، قبل قليل(الثلاثاء مساء) أخذوا زوجي للتحقيق وسمعت أن ابني الثاني موقوف!

محمد عبد شعبان-  أبو العبد: "إبنتي قاطعتني منذ ثمانية أعوام بسببه"
والد آمال السيد محمد عبد شعبان أبو العبد، يتحدث بمرارة عن علاقته التي خربت بابنته منذ عام 2006 يقول " جاء حفيدي ابن آمال عندي وكانت ساقاه مدبّرتين! سألته ماذا حدث يا جدي ؟ فقال وقعت بالمدرسة! سألت والديه فقالوا إنه وقع بالمدرسة! ولكن تبين لنا أن (الخليفة) هو الذي كان يضربه بكابل كهرباء، ويطيح به على حائط باطون، الباطون جرح ساقيه، ويضيف"جاءت عندنا مرة مستعجلة،  في طريقها الى (الخليفة) لأن بيته قريب، قلت لها تعالي أحكي لك أمرًا، سمعت من الناس أن هذا الإنسان غير نظيف!" فذهبت إلى زوجها وأخبرته، ثم ذهبا إلى الخليفة فأخبراه فأمرهما بمقاطعتي". 

صارت تأتي بأمر من (الخليفة) للمشاركة بأعراس أقربائي، ولكنها مقاطعة لي بهدف مقاهرتي ،تأتي عند خالتها ولكن عند  والدتها لا تأتي، بالنهاية أوصيت بأن لا يسمحوا لها بتشييعي إذا متّ قبلها!

عندما مات شقيقي (زياد شعبان) عزّت كل الناس وعندما وصلتني تجاوزتني،الخليفة هددها بأنه لا أهل لها،وأنه سيزوّج زوجها وأنها ستضيع في الشارع، ولكن عندما حكى لي ابني (المحامي جمال شعبان) القصة الأخيرة قلت له أحضرها إلى هنا، وما زلنا بالحرب النفسية،وننتظر من العدالة أن تقتص منه. 

التعليقات