الشاغور: المطر الأول يكشف هشاشة البنى التحتية

"لا تؤاخذونا يا جماعة عمنشطف" و"عذرا باريس نافورة بلدي أجمل"، "شو يما وين كاين تسبح" وغيرها، هكذا كتب عدد من أهالي قرى منطقة الشاغور على صفحاتهم الفيسبوكية بشكل ساخر في أعقاب انسداد المصارف والقنوات وتدفق المياه،

الشاغور: المطر الأول يكشف هشاشة البنى التحتية

"عذرا باريس نافورة بلدي أجمل"

'لا تؤاخذونا يا جماعة عمنشطف' و'عذرا باريس نافورة بلدي أجمل'، 'شو يما وين كاين تسبح' وغيرها، هكذا كتب عدد من أهالي قرى منطقة الشاغور على صفحاتهم الفيسبوكية بشكل ساخر في أعقاب انسداد المصارف والقنوات وتدفق المياه إلى الشوارع وبعض المنازل المأهولة بعد هطول المطر الأول بغزارة.

في كل موسم شتاء وبعد هطول أمطار الخير، تشهد البلدات العربية في الداخل الفلسطيني معاناة تتسبب بمشاكل في البنى التحتية وانسداد في قنوات تصريف المياه، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات وسيول، وتتدفق المياه في بعض الأحيان إلى داخل المنازل، ما يلحق أضرارا في الممتلكات ومحتويات المنازل.

وتسعى السلطات المحلية في البلاد قبيل هطول الأمطار إلى العمل على ترميم وتنظيف قنوات تصريف المياه، واتخاذها خطوات استعدادية أخرى من أجل عدم تدفق المياه الغزيرة إلى الشوارع والأماكن المأهولة بالسكان.

'عرب 48' أعد تقريرا حول استعدادات السلطات المحلية في منطقة الشاغور لاستقبال موسم هطول الأمطار، ورصد آراء المواطنين بهذا الخصوص.

مجد الكروم: معاناة وتذمر شديدين في كل عام

وعن استعدادات مجلس محلي مجد الكروم، قال رئيسه سليم صليبي، لـ'عرب 48' إنه 'من المعروف أن بلدة مجد الكروم تعاني الأمرين بسبب عملية تصريف المياه، حيث أن موقعها الجغرافي من أحد الأسباب التي تواجهها حيال هطول الأمطار، علماً أنها تقع في منطقة سهلية وتستوعب المياه من كل مكان'.

وأضاف أن 'مجد الكروم كسائر البلدات العربية بحاجة إلى ملايين الشواقل بهدف تزوديها بقنوات تصريف المياه، فعلى الرغم من ذلك نحن نستعد في كل عام لسد الثغرات الموجودة والعمل على تصريف المياه بالشكل المناسب'.

وتابع أنه 'للمرة الأولى منذ 10 سنوات أجرينا مناقصة قبل نحو شهر من أجل تنظيف كافة قنوات تصريف المياه مع قيامنا بتجريبها بهدف الوقوف على مدى جاهزيتنا، ومن هنا أود أن تصل رسالة للحكومة الإسرائيلية أن السلطات المحلية لن تتمكن وحدها من فتح قنوات تصريف المياه بسبب تكلفتها التي تقدر بملايين الشواقل، وعليه أتوجه للحكومة بدعم البلدة من أجل الشروع بفتح العشرات من الخطوط لتصريف المياه'.

وعبر عن أمله أن 'يمر هذا الموسم بخير دون عوائق تذكر، حيث قمنا أيضاً بإعداد قسم للطوارئ بمشاركة ممثلين عن الأمن والصحة وعدد من المتطوعين بهدف المساعدة في حال لزم الأمر'.

وعن قسم الصحة في مجلس مجد الكروم، قال مأمون خلايلة، لـ'عرب 48' إنه 'جرى تنظيف قنوات صرف المياه الشتوية، حيث أن الشبكة باتت على أتم الاستعداد، بالإضافة إلى تنظيف الخطوط الرئيسية التي تصب في القناة الرئيسية على امتداد شارع 85، ومن هنا أطالب جميع المواطنين بمساعدتنا والمحافظة على نظافة القنوات المحاذية للمنازل وعدم إلقاء أي غرض من شأنه أن يعرقل مجرى المياه في القنوات'.

وقال الشاب ماهل مناع، لـ'عرب 48' إنه 'لا شك أن مياه الأمطار هي نعمة من عند الله عز وجل قبل أن تتحول إلى نقمة، فما يجعلها نقمة هي الفيضانات والسيول التي تجتاح البلدة وتسببها في إغلاق الشوارع الداخلية وتدفق المياه إلى المنازل، ومن هنا أطالب المسؤولين بالعمل لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تعاني منها البلدة منذ سنوات طويلة، وأتمنى من الله أن يكون شتاءً دافئا على الجميع'.

البعنة: تأهب للحد من حالات الفيضانات والجرف

وقال رئيس مجلس محلي البعنة، الحاج عباس تيتي، لـ'عرب 48' إنني 'أولاً أتمنى أن يعود موسم هطول الأمطار بالخير والبركة على الجميع في كافة أنحاء العالم، ثم أنوه إلى ضرورة توخي الحذر من مياه الأمطار، علماً أن المجلس المحلي في البعنة عانى الكثير حيال حالات الفيضانات والجرف بسبب الموقع الجغرافي للبلدة'.

