"إعرفها"... توثق قصص نجاح لسيدات عربيات

عقدت جمعيّة نساء ضد العنف، مساء الجمعة، مؤتمرا صحفيا بمناسبة إطلاق حملة "إعرفها"، للكشف عن النساء القياديّات في المجتمع العربيّ.

"إعرفها"... توثق قصص نجاح لسيدات عربيات

عقدت جمعيّة نساء ضد العنف، أمس الجمعة، مؤتمرا صحافيا بمناسبة إطلاق حملة 'إعرفها'، للتعريف عن النساء القياديّات في المجتمع العربيّ.

وأقيم المؤتمر بحضورِ مديرة جمعيّة نساء ضد العنف، نائلة عوّاد، ومركزة مشروع النساء والعمل في ذات الجمعيّة، سوسن توما شقحة، نشطاء اجتماعيين، وقياديّات اشتركن في الحملة الإعلاميّة للمشاركة بقصص نجاحاتهنّ غير الاعتياديّة.

افتتحَت مديرة الجمعيّة، السيّدة نائلة عوّاد، المؤتمر قائلة إنّ 'هذا المؤتمر يأتى استمرارًا لحملة 'إعرفها' التي أطلقت قبل شهر ونصف، لنلتقي هنا بحلقة حواريّة مع الإعلاميين والصحفيين من أجل تطوير استراتيجيّة للمشاركة في طرح قضايا النساء من منطلق إيماننا أن الإعلام له الدور الكبير في التأثير على قضايا النساء'.

عواد: الخطاب الإعلامي تجاهل المرأة العربية لعقود

وأضافت عواد: 'لعقود الخطاب الإعلامي تجاهل المرأة العربية، واليوم هذه الحملة والتوجه للإعلام ليس وليد الصدفة، بل استطعنا بالسنوات الأخيرة كسر هذه الحواجز ونجحنا بالتواصل دائمًا مع الإعلام ً لدورهِ المركزيّ بالمجتمع، ونرى أنّ له مسؤولية كبيرة لتطوير استراتيجيات مع المؤسسات النسوية لطرح قضايا النساء وحقوقهنّ والمساهمة في طرح فكرة وهدف حملة إعرفها'.

حملة إعرفها، التي أطلقت أساسًا على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، هي بمبادرة جمعيّة نساء ضد العنف مع تعاون نساء قديرات، كما أفادت عوّاد، وتابعت أنّ 'نجاح هؤلاء النساء يعني أنّ النساء لديهنّ الكفاءة العالية، ولكل امرأة حكاية يجب علينا أن نعرفها ولذلك سمّينا الحملة 'إعرفها'، وبهذا نأمل بعد أن تنتهي الحملة أن تتغيّر كلمة 'إعرفها' إلى 'أعرفها'، وهذا يحمّل مسؤولية فردية واجتماعية تجاه هذه النساء'.

ونوّهت عوّاد إلى أنّ الحملة لم تفِ حق كافة النساء في المجتمع العربيّ، فهناك الكثير من النساء والقصص لم نصل لها، ولكن رسالتنا إننا شركاء في الاحتفال بكل امرأة وصلت إلى موقعها ونساهم في النشر بأنّ النساء يستطعن تبوء مواقع قياديّة في أيّ مكانٍ كان، الفن السياسة والمجتمع والقضايا النسوية والوطنيّة.

هدف حملة 'إعرفها'، التي مدّتها 6 أشهر، هو إبراز دور النساء في مواقع اتخاذ القرار والمجالات القياديّة المختلفة وطرح قضايا النساء على أجندة المؤسسات العامة والأحزاب، وزيادة عدد النساء القياديات اللواتي يترشحن لمناصب قياديّة وسياسيّة وجماهيريّة، وزيادة عدد المجموعات الداعمة للنساء من كافة شرائح المجتمع، بالإضافة إلى تهميش الخطاب العائليّ الموجود في المجتمع العربيّ، عدا عن الاحتفاء بقصص نجاح النساء القياديات وإبراز قصصهن وتعريف المجتمع بهنّ، وتسعى الحملة لتعريف البلدة أو المدينة بالنساء القياديات الموجودات بها ودعمهنّ.

