نساء: مساحة أكبر في الحيز العام لنصف المجتمع

تكافح النساء في المجتمع العربي في سبيل طرح مواقفهن في اتخاذ القرارات كشريك رئيسي وأساسي، من منطلق قدرتهنّ على قيادة الأمور على كافة الأصعدة سواء كانت اجتماعية أو سياسية وغيرها.

نساء: مساحة أكبر في الحيز العام لنصف المجتمع

تكافح النساء في المجتمع العربي في سبيل طرح مواقفهن في اتخاذ القرارات كشريك رئيسي وأساسي، من منطلق قدرتهنّ على قيادة الأمور على كافة الأصعدة سواء كانت اجتماعية أو سياسية وغيرها.

'عرب 48' حاور بعض النساء من منطقة الجليل حول انخراط النساء في المجتمع العربي.

نقلة نوعية

قالت د. منار سلامة من مجد الكروم، لـ'عرب 48'، إن 'المرأة هي نصف المجتمع وهذا ما نراه من خلال قيامها بأدوار عديدة في المجتمع بدءًا من المنزل، ومن هذا المنطلق أرى بأنه يجب أن يكون للمرأة دور فعال داخل المجتمع'.

وأضافت أنه 'على الصعيد الاجتماعي نلاحظ نقلة نوعية من خلال انخراط النساء داخل الأطر الاجتماعية، حيث نلمس تقدما عما كان في السابق، لكن ليس بالشكل الكافي، وسط تهميش النساء وتفضيل الرجال في مختلف المناصب'.

وتابعت أنه 'على الصعيد السياسي لا أرى أن هنالك انخراطا كافيا للمرأة. وحسب اعتقادي فإن ذلك متعلق باختيار المرأة الشخصي عدم خوض السياسة وتركها للرجال'.

واختتمت أن 'مجتمعنا العربي يحدد من قدرات المرأة ولا يمنحها الفرص الكافية للتمثيل في مناصب معينة، علما أن المرأة كائن بشري مبدع يتحلى بالقدرة والإمكانيات حيال نجاحها بمجالات مختلفة أكثر من الرجل، من منطلق قيامها بعدة أدوار لا يمكن للرجل القيام بها'.

دور أساسي

وقالت مديرة المدرسة الابتدائية 'ج' في البعنة، شادية بدران، لـ'عرب 48'، إن 'المرأة تساهم في بناء مجتمع حضاري من خلال تربيتها وغرس القيم الأخلاقية في نفوس أولادها، ومن هنا تستهل دورها في الانخراط بالمجتمع'.

وأضافت أنه 'من خلال ما تقوم به المرأة في المجتمع، نرى أنها قادرة وتستطيع القيام بأدوار مختلفة في المجتمع، مع الإشارة إلى أن الديانات السماوية رفعت من مكانة المرأة عكس ما يراه البعض على أنها ضعيفة تجاه تمثيلها بالمجتمع'.

وشددت على أن 'هنالك عدة أمور تؤثر على انخراط المرأة داخل المجتمع، لعلّ أهمها خروج المرأة إلى ميادين العلم والتحاقها بالمؤسسات التعليمية والدورات الاستكمالية، ما يساهم في بناء شخصية المرأة وإتاحة الفرصة أمامها نحو الانخراط في المجتمع، أضف إلى أن العائلة الداعمة للمرأة تلعب دورا أساسيا في ذلك، خاصة وأن المرأة لديها القدرة على تحمل أدوار متعددة والعطاء في جميعها من أجل تطوير المجتمع بشتى المجالات'.

وأردفت 'بالنسبة لدور المرأة على الصعيد السياسي، أرى أن الظروف اليوم باتت مهيأة أمام المرأة للانخراط في السياسة عكس ما كان عليه الوضع في السابق، وسط دعم المجتمع للمرأة من أجل تمثيلها سياسيا، مع التنويه إلى أن هنالك شريحة أخرى تنظر إلى المرأة وكأنها فاشلة، ومن هنا أرى أنه يجب على المرأة أن تخرج من المنزل وألا تبقى متقوقعة في مكان واحد من منطلق إيماني بقدرة المرأة على تطوير المجتمع'.

واختتمت أن 'أكثر ما يسعدني هو قيام المجتمع العربي بدعم الفتاة للتعلم، وعليه أرى بأننا في المسار الصحيح لبناء مجتمع حضاري، كون العلم ليس سلاحا للرجل فقط بل للمرأة والشاب والفتاة على حد سواء'.

