كفر مندا: رامز بشناق... حكاية شهيد أحب الوطن وأهله

تستعد كفر مندا لإحياء ذكرى استشهاد هبة القدس والأقصى، رامز بشناق، مساء غد الإثنين، وذلك من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية ومهرجان خطابي، تخليدا لذكرى الشهيد الذي ارتقى بتاريخ 2.10.2000 برصاص الشرطة الإسرائيلية إلى جانب 12 شهيدا من فلسطينيي الداخل.

كفر مندا: رامز بشناق... حكاية شهيد أحب الوطن وأهله

تستعد كفر مندا لإحياء ذكرى استشهاد هبة القدس والأقصى، رامز بشناق، مساء غد الإثنين، وذلك من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية ومهرجان خطابي، تخليدا لذكرى الشهيد الذي ارتقى بتاريخ 2.10.2000 برصاص الشرطة الإسرائيلية إلى جانب 12 شهيدا من فلسطينيي الداخل.

 

 

استعرض شقيق الشهيد رامز بشناق، حلمي بشناق، الذكرى، وقال لـ'عرب 48'، إنه 'على أعتاب هذه الذكرى نقف في هذا المكان أمام  النصب التذكاري للشهيد رامز الذي يذّكر بالجريمة والمواجهة والاعتداء على جماهيرنا لإسكات صوت الحق والكرامة، فقد مر 16 عاما على هذه الجريمة ولا زالت نفس السياسة العدائية للعرب مستمرة بصورة أخطر من السابق خاصة في مسعاها الحثيث لتجريم العمل السياسي، والجميع يرى اليوم الهجمة السلطوية المسعورة والملاحقات السياسية التي تستهدف الحركة الوطنية بعد أن بدأت بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون، ولن تقف الهجمة المسعورة على التجمع الوطني الديمقراطي عند هذا الحد، بل ستتصاعد ضد شعبنا بالداخل'.

حلمي بشناق

وأضاف أن 'من يعتقد أن هذه الهجمة هي هجمة على التجمع فقط فهو مخطئ. هذه الهجمة تستهدف صوتنا جميعا وموجهة لمجمل الحركات السياسية والوطنية بهدف كم الأفواه ما يؤكد أنهم ضاقوا بخطابنا السياسي الوحدوي الأمر الذي يجب أن يفرض المزيد من رص الصفوف وتعزيز العمل الوحدوي. وفي هذه الذكرى نؤكد أنه علينا المضي في طريقنا ونقل رسالة الشهداء للأجيال الصاعدة، لتبقى راية الحق والحرية مرفوعة'.

ليل الاستشهاد

وحول استشهاد شقيقه، استذكر بشناق أنه 'في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر العام 2000 خرجت مسيرة جبارة من داخل القرية شارك فيها آلاف المتظاهرين احتجاجا على المجزرة الرهيبة التي كان يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة واحتجاجا على تدنيس المسجد الأقصى واقتحامه من قبل أريئيل شارون، خرجت المسيرة في حينه كما خطط لها إلى الشارع الرئيسي للقرية، وفي طريق العودة إلى داخل القرية باغتت قوات الشرطة المتظاهرين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ما تسبب باندلاع الشرارة الأولى لاندلاع المواجهات في القرية وانضمامها للبلدات العربية، كانت المواجهات في اليوم الأول على الشارع الرئيسي كفر مندا- سخنين وجرى إغلاق الشارع من قبل الشباب خشية اقتحام القوات الإسرائيلية لمنازل القرية، شارك في المواجهات مئات الشباب والنساء والأطفال وأصيب في اليوم الأول 20 جريحا، واستمرت المواجهات حتى ساعات الليل المتأخرة ونفذت الشرطة حملة اعتقالات لعدد من الشبان'.

