"فصل المقال" و"عــ48ــرب" ينظمان دورة في "أساسيات الكتابة الصحافية"

نظمت إدارة كل من صحيفة "فصل المقال" و"موقع عــ48ــرب"، دورة في "المهارات الأساسية للكتابة الصحافية"، ما بين 20 و 22/09/2013، في واحة السلام، قرب القدس المحتلة. شارك في الدورة عشرون متدربًا من طلبة الإعلام في الكليات والجامعات، والعاملين فيه، والمهتمين؛ تلقوا خلالها محاضرات وتدريبات مكثفة حول المهارات الأساسية للكتابة الصحافية.

نظمت إدارة كل من صحيفة "فصل المقال" و"موقع عــ48ــرب"، دورة في "المهارات الأساسية للكتابة الصحافية"، ما بين 20 و 22/09/2013، في واحة السلام، قرب القدس المحتلة.

شارك في الدورة عشرون متدربًا من طلبة الإعلام في الكليات والجامعات، والعاملين فيه، والمهتمين؛ تلقوا خلالها محاضرات وتدريبات مكثفة حول المهارات الأساسية للكتابة الصحافية.

عز الدين بدران: نريد أن تنهض الطاقات الشبابية بإعلامنا

افتتح الدورة السيد عز الدين بدران، مدير "فصل المقال" و"عــ48ــرب"، مشيرًا إلى أن الهدف منها رفد إعلامنا العربي عمومًا، وإعلام الحركة الوطنية خصوصًا، بطاقات شبابية قادرة على التغيير والتطوير. وأضاف بدران أن قضايانا الاجتماعية والوطنية تتطلب أن يكون بيننا إعلاميون مهنيون يملكون المقومات الأساسية التي تؤهلهم لمعالجة مثل هذه القضايا.

وقال بدران إن هناك نية حقيقية لعقد دورات تدريبية وأيام دراسية أخرى حول الإعلام، في المستقبل القريب، في البلاد وخارجها، مؤكدًا على أن مؤسستي "فصل المقال" و"عــ48ــرب" ترحب بالطاقات الشبابية دائمًا.

ثم قام الصحافي ربيع عيد، مركز الدورة، باستعراض برنامجها ومحاورها، مشيرًا إلى أن لقاءً مكمّلًا لها سيعقد قريبًا حول "التصوير الصحافي" و"تقنيات الإعلام الاجتماعي".

علاء حليحل يستعرض مفهوم الصحافة وتاريخها

قدم الكاتب والإعلامي علاء حليحل عددًا من المحاضرات والورشات حول الصحافة والإعلام، افتتحها بمقدمة اعتبر خلالها الصحافة "فعلًا ثقافيًّا"، يمارس البشر خلالها عدة سلوكات، منها السيطرة على المعلومات، وإنتاجها، وغربلتها، والوصول إلى الجمهور.

- علاء حليحل - 

وتناول كذلك لجوء الإنسان للإخبار والإعلام منذ فجر التاريخ بالكتابة على الجدران، مرورًا باختراع ورق البردى، والطباعة، فالتلغراف، فالراديو، فالتلفزيون، فالإنترنيت.

واستعرض حليحل بالصور تاريخ الصحافة العربية، منذ نشأتها في عصر النهضة وحتى اليوم، وكذلك تاريخ الصحافة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن فلسطين كانت تشهد نهضة إعلامية كبيرة عشية النكبة، إذ أن عشرات الصحف والمجلات كانت تصدر في ذلك الزمان.

أنواع الكتاب الصحافية

تناول فيها مفهوم الموضوعية، والمهنية، والحيادية، مشيرًا إلى أن أي صحافي أو وسيلة إعلام لا يمكنها أن تكون موضوعية، لأن هناك مصالح اقتصادية، وأمنية، وسياسية، وذاتية دائمًا تتحكم بنا، ومؤكدًا على أن الصحافي رغم ذلك يمكنه أن يكون مهنيًّا رغم عدم وجود الموضوعية، بتوخيه الدقه والنزاهة. وأوضح حليحل أن دور الصحافي في عصرنا الترفيه، وتقديم المعلومة، والتعليق، والكشف والاستقصاء، وكتابة المسودة الأولى للتاريخ.

وتحدث حليحل كذلك عن أنواع الكتابة الصحافية المختلفة، وهي: الخبر، والمقالة، والتقرير، والحوار، والتعليق، والتدوين؛ مبينًا بنية كل نوعٍ منها، والغرض منه، والفروق بينها.

وتناول أيضًا بالتحليل والنقد الأنواع الصحافية، وهي كما صنفها: الصحافة الحزبية، والتجارية، والمؤسساتية، والأهلية، والفردية؛ مبينًا أن الصحافة الحزبية أفل نجمها على مستوى العالم، وأنها أكثر شفافية من التجارية كون مصالحها معروفة ومكشوفة، ثم إنها تستند على المقالة أكثر من الخبر، وهي وإن كانت منبرًا نوعيًّا لكن جمهورها محدود؛ أما الصحافة التجارية فهي المسيطرة على مستوى العالم اليوم، وهي ذات مضامين ترفيهية لأنها تهتم أولًا بنسب القراءة والتصفح والاستماع، وهي ذات مواد خفيفة وسريعة غير عميقة، ما يجعلها أوسع جماهيريًّا من الصحافة الحزبية.

