شبح الهدم يتهدد منازل عربية في المثلث

تنتاب مشاعر القلق والخوف مئات العائلات في الداخل الفلسطيني عامة ومنطقة المثلث تحديدا، وتسود أجواء غير مريحة ومخاوف شديدة في أعقاب إعلان السلطات الإسرائيلية نيتها تنفيذ أوامر هدم منازلها،

شبح الهدم يتهدد منازل عربية في المثلث

منظر عام في الطيبة

تنتاب مشاعر القلق والخوف مئات العائلات في الداخل الفلسطيني عامة ومنطقة المثلث تحديدا، وتسود أجواء غير مريحة ومخاوف شديدة في أعقاب إعلان السلطات الإسرائيلية نيتها تنفيذ أوامر هدم منازلها، بعد أن نفذت، مؤخرا، جريمة هدم منزلي المواطنين إبراهيم زبارقة وأحمد نصاصرة الواقعين ضمن نفوذ بلدية الطيبة.

ويعتقد الأهالي أن تكون جريمة هدم هذين المنزلين بمثابة الحلقة الأولى في مسلسل جرائم هدم طويل استنادا لتصريحات وتوصيات المستشار القضائي للحكومة، بتسريع تنفيذ أوامر الهدم في المجتمع العربي، ما من شأنه أن يضع العشرات من العائلات في خانة المُشردين، في ظل سياسة التضييق والخنق والتمييز للبلدات العربية وخرائط هيكلية عالقة منذ عشرات السنوات وعدم توسيع مسطحات البناء والأزمة السكنية التي تشتد بشكل واضح.       

نضال وأفضلية سكنية                                                             

وقال صاحب منزل مهدد بالهدم الفوري، سليم أبو حجاج من الطيبة، لـ'عرب 48' إنه 'عندما أتوا لتنفيذ الهدم وشاهدنا بأعيننا كيف انهارت البناية وسقفها الذي يأوي أحد عشر نفرا غير الوالدين تقطع قلبي، وأنا مكتوف الأيدي وعاجز عن فعل شيء، لم يبق لنا سوى اتخاذ سبل النضال والضغط المتواصل من النواب العرب ورؤساء السلطات المحلية والأحزاب ولجنة المتابعة على الحكومة والجهات المسؤولة فيها، جنبا إلى جنب النضال الشعبي، من أجل أن تتبنى الحكومة الخطة المقترحة من قبل بلدية الطيبة، وهي الإعلان عن 420 دونما كأفضلية سكنية في منطقة البيوت المهددة بالهدم'.

حطموا الأحلام

وقال صاحب المنزل الذي هدم مؤخرا، إبراهيم زبارقة، لـ'عرب 48' إنه 'لا يمكن وصف الشعور وأنت ترى بيتك يهدم، حطموا الأحلام دون سبق إنذار وأمام عيني وتناثرت أحلام الأطفال ومستقبل الأبناء، ولم يبق لنا سوى العمل السياسي من قبل النواب العرب والمسؤولين ونحن نقدره جدا، لكن رغم كل هذا أبت هذه الدولة العنصرية إلا أن تهدم بيتنا وتُشردنا، ولم تعرنا اهتماما، ولكننا لم نفقد الأمل ولا يسعني إلا أن أشكر جميع الناس الذين وقفوا إلى جانبنا من الطيبة وقلنسوة وجميع أنحاء البلاد'.            

مخططات مرسومة ومدروسة

وقال الناشط ياسر دسوقي لـ'عرب 48' إن 'هدم البيت هو هدم الإنسان. لا يخفى على أحد أن الحكومة تنفذ مخططات كانت قد درست ورسمت منذ عشرات السنوات، نعلم تلك المخططات وندرك تداعيات تنفيذها، وحذرنا منها في السابق، ولم نكن لنعلم الغيب، إنما هي قراءة سياسية صحيحة وبسيطة لنهج كيان استباح الأرض والعرض والبيوت. هذا الكيان لا يريد بأي شكل من الأشكال أن تلتقي الطيبة بقلنسوة في المباني، فهذا البعد الديموغرافي يؤمّن منطقة عازلة.
قد نكون قد خسرنا معركة، لكننا لم نخسر الحرب بعد، فلنتدارك ما قد فاتنا، ولنجتمع كلنا على عملٍ صادق خالص لوجه الله تعالى وفي سبيل الرباط المقدس'.

