الطلاب العرب الأقل حظا للحصول على معدلات عالية في البسيخومتري

فجوات كبيرة بين نتائج الطلاب العرب ونتائج الطلاب اليهود حيث يبلغ معدل الطلاب اليهود (565) أي أعلى بـ 103 علامات عن الطلاب العرب الذين يبلغ معدلهم (462) وهو المعدل الأقل انخفاضا بين ممتحني متحدثين بست لغات هي العبرية، العربية، الروسية، الانجليزية، الإسبانية والفرنسية

الطلاب العرب الأقل حظا للحصول على معدلات عالية في البسيخومتري

بالرغم من أن معدل "البجروت" للمتحدثين باللغة العربية كان أعلى من معدل المتحدثين باللغة العبرية، فإن معدل الطلاب العرب في امتحانات البسيخومتري، هو أقل بـ 103 علامات عن معدل الطلاب اليهود.

المعطى يستند إلى نتائج السنة الدراسية 12/11 التي نشرت من قبل مركز الامتحانات والتقييم، الذي أقيم من قبل الجامعات الإسرائيلية، وهو المسؤول عن إجراء هذه الامتحانات وفحصها، وهو شبه ثابت منذ سنوات، حيث يتراوح الفرق لصالح الطلاب اليهود بحوالي 100 علامة.

الفجوات بين تحصيل الممتحنين تظهر في كل المقاييس وفي مقدمتها المقياس القومي، إلا أنها تبرز أيضا بين اليهود أنفسهم، استنادا إلى أصولهم، والدولة التي هاجروا منها، وكذلك استنادا إلى الجيل والجنس، وهي تحافظ على ثبات أيضا خلال السنوت العشر الأخيرة، كما أفادت صحيفة "هآرتس" التي تناولت الموضوع في تقرير نشرته، أمس الأحد، تحت عنوان "إذا كنت يهوديأ من تل أبيب ومن أصول شرق اوروبية احتمالات نجاحك في البسيخومتري أفضل".

التقرير أشار إلى المعاهد الخاصة، التي تعرض دورات بسيخومتري بأسعار تتراوح بين أربعة آلاف شيكل و12 ألف شيكل، في حين أن تكلفة الامتحان نفسه هو 540 شيكل. وأورد أن المعدل العام للعلامات في عام 2012، ( 531) وفق سلم يترواح بين 200 - 800، وف يالعام 2011 وصل المعدل إلى ( 534).    

معدل الطلاب العرب الأكثر انخفاضا بين ست لغات:

"هآرتس" تؤكد في تقريرها على فجوات كبيرة سنويا بين نتائج الطلاب العرب ونتائج الطلاب اليهود، حيث يبلغ معدل الطلاب اليهود( 565) أي أعلى بـ 103 علامات عن الطلاب العرب الذين يبلغ معدلهم ( 462)، وهو المعدل الأقل انخفاضا بين ممتحني متحدثين بست لغات هي العبرية، العربية، الروسية، الانجليزية، الإسبانية والفرنسية.

الفجوة ظلت قائمة رغم أن علامات الثانوية "بجروت" للمتقدمين العرب للامتحان عام 2012 كانت عالية بشكل خاص من المتقدمين المتحدثين بالعبرية، حيث بلغ معدل "البجروت" لدى المتقدمين العرب 89.2 في حين بلغ معدل اليهود 87.0 ما يعزز الادعاء بأن الامتحان غير ملائم للثقافة العربية الشرقية، ويعيق احتمالات الطلاب العرب والشرقيين من الالتحاق بالجامعات.

وإذا نظرنا إلى تحصيل الممتحنين باللغات الاخرى نجد أن: الروسية (491)، الفرنسية (529)، الإسبانية (518)، بينما كان معدل الممتحنين باللغة الانجليزية هو الأعلى وبلغ (593).   

  المقياس الاقتصادي:

وفي المقياس الاقتصادي، بلغت الفجوة بين من هم في أعلى السلم الاقتصادي والذين يقعون في قاع السلم 108 علامات: 591 للأغنياء مقابل 483 للفقراء، (وهي فجوة شبه ثابتة في مختلف السنوات) في حين كان المعدل العام لمجمل الممتحنين في نفس العام ( 534).

وبالنظر إلى مقياس الخلفية الثقافية، التي تندرج تحت بند ثقافة الوالدين يتبين أن من ينحدرون من آباء يحملون اللقب الجامعي الثاني حصلوا على علامات أعلى، حيث بلغ معدلهم (597) استنادا إلى نتائج 2011، في حين حصل من ينحدرون من آباء يحملون اللقب الجامعي الأول على معدل (567) مقابل (513) لذوي الثقافة الثانوية و(431) لذوي الثقافة الابتدائية. 

امتحان لذوي الثقافة الأوروبية

فجوة أخرى ثابتة تقريبا تتعلق بأصول الوالدين والبلاد التي هاجروا منها، حيث حصل المهاجرون من دول شمال أمريكا على معدل (609) وجنوب أفريقيا على معدل (589)، وشرق أوروبا على معدل (570)، وغرب أوروبا على معدل (554)، بالمقابل حصل القادمون من آسيا وشمال أفريقيا على معدل (552)، وحصل المهاجرون من دول أخرى على معدل (466)، وحصل الذين ولد آباؤهم في البلاد على (528) أي أقل من المعدل العام، وذلك وفقا لنتائج 2011.

ويكشف تقرير "هآرتس" استنادا إلى معطيات مركز الامتحانات والتقييم، أن الطلاب الذين يسكنون في تل أبيب حصلوا على معدل (585)، وحصل من يسكنون في "غوش دان" على معدل (575)، والقدس( 564)، وكذلك الطلاب من المركز (562)، والشارون (559). بالمقابل حصل الطلاب من حيفا على (517) أي تحت المعدل العام، كذلك الطلاب من الجليل وطبريا حيث حصلوا على معدل (499) والجليل الغربي على( 505).

التقرير يورد معطيات تتعلق بارتفاع معدلات الطلاب بالتناسب مع المواضيع التي يتسجلون لها، حيث يحتل الطب رأس القائمة بمعدل (587) ويذيلها التعليم بمعدل (432).

ويكشف التقرير أنه كلما تقدم الطالب لأكثر من موعد للامتحان ارتفعت علاماته مع كل إعادة، حيث بلغ معدل المرة الأولى (526) وفي الثانية (546)، وفي الثالثة (546)، وفي الرابعة (550)، وفي السادسة وأكثر (573). ويشير التقرير إلى بحث أجري عام 2010، بين ارتفاعا بنسبة لا تقل عن 30 علامة لدى من تقدموا مرتين وأكثر للامتحان، ودرسوا في المرة الثانية بقواهم الذاتية، بالمقابل حصل من دخلوا استعدادا للامتحان الثاني دورة تدريبة على 10 علامات زيادة فقط.

يشار إلى أنه وفقا لكل المقاييس تبقى الأفضلية للطلاب اليهود على العرب، فالطلاب العرب، ليسوا عربا فقط، بل هم يسكنون في الضواحي (الجليل والمثلث والنقب)، وأيضا يقعون في قاع السلم الاجتماعي الاقتصادي الثقافي، ولذلك فانهم يتمتعون بكافة "مقومات" الفشل في مثل هذا الامتحان الذي يشكل عائقا أساسيا أمام التحاقهم بالجامعات. 

التعليقات