وأضاف أننا 'قمنا بإعداد خطوط لتصريف المياه والعمل على تنظيف القنوات، فالأمطار الغزيرة التي هطلت لم تكن البعنة وحدها المتضررة بسببها بل أيضاً ألحقت الأضرار على سبيل المثال بمدينة عسقلان على الرغم من حسن بنيتها التحتية، بالإضافة إلى مناطق أخرى في البلاد والدول الجارة'.

وتابع أنه 'علينا اتخاذ كافة التدابير والوسائل من أجل الحفاظ على سيرورة المياه في مجراها، وبنفس السياق عملنا على مدار سنوات عدة بالتعاون مع مجلس محلي دير الأسد على صيانة مقطع الشارع الداخلي للبلدتين والمربوط بشارع 85 بسبب الفيضانات الناتجة عن هطول الأمطار، علماً أن المسؤول الأول والأخير عن ذلك هي شركة 'مسارات إسرائيل'، حيث قمنا بإبرام اتفاقية معها فيما بعد من أجل تعبيد الشارع وتحسينه بالشكل المناسب'.

وقال ابن بلدة البعنة، الدكتور محمد طلال بدران، لـ'عرب 48' إن 'فصل الشتاء يكشف العيوب والخلل الذي ستره فصل الصيف في البلدات العربية، فما أن تبدأ الأمطار بالهطول على قرانا إلا وتطفو وتظهر عورات الشوارع والبنى التحتية، وكأن الأمطار تكشف هشاشة البنى التحتية في شوارعنا، خصوصا ما يتعلق بقنوات الصرف الصحي وقنوات تصريف المياه، ومن هذا المنطلق أعتقد أن شبكات تصريف المياه والصرف الصحي لم تحظ بالعناية الصحيحة منذ تنفيذ مشاريعها، وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى ما يشبه بالفيضانات في الشوارع ما يشكل خطراً على البيوت التي تتواجد في مناطق منخفضة، كما ويهدد حياة المواطنين أو على الأقل ممتلكاتهم'.

وأضاف 'أعزو ذلك إلى انعدام المهنية في بعض السلطات المحلية عند شروعها بمثل هذه المشاريع الحيوية والأساسية، أو لأن إنشاء البنى التحتية قد تم تنفيذها منذ سنوات طويلة، ومع ازدياد العمران وتطور القرى والبناء وتكاثر الناس، لم تعد تلك البُنى التحتية قادرة على استيعاب تدفق المياه ولم تعد قنوات التصريف قادرة على تصريف الكميات الهائلة من المياه التي تهطل، ناهيك عن الازدحامات المرورية التي تحدث والفوضى في السياقة التي ترافق ذلك وانقطاع الكهرباء وغيرها من المشاكل، وهذا يستدعي السلطات أن تتنبه لكل هذه المخاطر مع بدايات فصل الربيع وتتجهز لتنفيذ مشاريع صرف قادرة على تفادي البلدات العربية مخاطر الفيضانات، ولا نريد مجرد فريق أزمة، بل الفريق المخطط والمنفذ والقادر على إقامة الشبكات الصرفية التي تستطيع أن تعالج كميات المياه الكبيرة التي تهطل والمخاطر التي ترافق ذلك، وهذا بطبيعة الحال يحتاج إلى اختصاصيين ومهنيين ومخططات تتناسب مع التوسع العمراني والكثافة السكانية في قرانا ومدننا العربية'.

دير الأسد: تحضيرات على قدم وساق لاستقبال هطول الأمطار

وقال مسؤول قسم الأمن والأمان في مجلس محلي دير الأسد، وسام عمر، لـ'عرب 48' إن 'المياه هي مصدر أساسي في معيشتنا اليومية، إلا أن لهطول الأمطار سلبيات عدة تتسبب في حوادث مختلفة كالفيضانات والسيول وما شابه'.

وأضاف أننا 'في مجلس محلي دير الأسد قمنا بعقد جلسة قبل نحو الشهر لجميع مدراء الأقسام، حضرها مسؤولون عن السلطات الرسمية، قمنا من خلالها بوضع خطة عمل من أجل تفادي ما قد تخلفه مياه الأمطار، حيث قدمت شرحاً وافياً بهذا الصدد'.

وتابع أننا 'سنشرع بتنظيف البلدة بشكل كامل وإزالة الأغراض التي من شأنها أن تعرقل عمل قنوات صرف المياه، كما وقمنا أيضا بتنظيف قنوات تصريف المياه على يد مقاول وعدد من عمال المجلس، بالإضافة إلى تنظيف الخطوط الرئيسية في مدخل القرية بالتعاون مع مجلس محلي البعنة، وقمنا أيضاً بالتعاقد مع مقاول مزوّد بمعدات عمل ثقيلة وآخر مزوّد بمضخات في حالات الطوارئ والفيضانات'.

وأوضح أنه 'تم تشكيل لجنة مكونة من عمال المجلس للعمل في حالات الطوارئ، وبالتالي نحن على أتم الاستعداد لتفادي كل ما قد تسببه مياه الأمطار وعلى جاهزية تامة لمساعدة المواطنين في حال لزم الآمر'.

التعليقات