سياسة عنصرية

وقال الشاب فادي يونس قاضي من مدينة قلنسوة لـ'عرب 48' إنه 'لا يعقل أن يخرج الأثيوبيون للتظاهر وقد أغلقوا شارع رئيسي في تل أبيب للاحتجاج والمطالبة بحقوقهم، وهم ليسوا من سكان البلاد، في الوقت الذي نحن أهل وأصحاب الأرض نجلس بالبيت مكتوفي الأيدي. سياسة الهدم هي سياسة عنصرية تُمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد المواطنين العرب فقط، مع العلم أن 60% من المستوطنات من دون ترخيص. وبحسب رأيي المسؤولية تقع على البلديات لأنها لم تبذل كل الجهد اللازم من أجل هذه القضية'.

الارتقاء بالعمل الوحدوي

وقال الشاب سامر منصور من مدينة الطيرة لـ'عرب 48' إنه 'يجب علينا الارتقاء الجماعي والوحدوي والكفاحي، المُنظَّم والمخطَطّ في مواجهة هذا التحدّي، في إشارةة للتسارُع المنهجيّ في سياسة هدم البيوت. فكلنا نعلم أن أكثر من 50 ألف بيت عربي مُهدَّد بالهدم، في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية، والذّريعة هي ذاتها تلك الحجة الواهية البناء غير مرخص، وما يجري لا يقل عن عملية تطهير عرقي ممنهج للوجود العربي الفلسطيني في البلاد. نحن سكان الداخل أمام معركة وطنية وُجودية حقيقية لا يمكن الحَياد أو الصمتِ والغضب المحدود، إلى مرحلة مختلفة في الرؤية والأداء والجَوْهر والمظهر، وتوجد إستراتيجية لها تكتيكاتها وتكتيكات نضالية لها إستراتيجياتها'.

لا للسكوت

وقال رئيس اللجنة الشعبية في قلنسوة، الناشط والمهندس محمود متاني، لـ'عرب 48' إنه 'إذا ما سكتنا عن ذلك سوف نرى ركاماً مرة أخرى، ولا شيء مستبعد عن هذه الحكومة العنصرية، لكن هنالك مفهوم خاطئ عند بعض الناس، الذي يقول إن هذه المظاهرات والنضالات لا تجدي نفعا ولا تمنع هدما، وأقول إن العمل السياسي والنضال الجماهيري منع وخفف الكثير من أوامر الهدم الفورية'.

فضح الحكومة وتدويل قضية الأرض

وقالت الناشطة وعضو البلدية في الطيبة، د. نهاية حبيب، لـ'عرب 48' إن 'أكثر ما يخيف هذه الحكومة هو فضح وجهها والتسبب بضرر صورتها أمام الرأي العام الدولي. يجب استغلال كل الوسائل القانونية المتاحة والعمل في آن واحد في جميع المسارات، والتفكير أيضا خارج الصندوق، وتدويل قضية الأرض والمسكن. يجب فضح هذه السياسة من على كل منبر لأنها تحد من نمو وتطور مسطحات البناء في البلدات العربية وتجعل منها 'جيتوات' مغلقة'.

اقرأ أيضًا| موجة أوامر هدم في المثلث واستئناف لإلغاء هدم منزل خلال أسبوع

في رأس سلم الأولويات

وقال رئيس بلدية الطيبة، المحامي شعاع منصور مصاروة، لـ'عرب 48' إننا 'في اليوم الأول لدخولنا البلدية، خصصنا خططا وطاقما خاصا من أجل العمل على إنهاء هذه المعضلة، وقد وضعناها في سلم أولوياتنا، وطرقنا جميع الأبواب الحكومية، جلسنا مع وزارة المالية، واللجنة التنظيمية، التي قبلت في الشهر الأخير توصياتنا لتحويل المنطقة الغربية للسهل كأفضلية سكنية، بالإعلان عن 420 دونما تحتوي على ما يقارب 1500 وحدة سكنية. وسوف نحارب حتى آخر قطرة في هذه القضية بالطريقة القانونية، وسوف نقنع الحكومة أنه من حقنا أن نبني بيتا على أرضنا'.

التعليقات