أنس خطيب من شفاعمرو إرادة صلبة لا تنكسر

تأبى إرادة الشاب أنس خطيب (19 عاما) من شفاعمرو، بعد أن قرّرت محكمة الصلح في عكّا، أمس الأربعاء، إطلاق سراحه وإحالته للحبس المنزلي ومنع استخدامه للإنترنت حتّى انتهاء الإجراءات القضائيّة ضدّه

أنس خطيب من شفاعمرو إرادة صلبة لا تنكسر

تأبى إرادة الشاب أنس خطيب (19 عاما) من شفاعمرو، بعد أن قرّرت محكمة الصلح في عكّا، أمس الأربعاء، إطلاق سراحه وإحالته للحبس المنزلي ومنع استخدامه للإنترنت حتّى انتهاء الإجراءات القضائيّة ضدّه، أن تنكسر ليستمر في مشواره نحو تحقيق طموحه بمواصلة تعليمه وبناء مستقبل فني باهر في عالم المسرح، بالرغم من كل محاولات السجان إحباط معنوياته.

وكان خطيب قد اعتُقل منذ 40 يومًا وقُدّمت ضدّه لائحة اتهام تنسب له التحريض على العنف والإرهاب، وذلك على خلفيّة منشوراته في موقع التواصل الاجتماعي، جاءت فيها شعارات مثل 'القدس عربيّة'، 'عاشت الانتفاضة' و'أنا على قائمة الانتظاربعد مدة'.

يوميات السجن

'عرب 48' زار منزل أسرة أنس خطيب والذي كان وسط عائلته وأقاربه، رنين باب المنزل يبشر بوصول أصدقاء جاءوا من مدن وقرى عربية مختلفة للقاء أنس واحتضانه بعد انقطاع لمدة 40 يوما.

وقال أنس خطيب لـ'عرب 48' إن 'الزجاج كان يفصلني عن احتضان أمي ولقاء أهلي وأحبتي، اليوم أجتمع بهم من مسافة صفر، لم تكن فترة سهلة تلك التي قضيتها في السجن، فالسجن كالمقبرة بالنسبة للمعتقل، وخاصة شخص يحب الناس ولديه من المعارف والأصدقاء الكثير يشتاق إليهم وللحديث معهم، لكني خرجت من المعتقل أكثر حبا لأصدقائي ولكل من عرفني'.

اقرأ أيضا: شفاعمرو: إحالة أنس خطيب للحبس المنزليّ

مقبرة الأحياء

وعن فترة الإعتقال قال خطيب: 'لم أرتكب أية مخالفة تستدعي اعتقالي وذلك بحسب أقوال المحامين، الأمر الذي جعلني أشعر بالقلق في كل مرة تم فيها تمديد اعتقالي، شعرت وكأن الهدف هو تلقين المجتمع درسا من خلالي، كانت محاولات لإحباطي وكسر معنوياتي وكثيرا ما قال لي المحقق 'أنظر إلى نفسك في السجن بدون تعليم، لقد دمرت مستقبلك بيدك يا أنس'. الفترة الأولى كانت الأكثر صعوبة في السجن والكثير من الأسئلة كانت تراودني حول المصير المجهول في ظل تهمة لم أرتكبها وتمديد اعتقالي في كل مرة، إلى أن تصالحت مع نفسي وعلمت أنني أمر في فترة صعبة وستنتهي'.

الحروف العربية والصبر

يصف أنس خطيب السجن بأنه مقبرة للأحياء لا يوجد ما يطمئن المعتقل به، إلى أن تم نقله إلى سجن المعتقلين الأمنيين، وهنا أشار  إلى أنه 'تلقيت الدعم الكافي من المعتقلين وتعلمت الصبر أكثر، كما زودوني بالكتب في وقت كنت في قمة الحنين لقراءة الأحرف العربية ومشاهدتها'.

الفن المسرحي

يخطط أنس خطيب لمواصلة تعليمه في مجال فن التمثيل والكتابة المسرحية التي كانت قد بدأها على مستوى دولي من خلال مدرسة لوبية في بولندا وأمستردام، حيث شارك في برامج دولية ضمت شخصيات من مختلف الديانات والجنسيات الذين أتوا ليدرسوا فن المسرح والكتابة المسحرية، وذكر أنها 'كانت نقطة البداية للعمل المسرحي من مدرسة لوبية، وكانت أعمل مسرحية تتعلق بالسلام، فأنا أميل جدا لنوع التمثيل الذي يتعلق برواية القصص'.

عدالة والدفاع ببسالة

وشكر أنس خطيب مؤسسة عدالة وطاقم المحامين ميسانة موراني وآرام محاميد والأستاذ حسين أبو حسين، وقال إن 'طاقم المحامين في مركز عدالة أدى دور الدفاع عني بشكل مميز، فقد درسوا القضية بشكل تام، ولم يتركوا ثغرات أمام القاضي، كما شكلوا بالنسبة لي حلقة وصل بيني وبين أهلي في الوقت الذي كنت أشتاق فيه للتحدث مع أهلي، لقد دافعوا عني ببسالة وبدون تردد وتلقيت دعما معنويا منهم'.

وأعرب عن سعادته في لحظة إطلاق سراحه وقال: 'لقد حظيت باستقبال مفرح بعد قرار إطلاق سراحي، لقد أسعدني لقاء الأهل والأصدقاء والكثيرين الذين وصلوا لتقديم التهاني بإطلاق سراحي، والآن أشعر بالسعادة برؤية جميع الوجوه التي تزورني طيلة الوقت، ويدركون صعوبة الفترة التي مررت بها في فترة الاعتقال وشوقي لهذا اللقاء'.

التعليقات