دارين طاطور تعانق قصائد الحرية رغم اعتقالها المنزلي

دام ابتعادها عن منزلها شهورًا طويلة، فمنذ فجر 11 تشرين الأوّل/أكتوبر 2015، حتى مساء أمس، الثلاثاء، لم تذق الشاعرة دارين طاطور طعمَ الراحة في منزلها، بعد أن اعتقلتها الشرطة الإسرائيليّة على خلفية كتابتها الشعر

دارين طاطور تعانق قصائد الحرية رغم اعتقالها المنزلي

دام ابتعادها عن منزلها شهورًا طويلة، فمنذ فجر 11 تشرين الأوّل/أكتوبر 2015، حتى مساء أمس، الثلاثاء، لم تذق الشاعرة دارين طاطور طعمَ الراحة في منزلها، بعد أن اعتقلتها الشرطة الإسرائيليّة على خلفية كتابتها الشعر ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، بتهمة التحريض.

تبدو وكأنّها احتضنت حلمها، رغم أنّه مقيّد الحرّية، طاطور التي وصفت النوم والاستيقاظ في منزلها لأوّل مرة، بأنّه شعور رائع ومختلف جدًا، بعد تجربة الاعتقال لمدة 3 أشهر في السجن الفعليّ، وإبعادها عن منزلها واعتقالها الإداريّ 6 أشهر أخرى، في كريات أونو، قرب تل أبيب.

العودة

افتتحت طاطور لقاءها بعرب 48، بذكر الحرية والأمل والتفاؤل والتمني بالفرج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة، قائلةً: 'هذا اليوم مختلف عن جميع الأيام التي عشتها قبل 9 أشهر لغاية الآن، شعرت، رغم اعتقالي المنزلي، بطعم الحريّة، لأنني عدت إلى كنف أسرتي وبيئتي وأحبائي'، مستطردةً أنّ ظروف المحكمة الأخيرة 'كانت تراجيديّة لأنها غريبة ومليئة بالعذابات الدراميّة، منذ يومي الأحد والإثنين، وحتى قرار إطلاق سراحي، أمس، الثلاثاء'.

وقالت طاطور: 'اضطررت لقضاء ليلة في السجن، مساء الإثنين - فجر الثلاثاء، بسبب عدم توفر مكان للمبيت بدل الاعتقال المنزلي في كريات أونو بتل أبيب، فقد انتهى عقد إيجار المنزل المتفق عليه لمدة 6 أشهر بعد أن تمّ إيجاره لمدة تتناسب مع اعتقالي، وذلك بعد أن أبت المحكمة أن أبقى في بيت عائلتي، بعد أن سمحت برجوعي للمنزل، وبهذا سلّمت نفسي للسجن الفعليّ بسجن الجلمة مرّة أخرى لليلة واحدة'.

'هذا الشعور لا يوصف'، هكذا وصفت مشاعرها، بعد طول غياب، إذ خرجت طاطور البارحة من سجن الدامون، وانتظرت في الشارع لمدة ساعة ونصف ليأتي أحد من عائلتها ويقلّها إلى منزلها، وقد رفضت الشرطة أن تدخل إلى السجن لتنتظر هناك، لأنّ هناك أمرًا من القاضي بإطلاق سراحها إلى الاعتقال المنزليّ، معبّرةً: 'دخلتُ إلى الحيّ وكانت هذه اللحظة بالنسبة لي فرحة وإحساسًا وروحًا أخرى لم أعشها منذ لحظة الاعتقال، رأيت الفرحة في وجوه الجيران والأصدقاء والعائلة، رأيت فرحة الحرية التي لم أرها يوم تم الإفراج عني إلى الاعتقال المنزليّ في كريات أونو، وهو منفى'.

في الحرية

'حتى الآن الفرحة تسكنني في كل مشاعري وبالذات أنني شاعرة، وحتى الآن لم أكتب عن هذه اللحظة وأظن أنّه جاء الوقت كي أكتب عن معنى الحرية، هذا اليوم يسجل في تاريخ حياتي، وهو يلخص ما مررت به في الأشهر التسعة الأخيرة من اعتقال وتنكيل وظلم ونفي، مع ذلك أنا ما زلت قيد المحكمة وأنتظر السادس من سبتمبر، لإدلاء الشهادة، وبعدها الحكم الأخير، ونحن لا نتوقع أي شيء لأنّ كل الاحتمالات واردة، فمن الممكن أن يُطلق سراحي كليًا أو أن أُعاد إلى السجن، ولكنني سعيدة الآن بهذه اللحظة من الحرية وسأستمتع بها اليوم'، وفقًا لما قالته طاطور.

وعن خلفيّة الاعتقال التعسفيّ، قالت طاطور: 'اعتقالي على خلفية كتابة شعر يُدعى أنّه تحريضيّ، هي جريمة بحق الفنّ، فالشعر هو فنّ، واعتقال من يكتب الشعر هو ظلم للفنّ والإنسان قبل كل شيء، هذه الديمقراطية مزيفة أو هي لفئة معينة في هذه الدولة، وأحد أكثر الأسئلة التي كانت تسعدني داخل السجن هي إن كنت سأكمل مسيرتي في الكتابة، وأنا أجيب طبعًا سأكمل الكتابة، ففعل الكتابة والتعبير ليس مجرد جرّة قلم وانتهى الأمر، بل أنا اكتب لأنّ الكتابة في غريزتي الإنسانيّة، ولدتُ لأكتُب وهذه مهنتي، وقد ولدتُ لأكون كاتبة ورسولة في الشعر، لا أستطيع أن أبتعد عن الكتابة، وحتى في اعتقالي بالسجن الفعليّ أخرجت ديوانًا جاهزًا للنشر الآن ويعبّر عن ظروف الاعتقال التي مررت بها'.

اقرأ/ي أيضًا | السماح لدارين طاطور بالعودة لمنزل أسرتها في الرينة

وأكّدت أن السجن لم يردعها عن الكتابة ولن يردعها، بل كان محفزًا لها لكتابة أمور جديدة وأشعار مبتكرة، وبالنسبة لي كان السجن مدرسة أخرى استفدت منها، فقد عشت مع الكتب وكان رفيقي الكتاب والقلم والدفتر، فورثت 120 كتابًا جديدًا أصبحوا في الذاكرة وقد قراتها في الفترة الماضية، منذ لحظة الاعتقال، وهذه ثقافة ونوع من التحدي الذي نعيشه، هم يريدون قمع حرية الرأي والتعبير، وعلى إسرائيل إعادة النظر بكل القوانين التي تسنّها وتفكّر سنّها، لأنّ السجن لا يردع الإنسان الكاتب والشاعر'.

التعليقات