استطلاع: 85% يؤيدون تحقيق المساواة بين المرأة والرجل

بدورها، استعرضت مركزة مشروع النساء والعمل، سوسن توما شقحة، بعض النتائج من استطلاع للرأي المرافق للحملة، حيث دلت النتائج بأنّ 65% من المستطلعين يعتقدون بأنّ المجتمع العربيّ لا يمنح حقوقًا متساوية للرجال والنساء، و85% من المستطلعين يؤيدون المساواة بين المرأة والرجل، و73% من ابناء وبنات المجتمع يؤيدون خروج المرأة للتعلم والسكن خارج المنزل و27% يرفضون ذلك، 62% من المستطلعين يؤيدون أهميّة دخول المرأة العربيّة لمواقع قياديّة، و68% يعتقدون أنّ المرأة تمتلك القدرات الكافية لتبوأ مواقع قياديّة.

عروق: في الإعلام على الأغلب تجد الرجال، أتساءل أين المرأة؟

وعن توقعات المؤسسات النسويّة من الإعلام ودورهِ، قالت إحدى القياديات المشاركات في الحملة، منى عروق: 'على الإعلام أن يطرح صوت النساء القياديات والبارزات وإيصال صورتهنّ لأكبر عدد من أفراد المجتمع'.

وتابعت عروق: 'أنا أريد إيصال صوتي لفئة أكبر، فئة لا تشبهني، وأشخاص بحاجة إلى هذا الصوت القياديّ، ففي مرحلة من مراحل حياتي تمنيت لو عرفت حينها نساءً يشبهونني، وتمنيت لو سمعت قصص النساء كي تساعدني في المستقبل واتخاذ قراراتي أبكر دون انتظار، فلو كان للإعلام الدور القويّ والفعال لكنت مررت سيرورتي بشكل أسهل'.

وأضافت: 'للأسف بمجتمعنا حين تتوقف القضيّة عند النساء هناك تهميش، فاللقاءات الصحافيّة بغالبها مع الرجال، ففي الإعلام أجد أحيانًا صور الرجال فقط، واتساءل أين النساء؟، وأشعر أنّ هذا الإعلام لا يخاطبني، وما أطلبه هو أن يقوم الإعلام بالدور الجديّ وليس فقط من خلال العمل بتصوير وتغطية القضايا، بل عليه الإيمان بأنّ للنساء دور وضرورة إبرازه وليس فقط تأدية عملهم، بل الاسمان بأهمية هذا الدور وتأثيره على المجتمع'.

أبو قرشين: قضايا النساء مهمّشة في الحياة اليوميّة وفي الإعلام كذلك

من جانبها، أوضحت إحدى القياديات المشاركات في الحملة، سمر أبو قرشين، بأنّها تتوقع من الصحافة والإعلام أن تكون مرآة للمجتمع وما يجري فيه، مرآة ترى كل ما يحدث بالمجتمع من أمور صغيرة وليست فقط كبيرة، وأن يبرز التفاصيل والقضايا الصغيرة ويتعامل معها من مكان نقديّ وليس فقط تصويريّ، مشيرةً إلى أنّ المصطلحات المستعملة في الإعلام بكثير من الأحيان تكون مبنية على أفكار مسبقة وأحكام ليست حياديّة، وما تفعله الصحافة هو إبقاء البارزين وتهميش الأقل بروزًا.

واستطردت إنّ قضايا النساء مهمّشة في الحياة اليوميّة وفي الإعلام كذلك، والدليل على هذا ما جرى اليوم، فنحن لا نتكلم عن أمور بعيدة بل هي ملموسة.

عزب: وسائل الإعلام طوّرت شخصيات خارجة عن القانون

من جهة أخرى، ترى إحدى القياديات المشاركات في الحملة، زهرية عزب، أنّ هناك دور أبعد للإعلام، فقصص النساء القياديات عُرضت عبر جمعية نساء ضد العنف تمثل قصّة مجتمع، فكلّ حياة امرأة هي انعكاس للتطور المجتمعي، واليوم نعاني من ظاهرة العنف ونتحدث عنها وأرى أنّ وسائل الإعلام طوّرت شخصيات خارجة عن القانون ومنهم نجوم، فأطفالنا يقلدونهم ويقلدون أوشامهم وسياراتهم، وهذا ما لا نريد أن ينعكس بالمجتمع العربي.

واختتمت عزب مطالبةً من الإعلام طمس وإخفاء هذه الشخصيات غير القانونية والمجرمة، حتى لا يتأثر المجتمع بهذه الشخصيات، نحن نريد الحقيقة ولكن الحقيقة غير المؤذية بل الحقيقة التي تطور وتبني المجتمع.

اقرأ/ي أيضًا | اعرفها: نساء ضد العنف تحتفي بنجاحات النساء

يذكر أنّ وسائل الاعلام العربيّة تغيّبت عن حضور المؤتمر، إذ لم يحضرَ المؤتمر الإعلاميّ إلا بمشاركة وسيلتين إعلاميتين عربيتين.

التعليقات