ورشات حول "السلامة اللغوية" مع علي مواسي

بدوره، قدم الشاعر والباحث علي مواسي ثلاث ورشات تدريبية حول "السلامة اللغوية"، افتتحها بمقدمة حول علاقة اللغة بالهوية الفردية والجماعية، وارتباطها، قوةً أو ضعفًا، بقوة أو ضعف شعبها ودولتها ومؤسساتها وفضاءاتها، ومن بينها المؤسسات والفضاءات الإعلامية.

وتطرق مواسي إلى سيرورة تطور اللغة العربية، معجمًا وأسلوبًا وطرائق تعبير، عبر العصور المختلفة، من خلال عرض نصوصٍ من صدر الإسلام، والعصور الوسطى، والعصر الحديث، مؤكدًا على أن لغة الإعلام في عصرنا لا بد وأن تكون "وسطى"، يسهل وصولها للناس، لا تجهد أذهانهم، وغير مثقلة بألوان الزخرف اللفظي. وأكد على أنه لا يجوز التهاون مع تفشي الأخطاء اللغوية في وسائل الإعلام، وخصوصًا المحلي منها، لأن في ذلك خطورة كبيرة على اللغة، إذ أنه من السهل إشاعة الخطأ من خلال وسائل الإعلام وترسيخه في أذهان الناس إذا ما استمر دون معالجة.

- علي مواسي -

وتناول مواسي، وبأسلوب تطبيقي، موضوعة "علامات الترقيم" العربية، ما معانيها وكيف يكون استخدامها السليم في النص، ودورها في تحرير النص العربي. وتناول أيضًا "الهمزات" ورسمها الصحيح في الكلام، وخصوصًا همزات الوصل والقطع، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على عددٍ من الأخطاء الشائعة المنتشرة في لغة إعلامنا العربي.

إياد برغوثي يحاور المشاركين حول "القصة الصحافية"

وكانت الورشة الأخيرة مع الكاتب والمحرر السابق في صحيفة "فصل المقال"، إياد برغوثي، الذي تناول في نقاش مفتوح "القصة الصحافية"، مبينًا أهم عناصرها، من حبكة وشخصيات ودراما وتشويق ودون ذلك، مؤكدًا على أهميتها في "أنسنة" الإعلام بتسليط الضوء على شخوص ذوي قصص غير تقليدية، تعرف الجمهور بهم عن قرب، بآمالهم وآلامهم، لا بأسلوب الخبر أو التقرير الصحافي الذي يحقق هذا الغرض.

واستعرض برغوثي عددًا من القصص الصحافية الناجحة والمميزة، من بينها مثلًا قصة يامن زيدان من بيت جن الجليلية، والذي تحول من سجان لأسرى سياسيين إلى محامٍ يدافع عنهم، وهي القصة التي تناولها أولًا الصحافي توفيق عبد الفتاح، ونشرها في "فصل المقال"، ثم حولت هذه القصة إلى فيلم.

ثم طرح كل واحد من المشاركين شخصية يمكن أن تعد حولها "قصة صحافية"، يمكن العمل عليها في المستقبل القريب ونشرها في "فصل المقال" و"عــ48ــرب".

- إياد برغوثي -

حلقة تقييمية

وفي ختام الدورة عقدت حلقة تقييمية لها، بنيةً ومضمونًا، أكد خلالها المشاركون على أهمية عقدها، وجديد ما أضافته وقدمته. قالت دينا الغفاري جبارين، طالبة الإعلام في جامعة بار إيلان، إن الدورة مكنتها من الوقوف على مصطلحات الإعلام ومفاهيمه باللغة العربية، وهو ما لا يحصل عليه طلبة الإعلام في الجامعات والكليات الإسرائيلية.

أما مريم فرح، مركز المشاريع في "مؤشر الأمن والأمان للنساء"، فقالت إنها استفادت كثيرًا من ورشة "القصة الصحافية"، لأنها تؤمن أن قصص الناس هي أهم ما يمكن أن يتناوله الإعلام، وهو جانب لا يهتم به صحافيونا كثيرًا؛ مؤكدةً على ضرورة أن تنظم مستقبلًا دورات يكون فيها التطبيق أكثر.

بدورها، قالت عدن عباس، الطالبة في المدرسة الثانوية، إنها استفادت كثيرًا من مختلف المحاضرات والورشات، وحصلت على معلوماتٍ غنية حول الإعلام وتاريخه وأنماطه؛ وتحدثت عن استفادتها من ورشات "السلامة اللغوية"، لأنها وعلى عكس الأسلوب المدرسي في تدريس النحو والصرف، كانت تطبيقية وشائقة واعتمدت أسلوب التبسيط.

- جانب من المشاركين -

أما فراس نعامنة فقال: "أكسبتني الدورة مهارات أساسية في الكتابة الصحافية تؤهلني لكتابة أخبار أو تقارير قصيرة، والخلفية النظرية التي تلقيتها أسهمت في إثراء معرفتي وقربتني أكثر من عالم الصحافة. النقاشات التي دارت مع علاء حليحل خلال الورشات كانت مهمة ومثيرة، وأفادتني كثيرا. أما الورشات اللغوية مع علي مواسي فمكنتني من معرفة أخطائي اللغوية عند الكتابة وتجنبها مستقبلًا."

التعليقات