أصدرت لجنة أولياء أمور الطلاب المركزية في مدينة الطيبة برئاسة إمام مسجد خالد بن الوليد، الشيخ جواد مصاروة، أمس الأربعاء، بيانا أعلنت فيه منع حفلات التخرج الرسمية في مدارس المدينة، بعد أن عقدت جلسة مديري مدارس الطيبة، بشتى مراحلها، ورئيس منتدى المدراء في الطيبة، الأستاذ توفيق عازم، وبالتوافق مع بلدية الطيبة.
وتوصل أعضاء اللجنة ومديرو المدارس إلى قرار بمنع الاحتفالات خارج المدرسة، في المتنزهات والقاعات المستأجرة، في حين تقتصر الاحتفالات على مستوى الصف، كلٌ في إطار صفه ومدرسته، وبمشاركة المربين والمعلمين فقط، وخلال اليوم الدراسي دون الحاجة لحضور الأهل والأقارب والأصحاب، وأن تكون هذه الاحتفالات بعيدة عن الإسراف والتبذير أو تكاليف لا حاجة لها، وأن يقتصر الاحتفال على طاقات وإبداعات الطلاب المدرسية فقط، ورأوا أنه 'يكفي احتفال بسيط يرمز إلى نهاية مرحلة ما، واستقبالا للمرحلة التي تليها'.
وجاءت هذه الخطوة بعد عدة مشاورات توصلت إليها لجنة أولياء أمور الطلاب المركزية ومديرو المدارس، من باب 'مراعاة أمور كثيرة باتت ترافق هذه الاحتفالات وهي غير معقولة وغير مقبولة على المجتمع وقطاع كبير من الأهل الذين لا يمكنهم تحمل مصروفاتها، حيث صارت حفلات التخرج موطنا للإسراف والتبذير، وهدر للأموال وإضاعة للأوقات، وارتكاب المخالفات، وتحميل الأهل فوق الطاقات والإمكانات'، حسب بيان اللجنة.
وقال الشيخ جواد مصاروة، لموقع 'عرب 48'، إن 'هذه الخطوة جاءت، أولا وأخيرا، لتصب في مصلحة الأهالي في المدينة، إذ أن حفلات التخرج أصبحت أمراً مبالغاً فيه في كل ما يتعلق بالمصاريف الباهظة التي تُبذّر هناك، مما يشكل عبئاً على أهالي الطلاب وعلى الطلاب أنفسهم، ورأينا أنه من الواجب الديني والوطني أن نجعل هذه الاحتفالات أقل تكلفة وأقل حفاظا في الأوامر الظاهرية، وأيضاً منعا لتكرار سلوكيات وتصرفات لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وقيم ديننا الحنيف، ومراعاة لشعور بعض الطلاب والأهل لوجود الفوارق المادية، وتوحيدًا للمقترحات التي طرحت من قبل لجنة أولياء أمور الطلاب المركزية والبلدية وإدارات المدارس. كنا قد درسنا هذه الإمكانية من ذي قبل، وبعد مشاورات مع جميع الجهات المعنية، توصلنا إلى اتفاق بإلغاء الحفلات، وتغيير مسارها، للأسباب التي ذكرت أعلاه'.
وأضاف أنه 'نعلم حق العلم أن أكثر ما يسعد الآباء والأبناء ونجاح أبنائهم هو تلك اللحظة التي يرون فيها أولادهم قد تخرجوا حاملين شهاداتهم، ثمرة جهدهم واجتهادهم، شهادات تضمن لهم مستقبلهم العلمي والعملي، نعم لا شيء يعدل تلك الفرحة، لكن لا بد أن يعلموا أن هناك الكثير من الأمور التي وُجب مراعاتها، في الجانب الديني والوطني والتربوي أيضا'.
للطلاب موقف مختلف
وقال رئيس مجلس الطلاب في كلية يوسف شاهين، متعددة المجالات، وعضو مجلس الطلاب القطري في البلاد، مراد قلاولة، لموقع 'عرب 48'، إننا 'بداية نحترم قرار اللجنة ومديري المدارس، إنهم أولياء أمورنا ولديهم الخبرة والتجربة أكثر منا، لكن موقفنا مختلف ويتنافى مع قرار اللجنة. أقترح أن تُلغى جميع حفلات التخرج في المدارس جميعاً باستثناء صفوف الثواني عشر، مع مراعاة الضوابط الدينية والتربوية وعدم الإسراف فيها'.
وأضاف أنه 'من حق طلاب تعلموا 12 سنة متتالية أن يقام حفل تخرج خاص بهم، خاصة وأنهم سينتقلون من مرحلة إلى أخرى في الحياة العلمية أو العملية'.
وأكد أنه 'سوف نحدد اليوم موعدا لجلسة مع رئيس بلدية الطيبة، ومع لجنة أولياء أمور الطلاب، لنطلعهم على موقفنا، ونرى أنه يجب أن نناقش الأمر سوية من أجل التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين'.
وأشار إلى أنه كرئيس مجلس الطلاب في المدرسة، توجه إليه الكثير من الطلاب منذ الإعلان عن القرار، وأعربوا عن استيائهم من قرار إلغاء الحفلات، 'أنا بدوري سوف أوصل صوتهم وأنقل موقفهم إلى المسؤولين عن اتخاذ القرارات والعمل من أجل إيجاد حل يرضي الطرفين'.
التعليقات