ما بعد العيد: أطفال يعانون إصاباتهم بمسدسات الخرز

لا يزال العديد من الأطفال والفتية العرب يرقدون في قسم العيون بمستشفى الجليل الغربي في نهاريا، يتلقون العلاج الطبي إثر إصابات بسبب مسدسات الخرز خلال عطلة العيد.

ما بعد العيد: أطفال يعانون إصاباتهم بمسدسات الخرز

أطفال عرب يخضعون للعلاج في المستشفى

لم تتذوق عائلات من الشمال طعم الفرح والبهجة خلال أيام عيد الفطرد، في أعقاب تعرض أبنائها للإصابة من مسدسات الخرز أثناء قضاء أوقاتهم بالعيد.

العديد من الأطفال والفتية لا زالوا يرقدون في قسم العيون بمستشفى الجليل الغربي في نهاريا، جراء الضرر الذي لحق بأعينهم بسبب مسدسات الخرز.

وبهذا الصدد، عبرّ أهالي الأطفال المصابين خلال حديثهم لـ'عرب 48' عن غضبهم واستنكارهم الشديدين لهذه الظاهرة الخطيرة، محملين المسؤولية للشرطة والسلطات المحلية والتجار نظرًا لتقاعسهم من أجل اجتثاثها والحد منها.

وقال أحمد حمود من قرية جديدة المكر، لـ'عرب 48' حول إصابة نجله، إنه 'للأسف الشديد بات الوضع لا يحتمل السكوت، ومن هذا المنطلق لن أسمح بأن يكون سكوتي سببًا للضحية القادمة'.

وتساءل 'ما هو ذنب هؤلاء الأطفال للسقوط ضحايا نتيجة إهمال المسؤولين؟ أين القانون والمساواة؟ هل نحن مواطنون من الدرجة الرابعة أو الخامسة حتى يتم تجاهلنا لهذه الدرجة؟ وهل نحن مضطرون لقضاء عطلة العيد خارج بلادنا من أجل تفادي هذه الظاهرة؟'.

وتابع أنه 'بينما كان يتواجد نجلي محمد في ساحة العيد بالقرية، أصيب في عينه عن طريق الخطأ من مسدس خرز كان بحوزة أحد الأطفال من مسافة صفر نتيجة إهمال الأهالي عمومًا تجاه أبنائهم ونتيجة عدم المبالاة لدى التجار الذين باتت مصلحتهم الشخصية فوق صحة أبنائنا، وكذلك تقصير المجلس المحلي والشرطة والجهات المسؤولة نظرًا لتقاعسهم في اجتثاث هذه الآفة'.

وأنهى بالقول: 'أحمل المسؤولية للجهات المسؤولة كوننا نعيش في دولة تدعي الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، من المفروض أننا جميعًا نقطف هذه الثمار، إلا أن الحقيقة مرة كون من يقطف من هذه العدالة المزعومة فقط الدولة والأناس الفاسدين كل من منصبه نظرًا لعدم قيامهم بواجبهم، وبالمقابل نحن ندفع لهم ثمن هذه العدالة إلا أننا نتلقى مقابل ذلك إصابات. أين القانون الذي نراه يطبق في عكا من أجل حماية أطفالها ولا نراه في قرانا ومدننا العربية لحماية أطفالنا، هذا الأمر واضح للعيان ولا يحتمل النقاش، وللأسف نحن في وضعية لا نحسد عليها وبناءً عليه لا أسمح لنفسي بأن يكون سكوتي سببًا للضحية القادمة'.

وناشد كل إنسان ضميره حي أن يقف إلى جانب أهالي الأطفال في مطلبهم 'كي نعيش بأمان من أجل سلامة أبنائنا وليعود علينا العيد بحال أفضل مما نحن عليه الآن'.

وطالب الأهالي عمومًا الاهتمام بأبنائهم وألا يتركوهم وشأنهم من منطلق المسؤولية الملقاة على كاهلهم كآباء وأمهات، لأنهم 'جزء مما وصلنا إليه، لكنهم ليسوا وحدهم من يتحمل المسؤولية بل هناك مسؤولية أخرى تقع على المجلس المحلي والشرطة التي تتجاهل مجتمعنا العربي، كما وألقي اللوم على التجار الذين تسول لهم أنفسهم ببيع هذه الألعاب الخطيرة للأطفال وأدعوهم لزيارة المستشفى كي يشاهدوا ما سببوه للأطفال وأهاليهم، ومن هنا أطالبهم بالعدول عن هذا العمل الذي لا يمثل سوى الطمع والجشع قبل أن يدفعوا الثمن عاجلًا أم آجلًا'.

وقال يوسف مصري من قرية نحف الذي أصيبت ابنته من مسدس خرز في عينها، لـ'عرب 48'، إننا 'نعاني من تكرار حدوث إصابات جراء هذه الآفة الخطيرة منذ 4 سنوات، وللأسف لم نر أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة من أجل الحد من هذه الظاهرة المتفشية'.

وأضاف أنه 'كان لي توجه للشرطة بعد إصابة ابنتي في عينها من مسدس خرز، التي بدورها أشارت إلى أن تدخلها منوط بأمر من المجلس المحلي كي لا تكون سببًا في إحباط بهجة العيد!، أحمّل المسؤولية للمجلس المحلي الذي لم يبد أي اهتمام تجاه هذه الظاهرة الخطيرة'.

وحول تعكير أجواء العيد التي من المفترض أن تكون مفعمة بالفرح والسعادة، قال إن 'العائلة لم تتذوق بهجة العيد منذ يومه الأول حين توجهت ابنتي آية في صبيحة اليوم إلى الدكان وعادت باكية إثر إصابتها من مسدس خرز في عينها، ما اضطر إلى دخولها ومكوثها بالمشفى'.

ووجه أصبع الاتهام إلى الجهات ذات الصلة، وأوضح أن 'المسؤولية الأولى تقع على المجلس المحلي ثم التجار والشرطة، فلو أن الأول معني بالعمل على إجبار الشرطة من أجل اجتثاث هذه الظاهرة وتغريم التجار لما وصلنا إلى هذا الحال'.

وناشد جميع رؤساء السلطات المحلية العمل بجدية وأن يضعوا أنفسهم مكان الأهالي من أجل الحد من هذه الآفة الخطيرة، وطالب الأهالي عمومًا بالانتباه أكثر لأولادهم ومنعهم من حمل هذه المسدسات البلاستيكية الخطيرة، لئلا يقع ما لا يحمد عقباه.

التعليقات