وسرد بشناق أحداث اليوم الثاني حيث 'استفاق الأهالي صباحا على دوي إطلاق النار في القرية، فبدأ الأهالي بالتجمع على الشارع الرئيسي، وفوجئ الجميع بالقوات الكبيرة التي تهاجم القرية من جديد وبدأت المواجهة مرة أخرى، وكذلك في اليوم الثاني لم تتمكن الشرطة من اقتحام القرية واستمرت المواجهات طيلة ذلك النهار مع توارد الأخبار عن ارتقاء عدد من الشهداء في أم الفحم، سخنين، عرابة والناصرة، واحتدام المواجهات في كل القرى والمدن العربية. وفي تلك الأثناء احتدمت المواجهة فغادرت قوات الشرطة القرية في ساعات الظهيرة ودخل شباب القرية في مسيرة مهيبة إلى داخل القرية معبرين عن غضبهم وسخطهم إزاء ما يحدث للأبناء شعبهم في البلدات المجاورة. وفي ساعات المساء فوجئ الأهالي مرة أخرى بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة الغربية للقرية واتضح بعد ذلك أن عددا كبيرا من أفراد الشرطة تجمعوا في هذه المنطقة المظلمة، وفي الساعة السادسة مساء بدأ إطلاق النار العشوائي على المنازل والمساجد، أصيب في هذا اليوم أكثر من 20 شابا وحالة اثنين منهم خطيرة، استمرت المواجهات حتى الحادية عشر ليلا وكانت حادة جدا. وفي اليوم الثالث من المواجهات كانت القرية هادئة تماما وكان السكان يهيئون أنفسهم للسفر من أجل المشاركة في جنازات الشهداء بالبلدات المجاورة، وفوجئ الجميع بهجوم جديد نفذته الشرطة وتجددت المواجهات وكانت الأشرس منذ بداية المواجهات، في هذا اليوم جُرح أكثر من 70 شابا، استمرت المواجهات حتى صلاة المغرب وعندها توجه بعض المسنين وأعضاء من المجلس المحلي للشباب مطالبين بإنهاء المواجهات لأنهم شعروا أن حدثا جللا سوف يقع فتجاوب الشباب مع هذا الاقتراح شريطة أن تغادر الشرطة القرية، وتوجه ممثلون عن القرية نحو قوات الشرطة من أجل مطالبتها بمغادرة القرية، وما أن وصلوهم حتى اصطف أفراد الشرطة صفا واحدا وأطلقوا النار بكثافة على الشباب، ارتقى شقيقي رامز شهيدا فحدثت البلبلة ولم يعرف أحد كيف يتصرف، نُقل رامز إلى العيادة  داخل القرية وتجمهر الألاف من الأهالي خارج العيادة وعيونهم مليئة بالدموع، فكل المتواجدين عرفوا أن رامز قد فارق الحياة، لكنهم انتظروا الخبر الأكيد، بعدها نُقل رامز بسيارة إسعاف
إلى أحد مستشفيات الناصرة، وهناك أعلنت وفاته. ثارت ثائرة شباب القرية جميعا، خرجوا بصدورهم العارية باتجاه قوات الشرطة التي كانت قد أغلقت مدخل القرية، انسحبت الشرطة وتركت المكان، توجه الشباب إلى الشارع الرئيسي وأغلقوه مجددا وجرى إحراق كراج وآلات زراعية تابعة لمستوطنة مجاورة، ردا على جرائم الشرطة'.

وأنهى أنه 'رغم مرور 16 عاما على ذكرى هبة القدس والأقصى لا زالت إسرائيل تصعّد سياستها العدوانية للعرب الفلسطينيين في البلاد، أصحاب الأرض الأصلانيين، ولا زلنا نؤكد أن دماء أبناء شعبنا الزكية التي سُفكت من أجل الدفاع عن هويتنا الوطنية ستبقى تضيء لنا الطريق لرفض الأسرلة ومخططات صهرنا في المخطط الصهيوني من خلال الخدمة المدنية وغيرها، وسنبقى نحيي ذكرى الشهداء ما حيينا، فهم يعيشون في عيوننا وقلوبنا ولن ننساهم. لقد أحب رامز الوطن وأهله، فبادلوه الحب بالحب، واحتضنه تراب الوطن شهيدا'. 

إقرأ/ي أيضًا | كثير من الحب والوجعِ؛ قليل من الفرح!

التعليقات