تحدي

وقالت الطالبة الجامعية، حلا مرشود، من حيفا، لـ'عرب 48'، إن 'هنالك محاولات دائمة لتهميش المرأة الفلسطينية وإقصائها عن الحيز العام، وخروج المرأة إلى هذا الحيز لتكون جزءا منه والذي هو أيضًا مكانها الطبيعي التي لها الحق بدخوله، هو بمثابة تحدٍ كبير للمجتمع والمؤسسة الإسرائيلية'.

وأضافت أن 'الصعوبة لا تكمن فقط بالدخول والعمل في هذا الحيز، إنما هنالك صعوبات ستواجهها خلال عملها ونشاطاتها، فالعديد من المؤسسات والمسؤولين (وهم بغالبيتهم رجال أيضًا بسبب هذا الواقع) يفرضون ظروفا مهينة للمرأة خلال عملها، وعليه أرى بأن كل ساحة تخوضها المرأة هي ساحة نضال'.

وشددت قائلة: 'لن أؤكد على دور المرأة الطبيعي في الحيز العام، فهذا أمر مفروغ منه بالنسبة لي، ويجب أن نفهم ونعي السياق الاجتماعي والسياسي للمرأة الفلسطينية، فمن أجل الدخول إلى الحيز العام تواجه المرأة الفلسطينية المجتمع وتواجه كيانا استعماريا ذكوريا بطبعه وذكوريا بمؤسساته بل وأكثر من ذلك'.

وتابعت: 'لا ندعي أنه لا توجد نماذج لنساء ينشطن في الحيز العام، ويحطمن بذلك كل القيود والحواجز، ومن المهم في حديثنا أن نتطرق إلى النجاحات حتى لو لم تكن كافية، لكن يجب أن نتنبه إلى ألّا نقع في الخانات المربعة المحدودة التي تتفاجأ من وجود المرأة في أماكن قيادية أو في مناصب معينة'.

وأردفت أن 'رؤيتنا في هذه القضية لا تنفصل عن رؤيتنا للمجتمع الدي نطمح إليه، نحن نطمح بالعيش في مجتمع غير إقصائي، حيث يمكن للجميع العيش فيه بأمان، ويحق للجميع أن يختاروا نمط الحياة الذي يناسبهن/م، ومجتمع لا يسمح باستحواذ فئات معينة على الخطاب وتهميش كل ما هو خارجه'. 

واختتمت أن 'العمل على هذه القضايا، والعمل على تحسين ظروف المرأة في العمل وبشكل عام هو جزء من نضالنا السياسي ضد القمع، وهذا واجب يقع على عاتق جميع الأطر والمؤسسات الناشطة على الساحة الفلسطينية'.

غياب

وقالت المستشارة للنهوض بمكانة المرأة، علياء حصارمة، من البعنة، إن 'المجتمع يعيش حالة غياب عن الحق والاعتراف بأن المرأة قادرة على النجاح في عدة مجالات والدخول في دوائر صنع القرار'.

وأضافت أنه 'يجب أن تكون مشاركة فعالة للمرأة في الحيز العام وقبولها لوظائف في دوائر اتخاذ القرار، حتى لرئاسة المجلس المحلي لأن لديها الحكمة والجلادة وتتمتع بالخبرة في إدارة الميزانيات والمشاريع'.

وتابعت أن 'مجتمعنا يحتاج لثورة فكرية ووعي لأهمية الأدوار التي تستطيع أن تقوم بها المرأة، كما يجب أن يكون هنالك وعي للحقوق والواجبات وخلق واقع جديد ومتوازن ومتقبل على أساس المشاركة الحياتية بين المرأة والرجل، وليس على أساس الصراعات والتحديات ولا على أساس الإقصاء وإلغاء الآخر'.

وأنهت حديثها أنه 'عندما نعي أن دور المرأة هام في المجتمع كدور الرجل، ونعطي لها الشرعية في التمثيل، سيؤدي ذلك إلى النهوض والارتقاء واعتلاء درجات الحضارة'.

كفاءات وقدرات
وذكرت الناشطة الاجتماعية والسياسية، رانيا محمد فاعور، من شعب، لـ'عرب 48'، أننا 'نشهد تقدما من ناحية انخراط النساء داخل المجتمع عما كان في السابق، لكن ليس بالقدر الكافي'.

وأضافت أن 'المرأة لديها الكفاءات القدرات التي تخولها الوصول إلى مراكز صنع القرار، وكلي أمل أن نرى نساء في مراكز قيادية كرئيسة سلطة محلية وما إلى ذلك'.

اقرأ أيضا: مكتب النائبة زعبي يطلق حملة "حقك تعرفي حقك"

واختتم أنه 'ينبغي أن يكون مساواة بين الرجل والمرأة من ناحية الانخراط في المجتمع، كون المرأة بإمكانها الوصول إلى أمور يصعب على الرجل الوصول إليها'.

التعليقات